المكان: أمام مبنى البرلمان، الزمان: الجمعة ليلا، الحدث: وقفة ضد استفادة مواطن اسباني مُدان باغتصاب 11 طفلا مغربيا من عفو ملكي بمناسبة عيد العرش. هنا بشارع محمد الخامس أينما ولّيت وجهك فتم عناصر الشرطة والقوات المساعدة، أخذوا مواقعهم في كل مداخل الشارع منذ المساء استعدادا لمنع أي محتج من الوصول إلى "الكارو" المكان المفضل لإعلان الاحتجاج من أمام البرلمان. قبل موعد الوقفة الاحتجاجية بنصف ساعة حاول المآت من الرافضين لعفو الملك على "دانيال" في مقدمتهم وجوه اعتاد عليها المكان وألفها الاحتجاج، مثل عبد الحميد أمين وخديجة الرياضي ومحمد العوني وشباب ما تزال روح 20 فبراير تسري في أجسادهم، التجمّع لإعطاء الانطلاقة الرسمية للوقفة، غير أن انطلاقة كانت قد أُعطيت قبلها لإجهاض أي انطلاقة أخرى. رفع شعار "عاش الشعب" من طرف مشاركين في الوقفة اصطفوا على جنبات الشارع كان صافرة بدء استعراض أمني تفننت خلاله عناصر الشرطة والقوات المساعدة في عمليات الدفع والرفس والضرب فضلا عن السب والشتم، لم يسلم منها صغير أو كبير ذكرا كان أم أنثى تم التعامل معهم بمساواة نادرة في هذا الوطن. تفرق المحتجون إلى مجموعات حاصرت قوات الأمن بعضهم وطاردت بعضهم في الأزقة المحادية لشررع محمد الخامس، قضت الأوامر الأمنية ألا يُسمح لهم بالتواجد أصلا بالشارع، لكن الإصرار على إسماع الصوت كان أقوى من الأوامر، وهتفت الحناجر متفاعلة "هذا عيب هذا عار الوطن في خطر" و"إدانة شعبية أجهزة قمعية". ظل عبد الحميد أمين مطروحا أرضا وبجانبه رفيقة النضال خديجة الرياضي وآخرون، تكلفت فرقة أمنية بمحاصرتهم وسحلهم وفرض "حظر التجوال" بالقرب منهم، غير بعيد عن المكان وقف عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية متأسفا على ما يحدث أمام عينيه من "عنف غير مبرر في حق مظاهرة سلمية" كما قال لهسبريس، ولمنابر صحفية أخرى، قبل أن يشرح "هناك خطأ وقع ولا يوجد شخص معصوم" في تعليق صريح على العفو الملكي على "دانيال"، بجانب حامي الدين ظل الإعلامي توفيق بوعشرين يراقب الوضع ويتابع كيف تنهال هراوات البوليس على زملاء له في "الحرفة" لم ينفع إشهارهم لبطائق الصحافة في توفير الحماية لهم. في جانب آخر، حقوقيو العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان فضلوا التكتل لوحدهم ورفع شعارات بين الفينة والأخرى، قال رئيسهم محمد الزهاري بدون تحفظ "إن ما وقع يمس الشعور الانساني" يقصد العفو الملكي، مضيفا "الدولة المغربية لا تحترم حق التظاهر السلمي" يقصد الدفع الذي تعرض له وهو يتحدث لهسبريس. وقفة رفض العفو الملكي عن الاسباني مُغتصَب الأطفال، عرفت أيضا مشاركة المهدي المزواري النائب عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل طوال تواجده بشارع محمد الخامس "مخشيا" بين المحتجين رافعا شعارات تارة ومصفقا تارة، ومهرولا خوفا من بطش رجال الشرطة تارة أخرى. بعد أزيد من ساعتين، وضعت المواجهة أوزارها، جُرح من جُرح، ونُقل للمستشفى من نُقل، وشُتم من شُتم، وضُرب من ضُرب ومنهم كاتب هذه الأسطر، لتُعلن قوات الأمن سيطرتها على الوضع، ويُعلن المحتجون وصول رسالتهم إلى من يعنيه الأمر، ويُعلن متتبعون أن الشارع المغربي ما يزال يقظا حيا متفاعلا... وكل عفو أنتم (يقصد الصحافيين) ونحن مقموعون ... على وقع هذه العبارة من أحد المحتجين غادرت هسبريس شارع محمد الخامس...