شوهد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قبل أيام قليلة، متواجدا في مقبرة "الصدّيق" التي تقع في الحي الصناعي ضواحي العاصمة الرباط، وسط مجموعة كبيرة من المشيعين لإحدى الجنازات التي حرص بنكيران على حضورها إلى أن وارى جثمان المتوفى الثرى. وبحسب مصادر حضرت الجنازة ذاتها، فإن بنكيران لم يتردد في استعمال مكبر للصوت، حيث ألقى وسط الحاضرين لدفن المتوفى "موعظة دينية" تتعلق بالموت والاستعداد له، تأثر المشيعون من مضمونها، قبل أن يسرد مناقب الفقيد، الذي لم يتسن للمصدر معرفة صلته برئيس الحكومة. وأردفت المصادر ذاتها أن بنكيران شوهد بعد انتهاء مراسيم تشييع ودفن الميت، وقد تحلق حوله أربعة من الشباب، صغيري السن وعاطلين عن العمل، والذين طالبوه ب"صدقة"، فأخذ رئيس الحكومة ورقة نقدية من جيبه، ودعاهم لاقتسام تلك الورقة النقدية. ويأتي حضور بنكيران لمقبرة "الصديق" بحي النهضة بالرباط، بعد أيام قليلة من تواجده في مقبرة سيدي عبد الله بن حسون بمدينة سلا، شيع فيها جنازة الراحل عبد الإله المكينسي، الرئيس السابق للجمعية الرياضية السلاوية، ومستشار مجلس مدينة سلا، وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار. وكانت تلك الجنازة، وفق منابر إعلامية نشرت الخبر عينَه، فرصة لبنكيران للتحادث مع قيادة التجمع الوطني للأحرار، من أجل تعويض انسحاب وزراء الاستقلال من الائتلاف الحكومي، وتشكيل أغلبية حكومية جديدة، وهو ما سماه البعض "دبلوماسية الجنائز". وعُرِف بنكيران بحبه الكبير حضور الجنائز، حيث أكد مصدر مقرب من بنكيران لهسبريس بأن الرجل كان حتى قبل توليه رئاسة الحكومة، وخاصة عندما كان يدير جريدة التجديد التي يوجد مقرها بالقرب من مقبرة الشهداء، كثير الخطى إلى الجنائز إذا حضر صلاة على الجنازة في مسجد "الشهداء" القريب من المقبرة. وتابع المصدر بأن بنكيران كان يحضر أحيانا مراسيم دفن أشخاص لا يعرفهم حق المعرفة، فهو من الدائبين منذ مدة على إتباع الجنائز وتشييعها، مشيرا إلى أنه بعد توليه رئاسة الحكومة لم يتغير طبعه في هذا الشأن حيث حضر جنائز مغاربة من مختلف الطبقات الاجتماعية، مواطنون عاديون وفنانون وسياسيون ورجال أعمال وحقوقيون..