استطاعت جنازة رجل الأعمال المغربي الراحل فريد برادة وأسرته أن تجمع حولها، ظهر اليوم، حوالي خُمُس أعضاء الحكومة الحالية حيث حضر وزراؤها خصيصا لتشييع الجثامين الخمسة؛ الأب وزوجته وثلاثة من أبنائه؛ كما شوهد بعض مستشاري الملك الذين حرصوا على أن يودعوا رجل "الألوان" الأول بالمغرب، باعتباره كان يشغل قيْدَ حياته منصب الرئيس المدير العام لشركة "كولورادو" للصباغة. وبدت علامات التأثر، أثناء مراسيم تشييع جنازة المرحوم فريد برادة، جلية على ملامح أغلب الشخصيات الرسمية التي سجلت حضورها للجنازة، ومن بينها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، وعبد الله باها وزير الدولة، وامحند العنصر وزير الداخلية، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ ونبيل بن عبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة٬ وعبد الواحد سهيل وزير التشغيل والتكوين المهني، وكريم غلاب رئيس مجلس النواب، وإدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات غيرهم. وكان لافتا أيضا في جنازة الملياردير المغربي حضور مُستشاري الملك محمد السادس، وهما الطيب الفاسي الفهري الذي يدير ملف السياسة الخارجية للمغرب ضمن فريق مستشاري ملك البلاد، وياسر الزناكي الذي يشغل منصب مستشار بالديوان الملكي لخبرته وتجربته في ملف الاستثمار السياحي. ووسط جو مُفعم بالحزن ومشوب باستحضار هيبة الموت وسطوته مشى عدد من هذه الشخصيات في موكب السيارات الخمسة الخاصة بنقل الموتى، والتي كانت كل واحدة منها تضم جثمان فرد من أفراد الأسرة الصغيرة الهالكة في حادثة الطائرة بفرنسا قبل أيام خلت، ليتم بعد ذلك دفنهم في مقبرة الرحمة بالبيضاء في توابيت بيضاء من لدن عمال المقبرة، وبحضور جمهور غفير من المشيعين ومعارف عائلة برادة. وأجمعت الشخصيات الحاضرة، في تصريحات صحفية عقب مراسيم الجنازة، على خصال الفقيد ومناقبه حيث أبرز بنكيران بأن فريد برادة "يعد نموذجا للمواطن الناجح في مجال الأعمال٬" وبأنه كان "معروفا بنبله خاصة مع عُماله"، وهو الشيء الذي سجله الزناكي الذي أفاد بأن فريد كان "معروفا بحسن خلقه، ومواطنا يخدم بلده". وبالمقابل لفت امحند العنصر، وزير الداخلية، إلى أن حضور عدد من الوزراء والمستشارين الملكيين إلى تشييع جثمان الفقيد كان بتكليف من الملك محمد السادس من أجل تقديم تعازيه الشخصية إلى أسرة الراحل. وكان الملك قد بعث، قبل أيام، برقية تعزية إلى أفراد أسرة فريد برادة أعرب فيها لوالدته الفاضلة وإخوته البررة، ومن خلالهم لكافة أفراد أسرتهم المكلومة عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته في هذا الرزء الفادح الذي ألم بهم قضاء من الله وقدرا". وكان فريد برادة، رفقة زوجته وثلاثة من أبنائه، تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 16 سنة، قد قضوا يوم السبت 5 يناير الجاري في حادثة طائرة خاصة اصطدمت بهضبة جنوب مطار "غرونوبل"، كان من المفترض أن تحط بالدار البيضاء بعد توقف بإسبانيا.