لم يكن حضور المغرب، في جنازة الرئيس الأسبق الجزائري أحمد بنبلة الذي ووري أمس الجمعة الثرى، رمزيا، بل كان حضورا قويا من خلال مشاركة وفد مغربي رفيع المستوى في مراسيم هذه الجنازة. وتضمنت لائحة الوفد المغرب كلا من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الذي مثل الملك محمد السادس في جنازة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بنبلة، والمستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري، إضافة إلى بعض رموز الحركة الوطنية الذين سافروا بصفاتهم الشخصية، في طليعتهم الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، ومحمد بنسعيد آيت إيدر وسعيد بونعيلات. وحل بنكيران بالعاصمة الجزائر لحضور الجنازة وتقديم تعازي الملك إلى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، وأسرة الراحل أحمد بنبلة الذي وافته المنية عن عمر يناهز 95 سنة. ووجد الوفد المغربي في استقباله بالمطار أحمد أويحيى، الوزير الأول الجزائري، رفقة عبد الله بلقزيز، سفير المغرب بالجزائر. ويؤشر الحضور المغربي في جنازة أحمد بنبلة، المكون من شخصيات رسمية وأخرى تاريخية ذات وزن ثقيل، على أن المغرب حريص على توظيف ديبلوماسية الجنائز، لتذويب جليد العلاقات المغربية الجزائرية والدفع بها نحو حل الحدود، في أفق حل كل المشاكل العالقة. وأقيمت أمس جنازة وطنية بالعاصمة الجزائر للراحل بن بلة، الذي يعتبر أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، وقد شارك في جنازته عدد من ممثلي الدول الذين جاؤوا لمشاركة الشعب الجزائري في مراسيم دفن الراحل في مربع الشهداء في مقبرة العالية في الضاحية الشرقية للعاصمة. وقد بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى المهدية بنبلة، زوجة الراحل، عبر فيها لأفراد أسرة السيدة المهدية ولكافة محبي الراحل عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته وتعاطفه معهم في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا الله عز وجل أن يعوضهم عنه جميل الصبر وحسن العزاء، ويشملهم برضاه الدائم، ويثيبهم عن فقدانه جزيل الثواب. وقال الملك في برقيته «إننا لنستشعر معكن مدى فداحة الرزء الذي لم يصب أسرتكن الموقرة فقط، والشعب الجزائري الشقيق، الذي فقد فيه أحد زعماء الحركة الوطنية الجزائرية، وأول رئيس لدولته المستقلة، وإنما ألم بالمغرب أيضا، الذي فقد برحيله مناضلا كبيرا، ظلت تربطه به وشائج متينة من التقدير والتضامن، ومواطنا مغاربيا حريصا على روح الإخاء، مدافعا عن المصالح الكبرى لأمته العربية». وكانت الجزائر قد وضعت جثمان الرئيس السابق مدثرا بعلم بلاده بأحد مقار الرئاسة ليلقي عليه القادة العسكريون الرسميون والدبلوماسيون النظرة الأخيرة، كما أعلنت، أول أمس، الحداد ثمانية أيام على رئيسها الأسبق الذي حكم الجزائر ما بين 1962 و1965 والذي توفي إثر أزمة تنفسية ألمت به.