انتقد جزائريون رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي ترأس الوفد المغربي في مراسيم تشييع جنازة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بنبلة، يوم الجمعة الماضي 13 أبريل الجاري، لكونه انسحب من الجنازة بدعوى حضور وفد من البوليساريو للجنازة ذاتها، يترأسه زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز المراكشي. وعزا بنكيران أسباب انسحاب الوفد المغربي من مناسبة تشييع جثمان بنبلة، في تصريحات لجريدة الشروق الجزائرية في عددها أمس السبت 14 أبريل، إلى الاحتجاج على ما سماها "المكانة التي أُعطيت لجبهة البوليساريو في الجنازة"، مشيرا إلى أن "الانسحاب كان في اللحظات الأخيرة للجنازة". وهاجم معلقون وناشطون جزائريون في مواقع وصحف محلية انسحاب الوفد المغربي برئاسة بنكيران من حفل تأبين بنبلة، حيث قال أحدهم إن المناسبة لم تكن عرسا، بل جنازة قائد تاريخي كبير، كان من الأجدى أن تذوب فيها الخصامات والحساسيات التي تفرق ولا تجمع. وسجل آخرون التناقض الذي ميز الموقف المغربي في علاقته مع البوليساريو، باعتبار أن الوفد الدبلوماسي المغربي يلتقي دائما مع ممثلي البوليساريو في مانهاست بنيويورك في المفاوضات بين الطرفين، واليوم في جنازة بنبلة عادت العداوة، مردفين أنه هذا يسمى نفاقا، بحسب تعبير معلق جزائري. ولفت معلق جزائري آخر إلى أنه في جنازة الملك الراحل الحسن الثاني عام 1999 حضر الوفد الفلسطيني إلى جانب الوفد الإسرائيلي، دون أن ينسحب أي طرف منهما، قبل أن يؤكد بأننا "في الأول والأخير عرب مسلمون إخوة". وتابع معلقون بالقول "إلى حدود مراسيم عملية الدفن كان موقف المغرب الشقيق متمثلا في حكومته وملكه من المواقف المشرفة والتي تبقى دينا في رقبة الجزائريين، لكن لو كان أي شخص لا يحضر إلى جنازة أو تعزية بمجرد وجود شخص غير مرغوب فيه بالنسبة له، لما حضر في جنازة أي شخص في العالم". وكانت صور ومقاطع فيديو قد أظهرت وقوف بنكيران بجانب عدة شخصيات حضرت لتشييع جثمان الزعيم الجزائري الراحل، ومنها الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية، وكان بنكيران رافعا حينها لأكف الدعاء، غير أنه في مشاهد أخرى لاحقة تبين غياب بنكيران من مكانه، ليتأكد أن الوفد المغربي انسحب متأخرا من مناسبة الجنازة، وهو الأمر الذي استغربه مراقبون باعتبار أن الوفد المغربي كان يعلم مسبقا بأن وفد البوليساريو سيكون حاضرا دون شك، الشيء الذي يجعل من قرار الانسحاب لا معنى له.