تتوفر مدينة سوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح، التي تصل درجة الحرارة فيها أحيانا خلال فصل الصيف إلى حوالي 48 درجة، فقط على حديقتين عموميتين ومسبح جماعي جرى تفويضه للخواص ونافورة يتيمة تشكو دوما من أعطاب مزمنة لفائدة أزيد من 50 ألف نسمة. وعلى الرغم من علتها وقلتها، فإن هذه المتنزهات العمومية، التي لم تعد تحتمل عدد الوافدين عليها في غياب متنفسات أخرى، تشكو من الإهمال والتقصير؛ وهو ما حولها إلى فضاءات شاحبة و"مستفزة" جراء ما تعرفه من أحداث جانبية ذات صلة بالتحرش وتناول الكحول والمخدرات. المئات من الأسر القاطنة بالمدينة تجبرها حرارة الصيف على الخروج من بيوتها، تتوجه إلى حديقتين عموميتين، إحداهما باتت من ضمن المرافق ناقصة التجهيز، حيث وحدها الأشجار الشاحبة والكراسي الإسمنتية؛ ما يوحي للزائر بأنه في حديقة عمومية في غياب كل ما يفتح شهية الأطفال للترويح عن النفس. يقول مروان صمودي، ناشط حقوقي مهتم بشؤون سوق السبت أولاد النمة، إن هذه الحديقة العمومية، وبالنظر إلى وضعها الحالي، يجب إعادة النظر في تسميتها؛ فهي تفتقر إلى كل المواصفات التي تجعل منها متنزها للساكنة.. بدءا من الإنارة العمومية والمرافق الصحية وانتهاء بشرط النظافة وسلامة وأمن الوافدين عليها. وأشار صمودي إلى تفشي احتلال الملك العام والأرصفة الخاصة بممر الراجلين واتساع خطورة الدراجات النارية والهوائية والعربات المجرورة، مشددا على أن سلامة المواطنين باتت مهددة، خاصة عندما نتحدث عن سرعة خيالية لجانحين وسط حدائق عمومية آهلة بالأطفال والنساء وبكل من أجبرتهم ظروف العيش على اختيار هذه الأمكنة في غياب بدائل أخرى. ومن جهتها، قالت هدى، وهي زائرة للمدينة من الخميسات، في تصريح لهسبريس، إن أهم ما يحتاج إليه هذا المرفق هو الأمن، مؤكدة أن الساكنة تسرق هذه اللحظات من أجل راحة النفس وبحثا عن الهدوء وفي غياب عنصر الأمن والأمان تتحول الحديقة من مكان حميمي إلى فضاء مستفز. واستغربت المتحدثة من الفوضى التي يتسبب فيها أصحاب الدراجات النارية والهوائية بالحديقتين العموميتين بالمدينة، قائلة: "كل الزوار يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على فلذات أكبادهم، في غياب كل ما يؤسس للهدوء وراحة النفس'"، مشددة على أن الفوضى لم تكن يوما من ضمن عناصر المتنزهات العامة. وفي تصريحات متطابقة، تحدث مواطنون عن أحداث استثنائية، يقولون إن العقل لا يستسيغها، ومع ذلك فهي تجري في جنح الظلام بهذا المرفق الكائن بحي الهدى، وتتعلق بممارسات شاذة لأطفال الشوارع، واستغلال الأماكن المظلمة لشرب الكحول والتعاطي للمخدرات. ويطالب المصرحون لهسبريس المجلس الجماعي بإيلاء الاهتمام لهذين المرفقين، عبر تقوية شبكة الانارة العمومية والمرافق الصحية وحراس الأمن، مع تفعيل الدوريات الأمنية، ومنع أصحاب الدراجات الهوائية والنارية من ولوج المرفقين ضمانا لسلامة الزوار خاصة الأطفال والنساء. كما دعوا إلى هدم سور الحديقة الذي يختفي وراءه الجانحون عن أنظار الأمن. وفي معرض تعليقه، أقر نور الدين الخياري، مستشار بالجماعة الترابية لسبت أولاد النمة، ببعض النواقص التي تعرفها هذه المرافق العمومية، خصوصا ما يتعلق منها بالإنارة العمومية والمرافق الصحية، مفيدا بأن المجلس الجماعي يبذل ما في وسعه من جهود في هذا الشأن، من أجل إدراك هذا الخصاص. وقال الخياري إن المجلس الجماعي سبق أن تناقش أكثر من مرة في موضوع الإنارة العمومية والمرافق الصحية، كما تداول في إمكانية نزع سور حديقة حي الهدى؛ إلا أن ذلك تأخر لأسباب غير مفهومة.