جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    "التقدم والاشتراكية" يحذر الحكومة من "الغلاء الفاحش" وتزايد البطالة    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جامعة الفروسية تحتفي بأبرز فرسان وخيول سنة 2024    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماليزيا .. دولة ‬المعلوميات ‬والتكنولوجيا ‬الحديثة

‬تعتبر ‬كوالالمبور ‬من ‬أهم ‬المدن ‬الماليزية، ‬سواء ‬من ‬حيث ‬تطورها ‬العمراني، ‬أو ‬من ‬حيث ‬الثقافات ‬المختلفة ‬التي ‬تتميز ‬بالتجاور ‬والاعتراف ‬بالآخر ‬رغم ‬المكانة ‬التي ‬يحظى ‬بها ‬‮"‬الملايو‮"‬ ‬عن ‬غيرهم.‬
بدأت ‬الفكرة ‬في ‬سنة ‬1995 ‬حين ‬قررت ‬الحكومة ‬الفيدرالية ‬الماليزية ‬وبالاستعانة ‬بدراسة ‬من ‬إحدى ‬أكبر ‬الشركات ‬الدولية ‬في ‬مجال ‬استشارات ‬الأعمال ‬ماكنزي، ‬وفي ‬عهد ‬مهندس ‬النهضة ‬الماليزية ‬مهاتير ‬محمد، ‬في ‬منطقة ‬كانت ‬سابقا ‬عبارة ‬عن ‬مزرع ‬لنخل ‬الزيت ‬والذي ‬يعتبر ‬زراعة ‬رائدة ‬ومربحة ‬في ‬مختلف ‬أرجاء ‬ماليزيا.‬
والمنطقة ‬التي ‬أسست ‬حول ‬مشروع ‬ما ‬يسمى ‬برواق ‬الملتميديا ‬الفائق ‬(Multimedia Super Corridor) ‬لتحقيق ‬قفزة ‬نوعية ‬توصل ‬ماليزيا ‬إلى ‬القرن ‬الواحد ‬والعشرين، ‬وتدفع ‬قدما ‬بتحقيق ‬الأهداف ‬الاستراتيجية ‬التي ‬سطرها ‬مهاتير ‬في ‬إطار ‬رؤية ‬ماليزيا ‬2020، ‬قد ‬عرفت ‬منذ ‬ذلك ‬الحين ‬نموا ‬هائلا ‬في ‬قطاع ‬العقار ‬والاستثمارات ‬في ‬ميادين ‬التكنولوجيا ‬والبحث ‬العلمي ‬والتطوير.‬
والحديث ‬عن ‬المنطقة ‬بإعجاب ‬وتقدير ‬إنما ‬يقتصر ‬على ‬مقوماتها ‬اللوجيستيكية ‬والبنيوية، ‬أما ‬حين ‬يتعلق ‬الأمر ‬بالحيوية ‬والحميمية ‬فإن ‬هناك ‬شبه ‬إجماع ‬أنه ‬وعلى ‬الرغم ‬من ‬كل ‬تلك ‬المباني ‬الشاهقة ‬والمكاتب ‬الفخمة ‬والجامعات ‬المرموقة، ‬فإن ‬المنطقة ‬لا ‬تعطي ‬على ‬الإطلاق ‬شعورا ‬بالألفة ‬ولا ‬تفرض ‬نفسها ‬كمكان ‬قد ‬يستقر ‬فيه ‬المرء ‬يوما، ‬وحتى ‬وجود ‬العائلات ‬فيها ‬فهو ‬نادر ‬ومحدود. ‬وربما ‬قد ‬تغيّر ‬مراكز ‬التسوق ‬والمباني ‬الضخمة ‬المستحدثة ‬من ‬ذلك ‬الواقع ‬في ‬المستقبل ‬القريب.‬
هذا ‬على ‬عكس ‬جارتها ‬الإدارية، ‬مدينة ‬بوتراجايا ‬والتي ‬كانت ‬وليد ‬رؤية ‬وتصور ‬مهاتير ‬مجددا ‬لمدينة ‬إدارية ‬تجمع ‬كل ‬الوزارات ‬والمصالح ‬الحكومية ‬في ‬منطقة ‬جغرافية ‬واحدة ‬مجهزة ‬ومبنية ‬على ‬أحدث ‬طراز ‬معماري ‬يزاوج ‬ما ‬بين ‬الأصالة ‬الفنية ‬في ‬المعمار ‬الإسلامي ‬والتي ‬تجعل ‬منها ‬تحفة ‬معمارية ‬إسلامية ‬بامتياز ‬وبين ‬المعايير ‬الدولية ‬الحديثة ‬في ‬تخطيط ‬وتنظيم ‬المناطق ‬الحضرية. ‬وهذا ‬بالإضافة ‬إلى ‬عوامل ‬ديموغرافية ‬قد ‬جعل ‬منها ‬مكانا ‬أكثر ‬حميمية ‬وجمالا ‬من ‬سيبرجايا ‬على ‬مختلف ‬الأصعدة.‬
مدينة ‬التطور ‬والرفاهية
حياة ‬طالب ‬مثلي ‬مستقر ‬في ‬منطقة ‬سيبرجايا ‬منذ ‬سنتين، ‬يدرس ‬في ‬جامعة ‬وضع ‬حجر ‬أساسها ‬نفس ‬مؤسس ‬المدينتين، ‬لتكون ‬في ‬قلب ‬النهضة ‬التكنولوجية ‬الماليزية، ‬هي ‬في ‬جانب ‬كبير ‬منها ‬مملة ‬وتغلب ‬عليها ‬رتابة ‬قد ‬تجعلها ‬مادة ‬كتابية ‬غير ‬مسلية، ‬لذلك ‬دعونا ‬ننتقل ‬إلى ‬عاصمة ‬ماليزيا، ‬المدينة ‬التي ‬وضعت ‬‮"‬التطور ‬والرفاهية‮"‬ ‬شعارا ‬لها.‬
الطريق ‬إلى ‬كوالالمبور ‬من ‬سيبرجايا ‬بالنسبة ‬لطالب ‬لا ‬بديل ‬لديه ‬عن ‬وسائل ‬النقل ‬العمومي ‬يمر ‬عبر ‬مرحلتين، ‬الأولى ‬توصلك ‬إلى ‬محطة ‬الحافلات ‬المركزية ‬ببوتراجايا ‬والثانية ‬تأخذك ‬منها ‬إلى ‬قلب ‬كوالالمبور، ‬إما ‬عن ‬طريق ‬حافلة ‬أخرى ‬أو، ‬وبالزيادة ‬على ‬ضعف ‬أجرة ‬الحافلة ‬بقليل، ‬ركوب ‬القطار ‬السريع ‬القادم ‬من ‬المطار ‬والمتجه ‬نحو ‬العاصمة، ‬والفرق ‬في ‬ثمن ‬التذكرة ‬يظهر ‬جليا ‬في ‬الخدمات ‬والسرعة ‬والتنظيم.‬
في ‬العاصمة ‬وكما ‬الحال ‬في ‬مختلف ‬أرجاء ‬ماليزيا، ‬تجد ‬أعراقا ‬متعددة، ‬فسكان ‬ماليزيا ‬والذين ‬يقاربون ‬الثلاثين ‬مليون ‬نسمة، ‬ينقسمون ‬إلى ‬مجموعات ‬عرقية ‬رئيسية ‬هي ‬الملايو ‬وهم ‬الغالبية ‬المسلمة، ‬ويشكلون ‬نصف ‬السكان ‬ثم ‬الصينيين ‬الممسكين ‬بزمام ‬جانب ‬كبير ‬من ‬الاقتصاد ‬الماليزي ‬ويشكلون ‬نسبة ‬الربع ‬تقريبا، ‬بينما ‬السكان ‬الأصليون ‬والذي ‬مازال ‬بعضهم ‬يعيش ‬في ‬الطقوس ‬القبلية ‬الوثنية ‬القديمة ‬داخل ‬غابات ‬بورنيو ‬ومناطق ‬أخرى، ‬فهم ‬يشكلون ‬نسبة ‬11 ‬في ‬المائة، ‬ثم ‬الهنود ‬بنسبة ‬7 ‬في ‬المائة ‬والباقي ‬من ‬جنسيات ‬أخرى.‬
الشعب ‬الماليزي ‬في ‬عامته ‬تغلب ‬عليه ‬الطيبة ‬والتسامح، ‬وأستطيع ‬القول ‬بأنه ‬وخلال ‬فترة ‬مكوثي ‬هنا ‬والتي ‬تجاوزت ‬ثلاث ‬سنوات، ‬لم ‬أر ‬عراكا ‬واحدا ‬كلا ‬طرفيه ‬من ‬الماليزيين، ‬وعلى ‬الرغم ‬من ‬أنه ‬قد ‬يبدو ‬للسائح ‬العادي ‬مثالا ‬على ‬الانسجام ‬والتعايش، ‬إلا ‬أن ‬نظرة ‬أعمق ‬إلى ‬مكنونات ‬المجتمع ‬ستعطي ‬صاحبها ‬صورة ‬عن ‬التمايز ‬العرقي ‬الملحوظ ‬وتفضيل ‬الملايو ‬مثلا ‬على ‬حساب ‬غيرهم ‬من ‬الأعراق ‬في ‬تقلد ‬المناصب، ‬ولهذا ‬فإنني ‬دائما ‬ما ‬أتطلع ‬إلى ‬التعامل ‬مع ‬صيني ‬أو ‬هندي ‬في ‬إدارة ‬حكومية، ‬لأن ‬وجودهم ‬هناك ‬يعني ‬أنهم ‬يستحقون ‬المنصب ‬بالفعل، ‬وأنهم ‬يعملون ‬ما ‬في ‬وسعهم ‬للحفاظ ‬على ‬ذلك ‬التشريف ‬الذي ‬قلما ‬يحظى ‬به ‬بنو ‬عرقهم، ‬فتكون ‬خدمتهم ‬أفضل ‬من ‬موظف ‬ملايو ‬نال ‬المنصب ‬كامتياز ‬عرقي.‬
دعونا ‬نعود ‬إلى ‬العاصمة ‬ونلقي ‬نظرة ‬سريعة ‬عليها، ‬فمدينة ‬كوالالمبور ‬تأسست ‬منذ ‬سنة ‬1850 ‬وتتميز ‬بماني ‬أيقونية ‬ذات ‬صيت ‬عالمي ‬كبرجي ‬بتروناس ‬واللذين ‬ظلا ‬إلى ‬حدود ‬سنة ‬2004 ‬أطول ‬مباني ‬العالم. ‬وتتميز ‬المدينة ‬ببنية ‬تحتية ‬متقنة ‬تحميها ‬من ‬الأعاصير ‬الاستوائية ‬والتساقطات ‬المطرية ‬الشديدة ‬على ‬طول ‬السنة، ‬وكذلك ‬بخدمات ‬نقل ‬عمومي ‬قوامها ‬شبكات ‬قطار ‬وحافلات ‬في ‬المتناول.‬
المنطقة ‬العربية ‬والموجودة ‬في ‬شارع ‬بوكيت ‬بينتانغ، ‬والتي ‬تعني ‬‮"‬ممشى ‬النجم‮"‬ ‬باللغة ‬الماليزية، ‬هي ‬منطقة ‬تعج ‬بالفنادق ‬الفخمة ‬ومراكز ‬التسوق ‬العالمية ‬بالإضافة ‬إلى ‬مطاعم ‬عربية ‬منها ‬مطاعم ‬مغربية ‬والكثير ‬من ‬البقالات ‬والمتاجر ‬العربية ‬دون ‬أن ‬ننسى ‬كذلك ‬الحلاقين ‬المغاربة ‬والجزائريين ‬المنتشرين ‬عبر ‬العالم. ‬
تجاور ‬الثقافات ‬والأعراق
المار ‬من ‬ذلك ‬المكان ‬يتناهى ‬إلى ‬سمعه ‬مهرجان ‬من ‬الأصوات ‬المختلفة، ‬فمن ‬عبارات ‬عربية ‬تدعوك ‬بأدب ‬إلى ‬دخول ‬مطعم، ‬إلى ‬تايلانديين ‬أو ‬صينيين ‬لا ‬يملون ‬من ‬تكرار ‬عبارة ‬‮"‬ماساج‮"‬ ‬ويلحّون ‬على ‬المارة ‬بأسلوب ‬يتنوع ‬ما ‬بين ‬إلحاح ‬‮"‬كورتية‮"‬ ‬محطات ‬الحافلات ‬في ‬المغرب، ‬إلى ‬استخدام ‬الإيحاءات ‬الجنسية ‬لاستمالة ‬الزبناء، ‬علما ‬أن ‬محلات ‬‮"‬الماساج‮"‬ ‬تنتشر ‬على ‬طول ‬الشارع ‬وجانب ‬كبير ‬منها ‬يقدم ‬خدمات ‬تتجاوز ‬الترويض ‬الطبي.‬
في ‬مكان ‬آخر ‬من ‬المدينة ‬يقع ‬حي ‬صيني ‬وآخر ‬هندي. ‬أما ‬الأول ‬فهو ‬مركز ‬تسوق ‬شعبي ‬عبارة ‬عن ‬شارع ‬من ‬عربات ‬الباعة ‬المتجولين ‬وفيه ‬تجد ‬مختلف ‬أنواع ‬البضائع ‬المقلّدة، ‬باعته ‬أتقنوا ‬فنون ‬المساومة ‬والتفاوض ‬بل ‬منهم ‬من ‬يعرف ‬العد ‬بأكثر ‬من ‬5 ‬لغات ‬حتى ‬يستطيع ‬مساومتك ‬على ‬الثمن ‬بمختلف ‬اللغات. ‬أما ‬الثاني ‬فتميزه ‬مبان ‬وتماثيل ‬ومعابد ‬من ‬التراث ‬الهندي، ‬على ‬جنبات ‬الطريق ‬تجد ‬محلات ‬ملابس ‬وعطور ‬وأطعمة ‬وبهارات، ‬ومزيج ‬من ‬الروائح ‬يملأ ‬الأجواء، ‬ولا ‬يمكن ‬في ‬أحد ‬الأيام ‬أن ‬تمر ‬منه ‬من ‬دون ‬سماع ‬الموسيقى ‬الهندية.‬
أما ‬مساجد ‬المدينة ‬والمنتشرة ‬في ‬شتى ‬أرجائها، ‬فلكل ‬قصته ‬وبصمته ‬المعمارية ‬والهندسية ‬الفريدة، ‬منها ‬الضارب ‬في ‬القدم ‬والعراقة، ‬ومنها ‬المبني ‬على ‬الطراز ‬الحديث. ‬وداخل ‬كل ‬منها ‬نظام ‬تدبير ‬محكم، ‬فنادرا ‬ما ‬تجد ‬مسجدا ‬من ‬دون ‬مكتب ‬إدارة ‬يتولى ‬تدبير ‬شؤون ‬المسجد. ‬أما ‬إن ‬دخل ‬وقت ‬الصلاة ‬وأنت ‬بعيد ‬عن ‬أي ‬من ‬تلك ‬المساجد، ‬كنت ‬في ‬مركز ‬تسوق ‬مثلا ‬أو ‬بناية ‬إدارية ‬أو ‬مؤسسة ‬حكومية ‬أو ‬غيرها، ‬فإنه ‬لن ‬يكون ‬من ‬الصعب ‬عليك ‬إيجاد ‬مكانا ‬للصلاة، ‬في ‬كل ‬بناية ‬بل ‬أحيانا ‬في ‬كل ‬طابق ‬مكان ‬مخصص ‬للصلاة ‬ويدعى ‬باللغة ‬المحلية ‬سوراو (‬مصلى)، ‬بمرافق ‬وضوء ‬وأماكن ‬مخصصة ‬للنساء.‬
أما ‬المطاعم ‬في ‬العاصمة ‬وفي ‬شتى ‬مناطق ‬ماليزيا، ‬فإنها ‬تختلف ‬جذريا ‬عما ‬قد ‬نجده ‬في ‬المغرب ‬أو ‬جواره ‬الأروبي ‬والعربي، ‬وفي ‬تلك ‬الأماكن ‬يتجلى ‬معنى ‬آخر ‬للانسجام ‬والتعايش ‬بين ‬الثقافات ‬والأعراق، ‬فتجد ‬أكلات ‬الملايو ‬في ‬مطعم ‬هندي ‬وأكلات ‬صينية ‬في ‬مطعم ‬ملايو. ‬والانتشار ‬الكبير ‬للمطاعم ‬راجع ‬لكون ‬الشعب ‬الماليزي ‬معتادا ‬على ‬الأكل ‬خارج ‬البيت، ‬والمكون ‬الرئيسي ‬في ‬الوجبات ‬هو ‬الأرز، ‬ومن ‬السهل ‬جدا ‬الحصول ‬على ‬الأكل ‬في ‬المطاعم ‬الكثيرة ‬المنتشرة ‬سواء ‬منها ‬تلك ‬المجهزة ‬بأماكن ‬للجلوس ‬أو ‬تلك ‬التي ‬هي ‬عبارة ‬عن ‬عربات ‬تبيع ‬الأطباق ‬الجاهزة ‬في ‬أوعية ‬بلاستيكية، ‬الشيء ‬الذي ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يغني ‬الماليزيات ‬عن ‬إتعاب ‬أنفسهن ‬في ‬المطابخ.‬ ‬
طفرة ‬ماليزيا ‬الاقتصادية
تقع ‬ماليزيا ‬جنوب ‬شرق ‬آسيا، ‬يصل ‬عدد ‬سكانها ‬إلى ‬حوالي ‬28 ‬مليون ‬نسمة، ‬يحد ‬ماليزيا ‬التي ‬اعتبرت ‬كدولة ‬موحدة ‬سنة ‬1963، ‬كل ‬من ‬تايلاند ‬وسنغافورة ‬وأندونيسيا ‬وسلطنة ‬بروناي.‬
عرفت ‬ماليزيا ‬طفرة ‬اقتصادية ‬مهمة ‬في ‬أواخر ‬القرن ‬العشرين، ‬مما ‬جعلها ‬تتبوأ ‬مكانة ‬مهمة ‬مقارنة ‬مع ‬الدول ‬المجاورة.‬
وتعتبر ‬كوالالمبور ‬من ‬أهم ‬المدن ‬الماليزية، ‬إذ ‬تأسست ‬منذ ‬سنة ‬1850، ‬وتتميز ‬بمباني ‬أيقونية ‬ذات ‬صيت ‬عالمي ‬كبرجي ‬بتروناس ‬واللذين ‬ظلا ‬إلى ‬حدود ‬سنة ‬2004 ‬أطول ‬مباني ‬العالم. ‬وتتميز ‬المدينة ‬ببنية ‬تحتية ‬متقنة ‬تحميها ‬من ‬الأعاصير ‬الاستوائية ‬والتساقطات ‬المطرية ‬الشديدة ‬على ‬طول ‬السنة، ‬وكذلك ‬بخدمات ‬نقل ‬عمومي ‬قوامها ‬شبكات ‬قطار ‬وحافلات ‬في ‬المتناول.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.