من تندرارة إلى الناظور.. الجهة الشرقية في قلب خارطة طريق الغاز بالمغرب    هولندا.. تحقيقات حكومية تثير استياء المسلمين بسبب جمع بيانات سرية    شبكات إجرامية تستغل قاصرين مغاربة في بلجيكا عبر تطبيقات مشفرة    هولندا تقرر تمديد مراقبة حدودها مع بلجيكا وألمانيا للتصدي للهجرة    تصفية حسابات للسيطرة على "موانئ المخدرات" ببني شيكر.. والدرك يفتح تحقيقات معمقة    أخنوش يمثل أمير المؤمنين في مراسم جنازة البابا فرانسوا    البرغوثي في مؤتمر الPJD: استشهد أو جرح من سكان فلسطين 10%... تخيلوا أن يحدث ذلك لدولة عربية    بنهاشم يقود أول حصة تدريبية للوداد    تتويج الفائزين في مباريات أحسن رؤوس الماشية ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025    كرانس مونتانا: كونفدرالية دول الساحل تشيد بالدعم الثابت للمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس    المغرب يحرز 5 ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول من النسخة ال46 لبطولة إفريقيا للجيدو    جلالة الملك يهنئ رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة بالعيد الوطني لبلادها    بدء مراسم تشييع البابا فرنسيس في الفاتيكان    اعتذار على ورق الزبدة .. أبيدار تمد يدها لبنكيران وسط عاصفة أزمة مالية    ولاية أمن الدار البيضاء توضح حقيقة فيديو أربعة تلاميذ مصحوب بتعليقات غير صحيحة    ماذا يحدث في بن أحمد؟ جريمة جديدة تثير الرعب وسط الساكنة    مناظرة تحدد ملامح جمهور المستقبل    بنكيران: لا أرشح نفسي لقيادة "العدالة والتنمية" .. والقرار بيد المؤتمرين    المرتبة 123 عالميا.. الرباط تتعثر في سباق المدن الذكية تحت وطأة أزمة السكن    انطلاق المؤتمر الوطني التاسع ل"البيجيدي" وسط شعارات تطالب بإسقاط التطبيع    المعرض الدولي للنشر والكتاب يستعرض تجربة محمد بنطلحة الشعرية    لقاء يتأمل أشعار الراحل السكتاوي .. التشبث بالأمل يزين الالتزام الجمالي    الشافعي: الافتتان بالأسماء الكبرى إشكالٌ بحثيّ.. والعربية مفتاح التجديد    شوكي: "التجمع" ينصت إلى المواطنين وأساسه الوفاء ببرنامجه الانتخابي    المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يبدأ تحضيراته الأخيرة لكأس إفريقيا بمصر    توقعات أحوال الطقس لليوم السبت    مصدر أمني ينفي اعتقال شرطيين بمراكش على خلفية تسريب فيديو تدخل أمني    كيوسك السبت | القطب المالي للدار البيضاء الأول إفريقيا وال 50 عالميا    فليك: الريال قادر على إيذائنا.. وثنائي برشلونة مطالب بالتأقلم    سيرخيو فرانسيسكو مدربا جديدا لريال سوسييداد    مؤتمر البيجيدي: مراجعات بطعم الانتكاسة    الصين تخصص 6,54 مليار دولار لدعم مشاريع الحفاظ على المياه    الهلال السعودي يبلغ نصف نهائي نخبة آسيا    فعاليات ترصد انتشار "البوفا" والمخدرات المذابة في مدن سوس (فيديو)    وثائق سرية تكشف تورط البوليساريو في حرب سوريا بتنسيق إيراني جزائري    الجهات تبصِم "سيام 2025" .. منتجات مجالية تعكس تنوّع الفلاحة المغربية    من فرانكفورت إلى عكاشة .. نهاية مفاجئة لمحمد بودريقة    أخنوش يمثل جلالة الملك في جنازة البابا فرانسوا    مجلس جهة طنجة يشارك في المعرض الدولي للفلاحة لتسليط الضوء على تحديات الماء والتنمية    جريمة مكتملة الأركان قرب واد مرتيل أبطالها منتخبون    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    قطار التعاون ينطلق بسرعة فائقة بين الرباط وباريس: ماكرون يحتفي بثمرة الشراكة مع المغرب    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    مذكرة السبت والأحد 26/27 أبريل    مهرجان "كوميديا بلانكا" يعود في نسخته الثانية بالدار البيضاء    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماليزيا .. دولة ‬المعلوميات ‬والتكنولوجيا ‬الحديثة

‬تعتبر ‬كوالالمبور ‬من ‬أهم ‬المدن ‬الماليزية، ‬سواء ‬من ‬حيث ‬تطورها ‬العمراني، ‬أو ‬من ‬حيث ‬الثقافات ‬المختلفة ‬التي ‬تتميز ‬بالتجاور ‬والاعتراف ‬بالآخر ‬رغم ‬المكانة ‬التي ‬يحظى ‬بها ‬‮"‬الملايو‮"‬ ‬عن ‬غيرهم.‬
بدأت ‬الفكرة ‬في ‬سنة ‬1995 ‬حين ‬قررت ‬الحكومة ‬الفيدرالية ‬الماليزية ‬وبالاستعانة ‬بدراسة ‬من ‬إحدى ‬أكبر ‬الشركات ‬الدولية ‬في ‬مجال ‬استشارات ‬الأعمال ‬ماكنزي، ‬وفي ‬عهد ‬مهندس ‬النهضة ‬الماليزية ‬مهاتير ‬محمد، ‬في ‬منطقة ‬كانت ‬سابقا ‬عبارة ‬عن ‬مزرع ‬لنخل ‬الزيت ‬والذي ‬يعتبر ‬زراعة ‬رائدة ‬ومربحة ‬في ‬مختلف ‬أرجاء ‬ماليزيا.‬
والمنطقة ‬التي ‬أسست ‬حول ‬مشروع ‬ما ‬يسمى ‬برواق ‬الملتميديا ‬الفائق ‬(Multimedia Super Corridor) ‬لتحقيق ‬قفزة ‬نوعية ‬توصل ‬ماليزيا ‬إلى ‬القرن ‬الواحد ‬والعشرين، ‬وتدفع ‬قدما ‬بتحقيق ‬الأهداف ‬الاستراتيجية ‬التي ‬سطرها ‬مهاتير ‬في ‬إطار ‬رؤية ‬ماليزيا ‬2020، ‬قد ‬عرفت ‬منذ ‬ذلك ‬الحين ‬نموا ‬هائلا ‬في ‬قطاع ‬العقار ‬والاستثمارات ‬في ‬ميادين ‬التكنولوجيا ‬والبحث ‬العلمي ‬والتطوير.‬
والحديث ‬عن ‬المنطقة ‬بإعجاب ‬وتقدير ‬إنما ‬يقتصر ‬على ‬مقوماتها ‬اللوجيستيكية ‬والبنيوية، ‬أما ‬حين ‬يتعلق ‬الأمر ‬بالحيوية ‬والحميمية ‬فإن ‬هناك ‬شبه ‬إجماع ‬أنه ‬وعلى ‬الرغم ‬من ‬كل ‬تلك ‬المباني ‬الشاهقة ‬والمكاتب ‬الفخمة ‬والجامعات ‬المرموقة، ‬فإن ‬المنطقة ‬لا ‬تعطي ‬على ‬الإطلاق ‬شعورا ‬بالألفة ‬ولا ‬تفرض ‬نفسها ‬كمكان ‬قد ‬يستقر ‬فيه ‬المرء ‬يوما، ‬وحتى ‬وجود ‬العائلات ‬فيها ‬فهو ‬نادر ‬ومحدود. ‬وربما ‬قد ‬تغيّر ‬مراكز ‬التسوق ‬والمباني ‬الضخمة ‬المستحدثة ‬من ‬ذلك ‬الواقع ‬في ‬المستقبل ‬القريب.‬
هذا ‬على ‬عكس ‬جارتها ‬الإدارية، ‬مدينة ‬بوتراجايا ‬والتي ‬كانت ‬وليد ‬رؤية ‬وتصور ‬مهاتير ‬مجددا ‬لمدينة ‬إدارية ‬تجمع ‬كل ‬الوزارات ‬والمصالح ‬الحكومية ‬في ‬منطقة ‬جغرافية ‬واحدة ‬مجهزة ‬ومبنية ‬على ‬أحدث ‬طراز ‬معماري ‬يزاوج ‬ما ‬بين ‬الأصالة ‬الفنية ‬في ‬المعمار ‬الإسلامي ‬والتي ‬تجعل ‬منها ‬تحفة ‬معمارية ‬إسلامية ‬بامتياز ‬وبين ‬المعايير ‬الدولية ‬الحديثة ‬في ‬تخطيط ‬وتنظيم ‬المناطق ‬الحضرية. ‬وهذا ‬بالإضافة ‬إلى ‬عوامل ‬ديموغرافية ‬قد ‬جعل ‬منها ‬مكانا ‬أكثر ‬حميمية ‬وجمالا ‬من ‬سيبرجايا ‬على ‬مختلف ‬الأصعدة.‬
مدينة ‬التطور ‬والرفاهية
حياة ‬طالب ‬مثلي ‬مستقر ‬في ‬منطقة ‬سيبرجايا ‬منذ ‬سنتين، ‬يدرس ‬في ‬جامعة ‬وضع ‬حجر ‬أساسها ‬نفس ‬مؤسس ‬المدينتين، ‬لتكون ‬في ‬قلب ‬النهضة ‬التكنولوجية ‬الماليزية، ‬هي ‬في ‬جانب ‬كبير ‬منها ‬مملة ‬وتغلب ‬عليها ‬رتابة ‬قد ‬تجعلها ‬مادة ‬كتابية ‬غير ‬مسلية، ‬لذلك ‬دعونا ‬ننتقل ‬إلى ‬عاصمة ‬ماليزيا، ‬المدينة ‬التي ‬وضعت ‬‮"‬التطور ‬والرفاهية‮"‬ ‬شعارا ‬لها.‬
الطريق ‬إلى ‬كوالالمبور ‬من ‬سيبرجايا ‬بالنسبة ‬لطالب ‬لا ‬بديل ‬لديه ‬عن ‬وسائل ‬النقل ‬العمومي ‬يمر ‬عبر ‬مرحلتين، ‬الأولى ‬توصلك ‬إلى ‬محطة ‬الحافلات ‬المركزية ‬ببوتراجايا ‬والثانية ‬تأخذك ‬منها ‬إلى ‬قلب ‬كوالالمبور، ‬إما ‬عن ‬طريق ‬حافلة ‬أخرى ‬أو، ‬وبالزيادة ‬على ‬ضعف ‬أجرة ‬الحافلة ‬بقليل، ‬ركوب ‬القطار ‬السريع ‬القادم ‬من ‬المطار ‬والمتجه ‬نحو ‬العاصمة، ‬والفرق ‬في ‬ثمن ‬التذكرة ‬يظهر ‬جليا ‬في ‬الخدمات ‬والسرعة ‬والتنظيم.‬
في ‬العاصمة ‬وكما ‬الحال ‬في ‬مختلف ‬أرجاء ‬ماليزيا، ‬تجد ‬أعراقا ‬متعددة، ‬فسكان ‬ماليزيا ‬والذين ‬يقاربون ‬الثلاثين ‬مليون ‬نسمة، ‬ينقسمون ‬إلى ‬مجموعات ‬عرقية ‬رئيسية ‬هي ‬الملايو ‬وهم ‬الغالبية ‬المسلمة، ‬ويشكلون ‬نصف ‬السكان ‬ثم ‬الصينيين ‬الممسكين ‬بزمام ‬جانب ‬كبير ‬من ‬الاقتصاد ‬الماليزي ‬ويشكلون ‬نسبة ‬الربع ‬تقريبا، ‬بينما ‬السكان ‬الأصليون ‬والذي ‬مازال ‬بعضهم ‬يعيش ‬في ‬الطقوس ‬القبلية ‬الوثنية ‬القديمة ‬داخل ‬غابات ‬بورنيو ‬ومناطق ‬أخرى، ‬فهم ‬يشكلون ‬نسبة ‬11 ‬في ‬المائة، ‬ثم ‬الهنود ‬بنسبة ‬7 ‬في ‬المائة ‬والباقي ‬من ‬جنسيات ‬أخرى.‬
الشعب ‬الماليزي ‬في ‬عامته ‬تغلب ‬عليه ‬الطيبة ‬والتسامح، ‬وأستطيع ‬القول ‬بأنه ‬وخلال ‬فترة ‬مكوثي ‬هنا ‬والتي ‬تجاوزت ‬ثلاث ‬سنوات، ‬لم ‬أر ‬عراكا ‬واحدا ‬كلا ‬طرفيه ‬من ‬الماليزيين، ‬وعلى ‬الرغم ‬من ‬أنه ‬قد ‬يبدو ‬للسائح ‬العادي ‬مثالا ‬على ‬الانسجام ‬والتعايش، ‬إلا ‬أن ‬نظرة ‬أعمق ‬إلى ‬مكنونات ‬المجتمع ‬ستعطي ‬صاحبها ‬صورة ‬عن ‬التمايز ‬العرقي ‬الملحوظ ‬وتفضيل ‬الملايو ‬مثلا ‬على ‬حساب ‬غيرهم ‬من ‬الأعراق ‬في ‬تقلد ‬المناصب، ‬ولهذا ‬فإنني ‬دائما ‬ما ‬أتطلع ‬إلى ‬التعامل ‬مع ‬صيني ‬أو ‬هندي ‬في ‬إدارة ‬حكومية، ‬لأن ‬وجودهم ‬هناك ‬يعني ‬أنهم ‬يستحقون ‬المنصب ‬بالفعل، ‬وأنهم ‬يعملون ‬ما ‬في ‬وسعهم ‬للحفاظ ‬على ‬ذلك ‬التشريف ‬الذي ‬قلما ‬يحظى ‬به ‬بنو ‬عرقهم، ‬فتكون ‬خدمتهم ‬أفضل ‬من ‬موظف ‬ملايو ‬نال ‬المنصب ‬كامتياز ‬عرقي.‬
دعونا ‬نعود ‬إلى ‬العاصمة ‬ونلقي ‬نظرة ‬سريعة ‬عليها، ‬فمدينة ‬كوالالمبور ‬تأسست ‬منذ ‬سنة ‬1850 ‬وتتميز ‬بماني ‬أيقونية ‬ذات ‬صيت ‬عالمي ‬كبرجي ‬بتروناس ‬واللذين ‬ظلا ‬إلى ‬حدود ‬سنة ‬2004 ‬أطول ‬مباني ‬العالم. ‬وتتميز ‬المدينة ‬ببنية ‬تحتية ‬متقنة ‬تحميها ‬من ‬الأعاصير ‬الاستوائية ‬والتساقطات ‬المطرية ‬الشديدة ‬على ‬طول ‬السنة، ‬وكذلك ‬بخدمات ‬نقل ‬عمومي ‬قوامها ‬شبكات ‬قطار ‬وحافلات ‬في ‬المتناول.‬
المنطقة ‬العربية ‬والموجودة ‬في ‬شارع ‬بوكيت ‬بينتانغ، ‬والتي ‬تعني ‬‮"‬ممشى ‬النجم‮"‬ ‬باللغة ‬الماليزية، ‬هي ‬منطقة ‬تعج ‬بالفنادق ‬الفخمة ‬ومراكز ‬التسوق ‬العالمية ‬بالإضافة ‬إلى ‬مطاعم ‬عربية ‬منها ‬مطاعم ‬مغربية ‬والكثير ‬من ‬البقالات ‬والمتاجر ‬العربية ‬دون ‬أن ‬ننسى ‬كذلك ‬الحلاقين ‬المغاربة ‬والجزائريين ‬المنتشرين ‬عبر ‬العالم. ‬
تجاور ‬الثقافات ‬والأعراق
المار ‬من ‬ذلك ‬المكان ‬يتناهى ‬إلى ‬سمعه ‬مهرجان ‬من ‬الأصوات ‬المختلفة، ‬فمن ‬عبارات ‬عربية ‬تدعوك ‬بأدب ‬إلى ‬دخول ‬مطعم، ‬إلى ‬تايلانديين ‬أو ‬صينيين ‬لا ‬يملون ‬من ‬تكرار ‬عبارة ‬‮"‬ماساج‮"‬ ‬ويلحّون ‬على ‬المارة ‬بأسلوب ‬يتنوع ‬ما ‬بين ‬إلحاح ‬‮"‬كورتية‮"‬ ‬محطات ‬الحافلات ‬في ‬المغرب، ‬إلى ‬استخدام ‬الإيحاءات ‬الجنسية ‬لاستمالة ‬الزبناء، ‬علما ‬أن ‬محلات ‬‮"‬الماساج‮"‬ ‬تنتشر ‬على ‬طول ‬الشارع ‬وجانب ‬كبير ‬منها ‬يقدم ‬خدمات ‬تتجاوز ‬الترويض ‬الطبي.‬
في ‬مكان ‬آخر ‬من ‬المدينة ‬يقع ‬حي ‬صيني ‬وآخر ‬هندي. ‬أما ‬الأول ‬فهو ‬مركز ‬تسوق ‬شعبي ‬عبارة ‬عن ‬شارع ‬من ‬عربات ‬الباعة ‬المتجولين ‬وفيه ‬تجد ‬مختلف ‬أنواع ‬البضائع ‬المقلّدة، ‬باعته ‬أتقنوا ‬فنون ‬المساومة ‬والتفاوض ‬بل ‬منهم ‬من ‬يعرف ‬العد ‬بأكثر ‬من ‬5 ‬لغات ‬حتى ‬يستطيع ‬مساومتك ‬على ‬الثمن ‬بمختلف ‬اللغات. ‬أما ‬الثاني ‬فتميزه ‬مبان ‬وتماثيل ‬ومعابد ‬من ‬التراث ‬الهندي، ‬على ‬جنبات ‬الطريق ‬تجد ‬محلات ‬ملابس ‬وعطور ‬وأطعمة ‬وبهارات، ‬ومزيج ‬من ‬الروائح ‬يملأ ‬الأجواء، ‬ولا ‬يمكن ‬في ‬أحد ‬الأيام ‬أن ‬تمر ‬منه ‬من ‬دون ‬سماع ‬الموسيقى ‬الهندية.‬
أما ‬مساجد ‬المدينة ‬والمنتشرة ‬في ‬شتى ‬أرجائها، ‬فلكل ‬قصته ‬وبصمته ‬المعمارية ‬والهندسية ‬الفريدة، ‬منها ‬الضارب ‬في ‬القدم ‬والعراقة، ‬ومنها ‬المبني ‬على ‬الطراز ‬الحديث. ‬وداخل ‬كل ‬منها ‬نظام ‬تدبير ‬محكم، ‬فنادرا ‬ما ‬تجد ‬مسجدا ‬من ‬دون ‬مكتب ‬إدارة ‬يتولى ‬تدبير ‬شؤون ‬المسجد. ‬أما ‬إن ‬دخل ‬وقت ‬الصلاة ‬وأنت ‬بعيد ‬عن ‬أي ‬من ‬تلك ‬المساجد، ‬كنت ‬في ‬مركز ‬تسوق ‬مثلا ‬أو ‬بناية ‬إدارية ‬أو ‬مؤسسة ‬حكومية ‬أو ‬غيرها، ‬فإنه ‬لن ‬يكون ‬من ‬الصعب ‬عليك ‬إيجاد ‬مكانا ‬للصلاة، ‬في ‬كل ‬بناية ‬بل ‬أحيانا ‬في ‬كل ‬طابق ‬مكان ‬مخصص ‬للصلاة ‬ويدعى ‬باللغة ‬المحلية ‬سوراو (‬مصلى)، ‬بمرافق ‬وضوء ‬وأماكن ‬مخصصة ‬للنساء.‬
أما ‬المطاعم ‬في ‬العاصمة ‬وفي ‬شتى ‬مناطق ‬ماليزيا، ‬فإنها ‬تختلف ‬جذريا ‬عما ‬قد ‬نجده ‬في ‬المغرب ‬أو ‬جواره ‬الأروبي ‬والعربي، ‬وفي ‬تلك ‬الأماكن ‬يتجلى ‬معنى ‬آخر ‬للانسجام ‬والتعايش ‬بين ‬الثقافات ‬والأعراق، ‬فتجد ‬أكلات ‬الملايو ‬في ‬مطعم ‬هندي ‬وأكلات ‬صينية ‬في ‬مطعم ‬ملايو. ‬والانتشار ‬الكبير ‬للمطاعم ‬راجع ‬لكون ‬الشعب ‬الماليزي ‬معتادا ‬على ‬الأكل ‬خارج ‬البيت، ‬والمكون ‬الرئيسي ‬في ‬الوجبات ‬هو ‬الأرز، ‬ومن ‬السهل ‬جدا ‬الحصول ‬على ‬الأكل ‬في ‬المطاعم ‬الكثيرة ‬المنتشرة ‬سواء ‬منها ‬تلك ‬المجهزة ‬بأماكن ‬للجلوس ‬أو ‬تلك ‬التي ‬هي ‬عبارة ‬عن ‬عربات ‬تبيع ‬الأطباق ‬الجاهزة ‬في ‬أوعية ‬بلاستيكية، ‬الشيء ‬الذي ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يغني ‬الماليزيات ‬عن ‬إتعاب ‬أنفسهن ‬في ‬المطابخ.‬ ‬
طفرة ‬ماليزيا ‬الاقتصادية
تقع ‬ماليزيا ‬جنوب ‬شرق ‬آسيا، ‬يصل ‬عدد ‬سكانها ‬إلى ‬حوالي ‬28 ‬مليون ‬نسمة، ‬يحد ‬ماليزيا ‬التي ‬اعتبرت ‬كدولة ‬موحدة ‬سنة ‬1963، ‬كل ‬من ‬تايلاند ‬وسنغافورة ‬وأندونيسيا ‬وسلطنة ‬بروناي.‬
عرفت ‬ماليزيا ‬طفرة ‬اقتصادية ‬مهمة ‬في ‬أواخر ‬القرن ‬العشرين، ‬مما ‬جعلها ‬تتبوأ ‬مكانة ‬مهمة ‬مقارنة ‬مع ‬الدول ‬المجاورة.‬
وتعتبر ‬كوالالمبور ‬من ‬أهم ‬المدن ‬الماليزية، ‬إذ ‬تأسست ‬منذ ‬سنة ‬1850، ‬وتتميز ‬بمباني ‬أيقونية ‬ذات ‬صيت ‬عالمي ‬كبرجي ‬بتروناس ‬واللذين ‬ظلا ‬إلى ‬حدود ‬سنة ‬2004 ‬أطول ‬مباني ‬العالم. ‬وتتميز ‬المدينة ‬ببنية ‬تحتية ‬متقنة ‬تحميها ‬من ‬الأعاصير ‬الاستوائية ‬والتساقطات ‬المطرية ‬الشديدة ‬على ‬طول ‬السنة، ‬وكذلك ‬بخدمات ‬نقل ‬عمومي ‬قوامها ‬شبكات ‬قطار ‬وحافلات ‬في ‬المتناول.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.