فوجئنا وفوجئ الجميع باعتقال الأخ محمد الراجي صاحب ركن بدون مجاملة على موقع هسبريس، وقد كنا نعيش على أعصابنا طيلة هذه الأيام. لأننا كنا نتوقع أن القضاء سيصدر حكما قاسياإسوة بباقي معتقلي الرأي. "" وللأسف تأكدت مخاوفنا بإصدار الحكم المشؤوم سنتان سجنا و5000 درهم غرامة ، على خلفية مقال يشهد كل من قرأه بموضوعيته وحياديته. أسئلة كثيرة تطرح: لماذا هذا الحكم الآن؟ و لماذا يستهدف مدونا مغربيا على الانترنت لأول مرة؟ ولماذا هذه السرعة في إصدار حكم في جلسته الأولى وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال؟. أسئلة كثيرة توحي بمضامين ورسائل دلالاتها عميقة وخطيرة، تنبئ بأن الراجي ليس وحده المعني بها، الحكم القاسي موجه لكل من يصفه المخزن براسو قاصح وداصر بزاف، ولكل مواقع الرأي التي انتشرت في الآونة الأخيرة بكثافة، وعلى رأسها موقع هسبريس. ولكل الكتاب الأحرار الرافضون للظلم والقمع على صفحات الإعلام المكتوب وعربون شكر للسيدة الأمريكية كوندي على إطرائها الكبير على الديمقراطية المغربية عقوبة الراجي هي أنه أخل بالاحترام الواجب للملك، ولنقف عند هذا المبرر الذي يكافئ سنتين سجنا، هل يعني الاحترام بأن لا تتكلم عن الملك وأن لا تذكر اسم الملك أو صفته، هل يعني بأن تتملق إليه وتذكره صباح مساء كما تفعل القناتان الأولى والثانية. هل هو حضور مراسيم البيعة وحفلات الولاء والاحتفالات الرسمية... كان الأولى أن يصدر ظهبر أو مرسوم يحدد طبيعة الاحترام الواجب للملك وشخصه المقدس، وحدود الحرام والحلال، حتى لا نجد كل من أراد أن يتنفس الحرية في هذا البلد وراء قضبان السجن. تسترجع ذاكرتي الدرس الحسني الأول الذي نظم في هذا الشهر المبارك، حول موضوع النصيحة شرط من شروط البيعة وما تضمن من مضامين بليغة حول دور العلماء، فيتجلى في نظري المفهوم الحقيقي للاحترام الواجب تقديمه للملك وغيره من الحكام النصح الدائم وكلمة الحق والبعد عن الإطراء الزائد والنفاق والتملق، وهذا ما كان يبرزه صديقنا الراجي في مقالاته المتعددة التي تكلم فيها عن الملك. سرعة الحكم القاسي أشبه بصفعة شرطي تتلاقاها ظلما في مخفر شرطة أو زرواطة رجل أمن تنهال عليك في مظاهرة أو وقفة احتجاجية، هذه الحكرة وكأن المخزن يحاول أن يرتكب جريمة ويمحوها في وضح النهار، فبل أن ينتفض الحقوقيون وحماة الكلمة. دعوتنا لكل الأحرار في هذا البلد بتشكيل للدفاع عن الراجي وتحريره من قبضة السجن وسيذكر القضاة الذين حاكموه بدون دفاع بأنهم ارتكبوا أهم جرائم عصرهم وأن عطاء الراجي وقلمه الفائر جرأة وصلابة، سيستمر تدفقا وكتابة، وقد آلينا على أنفسنا في هسبريس بأن يستمر عمود بدون مجاملة إلى أن يطلق سراح محمد الراجي موشحا بوشاح الفرسان الأحرار ويعانق أشواق الحرية.