وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس السبت إلى المغرب آتية من الجزائر وذلك في المحطة الأخيرة لجولة تقوم بها في بعض بلدان شمالي القارة الإفريقية. "" وكان في استقبال رايس في المطار نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري وطوماس رايلي سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في المغرب. ووصلت رايس إلى الرباط قادمة من الجزائر عند الساعة 21,50 بالتوقيت المغربي بتأخير أكثر من ساعتين عن موعد وصولها المقرر، وذلك بسبب مشاركتها في إفطار دعاها إليه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. والتقت رايس مساء أمس السبت الوزير الأول عباس الفاسي ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري على مأدبة عشاء في مقر إقامة الوزير الأول. ومن غير المتوقع أن يستقبل الملك محمد السادس وزيرة الخارجية الأمريكية التي وصلت الرباط أمس في الوقت الذي حل فيه الملك محمد السادس بمدينة وجدة قادما إليها من تازة والتي دشن فيها مجموعة من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي . وقال ناطق حكومي مغربي لوكالة الأنباء الفرنسية أن "رايس ستناقش خلال زيارتها أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية". وأفادت الأنباء أن جدول أعمال رايس يتضمن الأحد محادثات مع الطيب الفاسي الفهري بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط علاوة على مناقشة الحرب على الإرهاب، والصحراء المغربية كما من المتوقع ان تشمل المناقشات سبل تفعيل اتحاد دول المغرب العربي والإصلاحات التي قام بها المغرب في المجال السياسي وفي ميدان حقوق الإنسان وكذا حول الميثاق الجماعي والانتخابات الجماعية المقبلة . يذكر أن المغرب يقيم منذ مدة طويلة علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة، الأمر الذي لم يتغير في السنوات الأخيرة. من جانبها، تنظر واشنطن إلى الرباط نظرة الصديق الوفي في منطقة تسودها التقلبات، وكشريك في الحرب ضد التشدد الاسلامي. ويفخر المغرب بما يعتبره النموذج المتسامح للإسلام الذي يدين به، وتقوم السلطات بقمع العناصر المتشددة في المجتمع المغربي بشدة. الا ان المغاربة من شتى المشارب يعارضون بقوة الغزو الأمريكي للعراق والدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل. وكانت رايس قد زارت بعد ظهر السبت الجزائر في زيارة لبضع ساعات قادمة من تونس. والتقت رايس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمدة ساعتين وقالت بعد الاجتماع ان "المحادثات تمحورت حول مصلحة البلدين بمكافحة الإرهاب وضرورة التنسيق في هذا المجال" وكانت رايس قد أجرت في وقت سابق من يوم السبت محادثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أثناء زيارتها القصيرة لتونس، التي كانت المحطة الثانية في جولة مغاربية بدأتها الجمعة في ليبيا. وقالت رايس للصحفيين ": كنا واضحين تماما في اننا نأمل في ان تقوم تونس بالمزيد من الخطوات، وخاصة في الفترة السابقة على انتخابات عام 2009 وان تصبح وسائل الاعلام متاحة وضمان حرية الانترنت وان يصبح التلفزيون متاحا للمعارضة." ومن المقرر ان تغادر الوزيرة رايس المنطقةاليوم الأحد دون زيارة موريتانيا، وذلك بعد ان أدانت واشنطن بشدة الانقلاب العسكري الذي وقع في ذلك البلد في الشهر الماضي. وما من شك في ان المرحلة الأهم من جولة رايس المغاربية كانت زيارتها لليبيا، وهي الزيارة الأولى من نوعها لأكثر من خمسين عاما. صور من جولة وزيرة الخارجية الأمريكية في المنطقة المغاربية من وكالة الأنباء الفرنسية