إذا كانت حرارة "شمس" الخالدي قد صعدت به إلى "طالع" في هسبريس، فإن "ميزان" محمد الوفا وزير التربية الوطنية أغرقه خلال هذا الأسبوع "التسريبات" التي طالت الدورة العادية من امتحانات الباكالوريا للسنة الدراسية 2013، فلم يكن بُدا من حلول الوفا ضيفا خفيفا على "نازل". ورغم المجهودات التي بذلتها وزارة الوفا من أجل الحفاظ على ما تبقى من هيبة شهادة الباكالوريا بالمغرب بسنها حزمة من الإجراءات والتدابير لزجر الغشاشين، فإن الوزير تعرض لأمواج عارمة من "التسريبات" جعلته يلجأ إلى سيل من البلاغات والبيانات التي دبج فيها ضبط مصالح وزارته لخبراء الغش في أقسام الباكالوريا مُسلحين بأحدث الأجهزة الإلكترونية. الوفا إذا كان قد ألصق تهمة تسريب أوراق الامتحانات من داخل قاعات الاختبار إلى ما سماها "عصابة منظمة" تحاول المس بمصداقية شهادة الباكالوريا، وهو إقرار ضمني ب"هزيمته" أمام "عباقرة" التسريبات الذين ظهروا على صفحات الفايسبوك، فإنه يُصر رغم ذلك على أن اختبارات الباكالوريا قد مرت في ظروف حسنة، وهو ما لا يشاطره فيه الكثيرون. وتعرض الوفا لتندُّر معلقين ظرفاء في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، حيث قال بعضهم متهكما: "والله أوباما ماعندو باباه فحال هاذ التلاميذ"، في إشارة إلى أصحاب "التسريبات"، وهي شبه العبارة التي سبق ل"الوفا" أن تفوه بها عند زيارته لإحدى المدارس التي نالت إعجابه، فقال قولته الشهيرة "والله أوباما ماعند باباه بحال هاذ المدرسة". ويرى البعض بأن توجه وزارة الوفا إلى اعتماد قوانين صارمة لظاهرة الغش في الامتحانات النهائية أمر ليس كافيا البتة رغم أهميته، ذلك أن هذه الظاهرة المسيئة التي تنخر المدرسة المغربية منذ سنوات خلت لا يمكن معالجتها سوى باعتماد مقاربة شمولية؛ تجمع بين ما هو تربوي وبيداغوجي ونفسي واجتماعي أيضا.