نقل الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقا إلى المستشفى في بريتوريا في وقت مبكر من صباح يوم السبت على إثر التهاب رئوي . وكان آخر شهر مارس المنصرم آخر مرة دخل مانديلا فيها المستشفى بسبب نفس الأزمة الصحية . ولقد مضت أكثر من 24 ساعة على دخول مانديلا المستشفى ولم تتسرب للصحافة التي تملأ جوانب المستشفى أية أخبار تطمئن محبيه . نيلسون روليهلالا الذي لقبته عشيرته بمانديلا التي تعني الرجل الأرفع قدرا، ولقبه رفيقه في الكفاح والحائز على جائزة نوبل للسلام ورئيس الأساقفة ديز موند توتو "الرمز العالمي للمصالحة" يقاوم هذه المرة المرض وهو في الخامسة والتسعين من عمره .فهل سينتصر مرة أخرى؟ ويعبر نيلسون روليهلالا مانديلا من المناضلين والمقاومين البارزين المناهضين لحكم الفصل العنصري بجنوب افريقيا . اختار نهج غاندي السلمي لمقاومة نظام الفصل العنصري واستبداد الأقلية مقابل الأغلبية السود . أصبح سنة 1961 رئيسا للجناح العسكري الأفريقي القومي ، وفي 1962 اعتقل مانديلا وحكم عليه بخمس سنوات سجنا بتهمة السفر الغير القانوني.وفي سنة 1964 حكم عليه مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى. فقضى في السجن ثمانية وعشرين سنة خلالها تبلورت عن أتباعه فكرة رفض سياسة التمييز العنصري. وأطلق سراحه بفضل التدخلات الدولية وبأمر من رئيس الجمهورية فريديرك وليام دي لكليرك . بعدها حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دي كلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس لجنوب افريقيا سنة من ماي 1994 إلى يونيو 1999. وخلال هذه الفترة أمَّن الانتقال الديمقراطي السلمي من جكم الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السود. بعد ذلك خلفه الرئيس تابو إيمبيكي في 14 يونيو 1999. بعد تقاعده سنة 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان ، لكنه فضل سنة 2004 قضاء ما تبقى من حياته بين عائلته، بعدما شعر أن صحته لم تسمح له بالتحرك والانتقال معتزلا وقتئذ الحياة العامة. وتعيش جنوب افريقيا وضعا صعبا بعد دخول مانديلا المستشفى يوم السبت المنصرم، توحي إليه تسريبات صحافية مفادها أن جنوب افريقيا قد تستعد للأسوأ . وهو ما عبر عنه صديق منديلا القديم أندريو ملانجوني Andrew Mlangeni في مقال بجريدة السانداي تايمز: " حان وقت وداعه" "Il est temps de le laisser partir". وعليه فمن المحتمل جدا أن تنطفئ شمعة أخرى اختارت أن تحترق من أجل أن يستعد الوطن كرامته بالقضاء على حكم الفصل العنصري الذي حرم السود حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية لوقت طويل.