هي عين الملك التي لا تنام، امرأة من نار، المرأة الحديدية... وغيرها من الألقاب التي أبدعها السياسيون والصحافيون في وصف امرأة من طينة الرجال، قدمت من مدينة عميقة من أقصى الشرق فقلبت موازين العاصمة. بعصامية متأنية صنعت لها مكانة استثنائية وسط مستشاري الملك، نالت ثقته فمنحها مكانة خاصة لا يمسسها أحد. لا تحتاج لوسيط لمقابلة الملك في بحث دائم عن الكمال في أدق التفاصيل، أرهقت المسؤولين زياراتها، اسم زليخة نصري اقترن بالقسوة واللطف في آن واحد، إنها المدافعة عن البروتوكولات والمتشبعة بالبساطة والتواضع. عن سن 63 سنة راكمت من الهيبة والسلطة والصرامة ما يبعدها عن كل دوائر الصراع". غلاف العدد الجديد ل "مجلة هسبريس بورتريه متميز بعنوان "من يجرؤ على زليخة نصري" أعدته الزميل زهور باقي ويحكي جوانب من حياة زليخة نصري المرأة القوية التي استطاعت أن تختزل المسافات من وجدة إلى الرباط لتحتل مكانتها داخل البلاط، وكيف تسلقت العقبات لتخترق دائرة الذكورية. بسلاسة انتزعت مكانا لها وسط الرجال، وفرضت احترامها عليهم بكل ندية. إلى أن أصبحت المرأة الوحيدة التي يستشيرها الملك في الملفات الكبرى للبلاد. وقد انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 6 يونيو 2013 عملية توزيع العدد 23 ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة. كما تنشر مجلة "هسبريس" في عددها الثالث والعشرين بورتريها عن عبد المومن الشباري، البورتريه الذي أنجزه الزميل عماد استيتو يحكي حياة مناضل من طينة الشباري عضو الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي،الذي استطاع أن يحتفظ بعلاقة طيبة مع مختلف المكونات والحساسيات السياسية. إذ كان قادرا على تدبير الاختلاف ونسج علاقات إنسانية تتجاوز كل ما هو إيديولوجي حتى مع أكبر المختلفين معه، كما أن ذلك لم يمنعه من الدفاع عن أفكاره. هذا البورتريه جاء مباشرة بعد وفاة الشباري الذي كان يستعد لإجراء عملية جراحية، لكن ملك الموت كان أسرع من الأطباء إليه. إنه واحد من أبرز رموز منظمة إلى الأمام، أول منظمة يسارية راديكالية في تاريخ المغرب. إنه الرجل الشيوعي الطيب الذي عاش حرا ومات حرا منتصرا لفكرة الوطن الحر. وتجدون في العدد 23 من "مجلة هسبريس" متابعة أعدها الزميل عدنان أحيزون حول مقاطة الباطرونا برآسة مريم بنصالح لرجال الأعمال الأتراك، إذ كشف المقال عن سياق هذه المقاطعة وبين أنها تختزل العلاقة المتشنجة لحكومة عبد الإله بنكيران والإتحاد العام لمقاولات المغرب. لأنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها مواجهة بين الباطرونا والحكومة نصف الملتحية لذلك فإن هذه المقاطعة، رغم المبررات التي قدمتها الباطرونا، تشير بوضوح إلى التوتر بين الطرفين. وفي العدد كذلك روبورتاج قوي من إعداد الزميلة زهور باقي حول رهبان مدينة ميدلت إذ انتقلت الزميلة إلى مدينة ميدلت وزارت ديرها حيث يعتكف خمسة رهبان من بينهم جون بيير الناجي الوحيد من مجزرة تبحيرين،. إنهم إخوة وأخوات يزينون أعناقهم بالصليب ويحملون أمانة الخير على أعناقهم غادروا أوطانهم منذ زمن في سبيل الإنساني إلى أعالي جبال الأطلس، حيث يقع المغرب العميق بعيدا عن أولويات الأجندة الحكومية والمغيب من جدولة المشاريع التنموية. إنهم رهبان المسيحية الذين اختارو التبشير لديانة المسيح. كما تجدون في العدد 23 من "مجلة هسبريس" نتائج استطلاع الرأي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول " هل تعتقد أن الإجراءات التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية ستحد من ظاهرة الغش في الامتحانات؟"، إضافة إلى الأعمدة الصحفية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، نبيل دريوش ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتور، وصفحتي بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد 21 والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد القادم ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.