لقد سطّرت المرأة منذ القدم، أسطراً من نور في جميع المجالات، فكانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة. ومما لاشك فيه، أن تكون هناك تنمية بشرية مستدامة في أي مجتمع، بدون إشراك المرأة ، النصف الأخر ، فهي الأم المربية والزوجة رفيقة الدرب والأخت والابنة. فالمرأة لاتحتاج إلى من يذكرها بأنها الأقرب إلى دعامة التربية ورعاية شؤون الأسرة بصفة عامة، فبعد أن كان دورها مختزلا في حدود المنزل أصبح لها حضور ومشاركات إيجابية بجانب الرجل كعنصر أساسي ومكمل لطرفي المعادلة التنموية في المجتمع. لكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور، تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في تحقيق التنمية ، وتمتعها بحقوقها وموازاة مع ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، ومجتمعها . ودورها كمعيار للتنمية، يتوزع بين ماهو: اقتصادي: فكل نشاط تؤديه المرأة داخل أو خارج المنزل بهدف إشباع احتياجات الأسرة أو المجتمع من خلال تحقيق فائدة اقتصادية، لها قيمة يمكن قياسها. اجتماعي : ما يتعلق بتربية أبنائها و علاقة أسرتها مع محيطها الخارجي . ثقافي :مدى قدرة المرأة على تقييم ما تتلقاه من معارف ومعلومات من وسائل متعددة ومختلفة بما يدعم دورها في معايشة ومواكبة قضايا العصر. سياسي : يتمثل في ممارسة المرأة لحقوقها السياسية والمدنية وكذا مشاركتها الايجابية في التنظيمات و الحركات النسائية، والتمتع بحرية التعبير عن الرأي................ وحينما ننظر إلى الدور الذي تقوم به المرأة في التنمية، لا بد أن ننظر إليه في إطار تنمية شاملة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، القائمة على الأصالة والتجديد الحضاري، بجانب الرجل كعنصر أساسي ومكمل لطرف المعادلة التنموية في المجتمع في إطار ضوابط وقواعد محكمة. كيف ؟ فقي الحقبة الأخيرة، متغيرات وتطورات طرأت على مجتمعاتنا من شأنها أن تعيق اندماج والتزام المرأة بالمشاركة الحضارية الكاملة في صناعة الحياة بكل أبعادها، بدءاً من حقها الطبيعي في حرية الحركة والانتقال، إلى ذروة التأثير في صنع القرار والإسهام في تحديد المسار. ذلك المد الإعلامي الذي عم العالم، ولم يعد له حدود وضوابط ، تشوهات وتشكيك في النيات وخلق حواجز مصطنعة............... فإذا كانت عملية التنمية عملية توازن بين طرفين بتقاسم للعبء التنموي...... فالمرأة تبقى صمام الأمان الرئيسي لتحقيق المعادلة التنموية. *باحثة في التنمية البشرية