تعتبر المرأة عماد المجتمع و نصفه الاخر ان لم تكن هي كل المجتمع ,فهي الأم التي يقع على عاتقها مسؤولية تربية الاجيال, و هي الزوجة التي تدير البيت و تدبر اقتصادياته,و تحفظ عرضه و تصون كرامته.و هي البنت البارة وهي الاخت الحنون, فمنها المعلمة و الطبيبة والمهندسة و المربية و المرشدة و........كل هدا ينم عن الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع. ولقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى تقدم النساء و قدرتهن على المشاركة في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية,هده التنمية التي تبقى مسؤولية كل مكونات المجتمع رجالا و نساءا,بحيث لا يمكن للمجتمع أن ينمو و يزدهر في غياب أو تهميش أحد مكوناته و هي المرأة. من الوجهة القانونية نقول أن المرأة المغربية ظلت دائما حاضرة في قلب دينامية الإصلاحات الدستورية و السياسية منذ حصول المغرب على الإستقلال, إلا أن هذه الدينامية شهدت حركة شبه بطيئة ظلت متأرجحة بين مؤيد و معارض لدخول المرأة المغربية حلبة الصراعات الحقوقية جنبا إلى جنب مع الرجل, لكن محاولة الاقصاء و التهميش هذه لم تزد النساء إلا اصرارا و عزيمة على النضال حتى النصر تحت وطأة اكراهات الواقع التي حتمت على المرأة الخروج الى العمل. الإشكال المطروح ؛إذا كانت المرأة هي نصف التنمية و هي ملزمة بالقيام بدورها في المجتمع؛ هذا الدور الذي لا يمكن التملص منه بأي وجه من الوجوه, فإلى أي حد تستطيع المرأة في مجتمعنا التمتع بحقوقها المكفولة بمقتضى الشريعة و الشرع من الناحية الواقعية, بعيدا عن الخطابات المصورة الفارغة التي لا تعدو أحيانا أن تكون مجرد مبادرات ريائية لبرامج استهدافية فارغة من كل محتوى و بعيدة عن كل تفعيل, هذا التفعيل الذي لا يحتاج إلى مؤسسات دستورية لكي يتجسد على أرض الواقع أكثر من حاجته: أولا: إلى ايمان الرجل بأن المرأة التي تخرج إلى الشارع لقضاء أغراضها أو المرأة زميلته في العمل او المرأة الطالبة لديه او المستطببة في عيادته هي جزء من أمه و أخته و زوجته و شرفه و عرضه حينها سيكف عن التحرش و المضايقات و النظرة الدونية و المناداة بإقصاء المرأة من الساحة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. ثانيا:الحاجة إلى غسل الأدمغة من الرسوبات الثقافية المستمدة من المجتمع القبلي الذي يحتفي بقيم الذكورة و الإستناد إلى الفهم الخاطئ للنصوص القرآنية و الاحاديث النبوية الشريفة. ثالثا: الحاجة الى نظرة شمولية و واقعية محايدة من أجل فهم هذه المعادلة فهما سليما و حلها طبقا لمقاصد الشريعة الإسلامية,و إعطاء المرأة فرصة لكي تظهر قدراتها و كفاءاتها من أجل المساهمة الإيجابية في تنمية المجتمع و تحقيق النجاح بشرف و عفة و أخلاق سامية, لأن نهضة كل أمة و رقيها ينطلق من الأصل الأخلاقي لمكونات هذه الأمة و هي الرجل و المرأة على حد سواء.