بقلم: حمزة البحري تلعب المرأة دورًا هامًا في بناء المجتمعات، حيث أنّ أقوى المجتمعات هي نتيجة لدور المرأة الأم والمربية المكونة لجيل من الشباب واع إتجاه مسؤولياته لأنّه يعتمد على طاقة هائلة تحركه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أهمية المرأة ودورها في تحريك المجتمع وتنميته، وتنمي المرأة بصفتها أنثى المجتمع والتجمعات الشبابية، بالتعاون على تنفيذ أنشطة تعود بالفائدة على شرائح معينة مساهمة في ذلك برأيها وتعاونها المجد بصفتها الأم المسؤولة عن أبنائها إتجاه مجتمعها. كذلك يكون الشباب قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحة الجسدية السليمة بحرص الأم في البيت أولا وحرصها عليه في المجتمع لتكون نتيجة ذلك شباب قادة إتجاه أحوالهم لدفع عجلة التنمية إلى الأمام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء الفكري، ليكونوا قادة رأي عام يؤثروا في مختلف شرائحه، وكل هذا لحرصها وسهرها الطويل على تنشئة أبنائها تنشئة متزنة فهم عماد أي أمة وسر النهضة فيها، وهم بناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير عنها. لطالما سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهية ومحاربة، وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي البنت والأخت والزوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل منه، لكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة. وتعتمد درجة إسهامات المرأة الإجتماعية والثقافية والسياسية على مدى الخدمات المقدمة من المجتمع التي تساعدها على القيام بهذه الأدوار، وتتمثل في منشآت للخدمات الإجتماعية، ودور الحضانة، ومراكز التدريب والتكوين المهني، ومكاتب التوجيه والإستشارات الأسرية، ومراكز الخدمات الصحية، ومراكز رعاية الطفولة والأمومة، ومراكز تنظيم الأسرة، ومنشآت الخدمات الثقافية التي تمثلت في وسائل الإعلام، والمكتبات، والنوادي، فإذا كان المجتمع يريد الاستفادة من مساهمة النساء كاملة في التنمية، فعليه أن يساعدهن على أداء دورهن بالإعداد والإجراءات التي تساعدهن على تحمل مسؤوليتهن، ويتضمن هذا الإعداد إلمامهن بالمعلومات الكافية في النواحي الصحية والثقافية والبيئية، كما يتضمن هذا الإعداد تنمية مهاراتهن على إستخدام هذه المعلومات في كل نواحي الحياة، وتدعيم إتجاهاتهن، وإيمانهن بأهمية دورهن في تنمية مجتمعهن وتنمية الوعي الثقافي لديهن لتتعرفن على ما يدور حولهن في العالم المحلي والخارجي، ولتعرفن حقوقهن وواجباتهن، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق المزيد من الخدمات التعليمية والبرامج الثقافية المقدمة للمرأة. والثامن من مارس ما هو إلا عربون محبة وإعتراف بجميل لا يرد إلا بإحسان، فالمرأة هي عماد الرجل وقوامه وعماد المجتمع وشبابه.