يحق لنا اليوم في جهة سوس أن نفتخر بالمرأة السوسية المناضلة التي سطّرت في سجل التقدم والتطور أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث تبين مع مرور السنين أن السوسية القاضية والجمعوية والشاعرة والفنانة والأديبة والمرشدة الدينية والعاملة وربة البيت، قادرة على ركوب كل التحديات والقيام بكافة الأدوار التي من شأنها أن ترفع من قيمتها وتبرز دورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها، مع ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسي مداركها. ومن ثم فإن هذا التقدم الحاصل في حياة الأنثى المغربية جعل إحساسها بمسؤولياتها اتجاه أسرتها والمجتمع يتطور ويفرز لديها الرغبة في مجاراة الذّكر في كل المجالات المساهمة في الرقي بالمجتمع بما في ذلك المجال الجمعوي الذي كان إلى حدود الثمانينات مقتصرا على عطاءات الرجل في غالب الأحيان. وبرزت مع مرور الزمن العديد من الجمعيات ذات الطابع الحقوقي والتنموي والاجتماعي التي ترأسها نساء جمعويات مناضلات قدمن كل ما لديهن من جهد لخدمة الفئات التي تستهدفها برامج جمعياتهن، وتدعيما للموضوع قامت “نبراس الشباب” بلقاء خاص مع السيدة “اجو ارجدال” قائدة الكشفية الحسنية المغربية باكادير، وهذا نص الحوار.
بداية نود ورقة تعريفية بشخصكم؟ أولا وقبل كل شيء أشكر منبركم على هذه الإلتفاتة الطيبة، وأنوه في نفس الوقت الصحفية الشابة “حنان كَرامي” على زيارتها لدار الكشاف الحسين الراديف (رحمه الله) في هذه الصبيحة الجميلة، بالنسبة للورقة التعريفية، فإسمي “إجوا أرجدال” من مواليد “أكفا” بتزنيت سنة 1965، تلقيت التعليم القرآني بالمسجد العتيق “الازنينية”، والتعليم الإبتدائي بمدرسة “للا مريم” الخاصة بالبنات، والتعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي بمؤسسة “مولاي رشيد”، إلتحقتُ بالمركز الجهوي لتكوين الأساتذة والأستاذات بإنزكان سنة 1984 بعد حصولي على شهادة الباكلوريا تخصص آداب عصرية. وأيضا أستاذة مكلفة بمهمة قيمة بمركز التوثيق والإعلام بالثانوية الإعدادية “سوس العالمة”، وقائدة في الكشفية الحسنية المغربية، عضوة بمكتب فرع أكادير، وعضوة المجلس الوطني، نائبة كاتب المجلس البلدي الجماعي لأكادير، عضوة اللجنة المكلفة بالتخطيط والشؤون الاقتصادية والميزانية والمالية، عضوه اللجنة المكلفة بالتنمية البشرية والشؤون الإجتماعية والثقافية والرياضية، عضوة اللجنة المحلية للتنمية البشرية، وعضوة بمجلسي التدبير بكل من المتنبي وخالد بن لوليد، وأرملة المرحوم “الحاج الحسين الراديف”، أم لثلاث بنات وإبن. بعد تعريفك هل من تعريف عن “الكشفية” ؟ الكشفية هي حركة تربوية تطوعية غير سياسية، وهي حركة عالمية مفتوحة في وجه الجميع دون تمييز في الأصل أو الجنس أو العقيدة، للحركة الكشفية أهداف نبيلة فهي تساهم في تربية وتنمية الأطفال والشباب لتحقيق أقصى ارتقاء بقدراتهم الروحية والعقلية والبدنية والاجتماعية، كأفراد وكمواطنين مسئولين في مجتمعاتهم المحلية والقومية والكونية، وتنبني الحركة الكشفية على ثلاث مبادئ أساسية وهي الواجب نحو الله وهو الواجب الديني، والواجب نحو الآخرين، والواجب نحو الذات، و تعتمد الحركة الكشفية في تطبيق مناهجها وبرامجها على الطريقة الكشفية وهي نظام تربية ذاتية وتدريجية من خلال الوعد والقانون- التعلم بالممارسة – العضوية في جماعات صغيرة – برامج متدرجة ومثيرة تمارس بخصوص في الطبيعة والخلاء. من هي الأستاذة في الإطار التربوي؟ بعد تخرجي سنة 1986 من المركز التربوي الجهوي لتكوين الأستاذات والأساتذة بإنزكان، ثم تعييني بالثانوية الإعدادية “سوس العالمة كأستاذة اللغة الفرنسية، هذه المؤسسة اعتبرها شخصيا بمثابة بيتي الثاني، التلميذات والتلاميذ الذين أشرفت على تربيتهم وتأطيرهم أعتبرهم دائما بناتي وأبنائي بالنسبة لي، لست فقط كأستاذة بل الأم والمربية الموجهة، مهمتي لاتنحصر فقط في تقويم الخطأ أو الإعوجاج اللغوي، بل كذلك في تقويم وإصلاح السلوك والتحفيز على تخطي الصعاب واجتياز المحن عن طريق الإستماع والتقرب من الطلبة. ما هي المهام التي تقوم بها الاستاذة في مركز التقويم والإعلام؟ بعد اجتياز الإمتحان الشفوي للمشروع الذي قدمته السيير وتنشيط مركز التوثيق والإعلام بنجاح، كلفت بمهمة قيمة ستة 2009 إلى الآن، إلى جانب السهر والحفاظ على الكتب والأجهزة والوسائل “الديداكتية” المتواجدة بالمكتبة، فهناك مهام أخرى بيداخوجية وتربوية تستهدف تنمية وحقل مواهب وشخصية التلميذات والتلاميذ من خلال تنظيم لقاءات ورشات تكوينية وترفيهية عبر الإنخراط في أندية تربوية هادفة مؤطرة من طرف أطر تربوية وإدارية وجمعوية كفوءة. ما هي العلاقة بين الأستاذة والكشافة؟ علاقتي بالكشفية علاقة وجدانية وأسرية، كان انخراطي فيها مند سنة 1986 ويرجع الفضل إلى زوجي رحمه الله، حيث كان دائما يشجع المرأة بصفة عامة على تحمل المسؤولية داخل الجمعية. ما هي القيادة بالنسبة ل “إجوا أرجدال”؟ القيادة الكشفية هي فن ومهارة الإشراف على وحدات مثل السرب أو الكتيبة أو الرهط أو العشيرة، وتكتسب هذه المهارة بالتمارين وباجتياز تداريب متخصصة كالشارة الخشبية (دورة المعلومات المتقدمة). ما موقع المرأة الكشفية؟ الحركة الكشفية تهتم بجميع شرائح المجتمع، وبجميع مكوناته من ذكور وإناث ولا يميز إطلاقا بين الجنسين بقدر ما تهتم بخصائص نمو كل مرحلة عمرية وإشباع احتياجاتها عبر برامج ومناهج كل مرحلة. ماهي الصعوبات التي تواجهينها في هذا الميدان؟ إن الإشراف على تكوين المرشدات والرائدات والدليلات ليس بالأمر السهل، نظرا للنظرة الذكورية للمجتمع والأسرة المغربية على العموم، والذي يحول دون استمرارهن في العمل الكشفي، وآلائي لا يصل منهن الى رتبة القائدة إلا النذر اليسير لأسباب متعددة منها الزواج والتفرغ لتربية الأبناء ومتابعة الدراسة والعمل بعيدا عن الفرع، كل هذه العوامل تشكل بعض المعيقات في تحقيق الأهداف بالنسبة لي كقائدة بالكشفية الحسينية المغربية، لكن العمل الكشفي يتطلب وقتا وجهدا ماديا ومعنويا وفكريا يمنحك اكتشاف لذة العطاء والنضال والتضحية، هذه النشوة تعطيك قوة الصمود والتحدي والاستمرارية رغم المسؤوليات التي أتحملها كزوجة، وكأم وكأستاذة وكون العمل الكشفي يعتمد روح الجماعة وهذا يمنح القادة والقائدات فرصة الاستمرارية. أي بصمة وضعتها “إجوا أرجدال” كقائدة في هذا الميدان؟ ساهمت في تكوين وتأطير مجموعة من الأفراد والدفاع على مقاربة النوع وإشراك القائدات في تحمل المسؤولية من أجل اكتساب التجربة، كما ساهمت في خلق مبادرات اجتماعية وتربوية وإنسانية. هل تؤمنين بأن هناك عمل خاص بالمرأة وعمل خاص بالرجل؟ عمليا للمرأة خصائصها وللرجل خصائصه، وبالتالي فالتكامل هو القاسم المشترك بينهما، قد ينجح الرجل في بعض المهامات ويفشل في أخرى، كما تنجح المرأة في مهامات أخرى وتفشل في أخرى، وفي رأيي أنه يجب أن نستثمر خصائص ومؤهلات الطرفين في تأهيل الفتيات والشباب. أي نوع من الفئات يستهدفها العمل الكشفي؟ إن الفئة المستهدفة في العمل الكشفي هي فئة البراعم المتراوحة أعمارهم مابين 3 سنوات إلى 6 سنوات، فئة الأشبال والزاهرات المتراوحة أعمارهم مابين 7 و11 سنة، فئة الكشافة والمرشدات المتراوحة أعمارهم مابين 12 و14 سنة، وفئة الجوالة والدليلات المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و21 سنة، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية الراشدين، ونستهدف كل هذه الفئات من خلال مناهج وبرامج كشفية خاصة في كل مرحلة تؤهلهم إلى تنمية قدراتهم المعرفية والمهارتية والشخصية. ما هي الإحصائيات التي تعرفها الكشفية بالنسبة للذكور والإناث؟ من بين 260 منخرط توجد 80 إناثا، ونعمل على مستوى الجمعية دائما في إطار التخطيط الاستراتيجي، لتحقيق المناصفة بين الجنسين في جميع الأنشطة، لكنه لا يزال يمثل حلما نتمنى أن يتحقق في المستقبل الغير البعيد، لأن التكوين الكشفي للفتاة له أهمية كبيرة في تأهيلها للحياة ككل مثلها مثل الفتى. أي دعم بالنسبة لوزارة الشبيبة بالنسبة للكشافة؟ هناك دعم من وزارة الشبيبة والرياضة في تنظيم المخيمات الصيفية، الربيعية والشتوية، وكذلك دعم المجلس البلدي لأكادير الذي مافتئ يدعمنا باستثمار في جل النشاطات التي نقوم بها طيلة السنة. هل تنحصرون في مناطق وطنية معينة؟ الكشفية المغربية الحسنية تتواجد بفروعها في جميع مناطق المغرب من طنجة إلى أعماق الصحراء، وتقوم بمختلف النشاطات محليا، جهويا، وطنيا، قاريا ودوليا. نصيحتك للمرأة في هذا الميدان؟ نصيحتي للمرأة هو الانخراط الفعلي والجريء في حركة الكشفية لتقوية قدراتها وكفاءتها، لأن الكشفية ستفتح لها أفاق جديدة وتكسبها قيم مجتمعية وإنسانية، وفي نفس الإطار أدعو الشابات إلى المشاركة في اللقاء الوطني الخاص، بدعم وتقوية قدرات القائدات وذلك أيام 25 ,26،27 ماي 2012 بالمركز الكشفي عبد الكريم الفلوس بالمعمورة بالرباط. ما هو أدائك كمستشارة جماعية؟ مهمتي كمستشارة جماعية أؤديها انطلاقا من قناعاتي السياسية والفكرية وانسجاما مع روح برنامج الفريق الاتحادي الذي أنتمي إليه، وتطبيقا لقانون الميثاق الجماعي، حيث أعمل بقرب من الساكنة في قضاياها لدى المجلس ومصالحه المختلفة. شعارك في الحياة؟ التشبث بالأمل لتبديد الألم حكمة أخيرة؟ من أفاد استفاد ومن أعطى أخذ، فلا تتردي أختي القائدة، أخي القائد من إعطاء أجود ما لديك لفتيات وفتيان هم اليوم قبل الغد في أمسِّ الحاجة إلينا وإلى تاطيرنا الكشفي.