اختتمت بالمعمورة يوم السبت 3 أبريل 2010 فعاليات الدورة 35 للقاء الماهد الأكبر لمنظمة الكشاف المغربي، بمشاركة ما يقارب 400 كشاف يمثلون مختلف الطلائع بالمملكة، تحت شعار »جهوية قاعدتها التربية وأهدافها التنمية«. وقد عرفت هذه الدورة التي صادفت الذكرى المائوية لميلاد الزعيم المرحوم علال الفاسي نجاحا على جميع المقاييس بفضل التنظيم الجيد والبرنامج الغني بالفقرات التربوية والكشفية والأوراش التطبيقية، ومازاد الدورة نجاحا حضور عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين اندمجوا وشاركوا الكشافة في مختلف أنشطة الماهد الأكبر. وتميز الحفل الختامي بحضور نجلي الزعيم الراحل علال الفاسي هاني الفاسي وعبد الواحد الفاسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وعبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية للحزب، والحاج محمد أفيلال القائد العام لمنظمة الكشاف المغربي، وعدد من الأطر الحزبية والكشفية. بالعودة إلى أيام الماهد الأكبر تتضح غزارة وغنى فقراته بالأنشطة الهادفة التي تميز دائما منظمة الكشاف المغربي التي جندت كافة أطرها ووسائلها لنجاح هذه الدورة، خاصة وأنها تصادف ذكرى ميلاد الزعيم الراحل علال الفاسي، حيث نظمت ورشات تربوية تمحورت حول نصوص وكتابات هذا الزعيم، عكف الكشافة على دراستها بشكل دقيق مع أحد القادة والأساتذة المتخصصين ، واستخلصوا منها مجموعة من العبر ووضعوها في سياقها التاريخي ومدى ملاءمتها للوضع الراهن والإشكاليات المطروحة في وقتنا هذا. كما عرفت الدورة تنظيم مجموعة من البرامج التوعوية والصحية التي تمس بالأساس شريحة الشباب كالمخدرات والتدخين والأمراض المتنقلة جنسيا وسبل الوقاية منها، وورشات تطبيقية في سبل الوقاية من الكوارث الطبيعية وطرق الانقاذ في حال وقوعها وحرص على تأطيرها فريق متخصص من الوقاية المدنية بجهة الرباطسلا زمور زعير، وكذا ورشات نظرية في السلامة الطرقية بتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير توجت بخروج مجموعة من الكشافة المشاركين في اللقاء إلى شوارع الرباط أطرتهم القائدة سعادحيث وزعوا مطويات ومنشورات تدعو إلى احترام قانون السير والسلامة الطرقية بما يساهم في الحد من ضحايا حرب الطرق. وفي سياق النقاش حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة نظمت لقاءات تربوية تهم الجانب البيئي وسبل الحفاظ على المجالات الخضراء من الاندثار وكل ما يساهم في خلق بيئة سليمة لأجيال الحاضر والمستقبل، وبرمج كذلك في هذا المنحى غرس 400 شجرة بالمخيم الكشفي عبد الكريم الفلوس بالمعمورة بمساهمة من المندوبية السامية للغابات والمياه. ولم يغفل برنامج لقاء الماهد الأنشطة الترفيهية حيث نظمت عدد من المسابقات التربوية والرياضية والسهرات الفنية المتنوعة، وتلقين الكشافة كل ما يتعلق بحياة الخلاء وبناء الخيم والعقد والتحية وأعمال الريادة وغيرها من الأنشطة الهادفة التي شارك فيها الجميع بكل حماس وجد. وما أثار انتباه كل من زار اللقاء هو ذلك الانسجام والتآخي الكبير بين الكشافة ومجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة منهم أزيد من 50 معاقا جاؤوا من منطقة الريش بإقليم الراشيدية، وهو ما أعطى امتيازا خاصا لمنظمة الكشاف المغربي من خلال عمل لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة التي ترأسها الأخت وفاء أفيلال، والذي تستحق عليه كل التشجيع والثناء. وبمناسبة الحفل الافتتاحي للماهد الأكبر أبلغ الأستاذ عبد الواحد الفاسي المشاركين في هذه الدورة تحيات الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي، والذي تمنى التوفيق والنجاح لهذه الدورة وبلوغها الأهداف التي رسمها لها المنظمون. وأضاف الأخ عبد الواحد أن لقاء هذه السنة له أهمية قصوى لمصادفته الذكرى المئوية لميلاد الزعيم علال الفاسي الذي كان له ارتباط وطيد بالحركة الكشفية عامة ومنظمة الكشاف المغربي خاصة، حيث كان يوظب على حضور كل اللقاءات الكشفية التي كانت تنظم بالمعمورة أو بمناطق أخرى. واعتبر الأخ عبد الواحد الكشفية مدرسة مهمة تربي الأجيال على كل ما كان يدافع عليه المرحوم علال الفاسي، مهنئا المنظمة على الدراسات والقراءات التي انصبت حول فكر وآراء هذا الزعيم الذي طبع مرحلة مهمة في مراحل بناء المغرب الحديث. وفي آخر حديثه هنأ كذلك الأخ خالد النيت على حصوله على الجائزة الأولى في المهرجان الدولي للطفل، متمنيا له ولمنظمة الكشاف المغربي المزيد من العطاء والنجاح لما فيه خير لهذا البلد. بدوره عبر الأستاذ جواد السباعي قائد اللقاء عن اعتزاز منظمة الكشاف المغربي بتكريس الخط الذي رسمه لها الزعيم علال الفاسي باعتباره قدوة لأجيال الحاضر والمستقبل في النضال وحب الوطن ونكران الذات. وأضاف الأخ السباعي أن نجاح اللقاء 35 للماهد الأكبر ليس صدفة وإما نتاج الاعداد الجيد لكافة أطر المنظمة، وللانضباط الكبير والمساهمة الفعالة لكل الكشاف المستفيدين من هذه الدورة. وفي ختام تدخله شكر كل من ساهم في نجاح اللقاء وخاصة الوقاية الجهوية للرباط سلا زمور زعير، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والطاقم المشرف على مركز المعمورة الكشفي، وجمعية أساتذة علوم الأرض بالقنيطرة وجمعية الغرب لحماية البيئة، وغيرهم من الجهات والفئات من قريب أو بعيد. ونيابة عن الكشاف والمرشدات المشاركين في الدورة عبر الكشاف عصام حماموش السعادة التي تغمرهم جميعا وهم يشاركون في لقاء كشفي سيطبع ذاكرتهم وزودهم بعدد من المعارف التي ستفيدهم مستقبلا، مبرزا بعض الأعمال الفكرية التي درسوها في الأوراش للمرحوم علال الفاسي كموضوع السلفية التي أخذ بها هذا الزعيم ضد مظاهر الاستعمار وآلياته التي اعتمدها هذا الأخير لطمس الهوية المغربية، وفي مجال الشريعة من خلال كتاب »دفاع عن الشريعة« إذ تمت دراسة مفهوم الإيمان الراسخ في فكر العامة والحدث على العمل بالعقيدة وسنة نبينا الكريم، وكذا دراسة مفهوم الدين في الإسلام. وأضاف هذا المشارك أن دراسة مؤلفات علال الفاسي همت كذلك مجال اللغة والأدب خصوصا ما ارتبط بمظاهر الاستعمار اللغوي و أهمية التعريب في الحياة الوطنية والوحدة العربية. وتوقف كذلك عند بعض المفاهيم التي كان هذا الزعيم سباقا الى طرحها من قبيل الدعوة الى المساواة بين الرجل والمرأة وضرورة العناية بالطفولة والشباب وتربيتهم على تحمل المسؤولية تجاه المجتمع والوطن. وتخللت الحفل كذلك فقرات تربوية وأناشيد تتغنى بأمجاد المغرب، وأخرى موجهة الى أطفال فلسطين المحاصرين بنيران الصهاينة المحتلين، لوحات امتزجت فيها الأحاسيس وأبانت على مدى الانسجام الكبير بين جميع من شاركوا في اللقاء، رافقتها أنغام ونبرات متقنة من طرف المنشط الفني والتربوي خالد النيت. منظمة الكشاف المغربي تولي اهتماما خاصا بلقاء الماهد الأكبر ونظم بالمناسبة معرض الصور للزعيم الراحل علال الفاسي تجسد اهتمامه بالعمل الكشفي وتؤرخ لمشاركاته في المخيمات الكشفية، كما جسد بعض الكشافة بعض الطقوس الكشفية في الخلاء. وفي تريح لجريدة »العلم« أوضح الحاج محمد أفيلال القائد العام لمنظمة الكشاف المغربي أنه بموازاة مع لقاء الماهد 35 هناك مجموعة من المخيمات الكشفية التابعة للمنظمة تنشط في عدد من الأقاليم بمختلف جهات المغرب وضعت لها برامج وأنشطة محددة وتضم المئات من الكشافة. وأكد الحاج أفيلال على الأهمية التي توليها المنظمة للقاء الماهد اعترافا منها بالأيادي البيضاء التي قدمها الزعيم علال الفاسي لها وجهوده للرقي بها وجعلها منظمة ذات مكانة متميزة ومتقدمة بين كافة المنظمات المشابهة. وانطلاقا من هذه الأهمية قرر المؤتمر العام الأخير للمنظمة بالرباط تخصيص مؤسسة تعنى بكل ماله صلة اللقاء الماهد من إعداد مسبق ومرافقة أثناء المخيم. كما نوه بالعمل الكبير الذي قام به القادة الساهرون على تسيير وتنشيط هذا اللقاء.