قال محمد اليازغي، القيادي البارز في حزب الاتحاد الاشتراكي، في تصريحات هاتفية لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن ما يُنشر ويُبث حاليا في صحف ووسائل إعلام جزائرية بخصوص حرب الرمال التي اندلعت سنة 1963 بين المغرب والجزائر، يخالف الحقيقة والواقع على الأرض حينها. وأكد وزير الدولة السابق بأن حرب الرمال كانت مغربية بسبب الهجومات التي شنتها القوات الجزائرية على منطقتي "حاسي البيضا" و"تينجوب"، مبرزا بأن الحديث عن "ملاحم" عسكرية جزائرية في ذلك الوقت يجانب الصواب تماما، لأن الجيش المغربي تفوق على نظيره الجزائري، وكبده هزيمة واضحة، وبالتالي لا داعي لسرد انتصارات زائفة". وزاد اليازغي بأنه في الواقع كان الجيش المغربي قريبا جدا من دخول منطقة تندوف، حيث كان الجنود المغاربة على مقربة من تندوف ببضعة كيلومترات قليلة، غير أن تدخلات الرئيس الفرنسي حينها شارل ديغول لدى الملك الراحل السحن الثاني جعلته يأمر قواته العسكرية بالتراجع. وأورد اليازغي بأن المغرب كان مضطرا على خوض تلك المعارك المباشرة ضد الجزائر، بخلاف ما قيل بأن المغرب كانت له أطماع في الأراضي الجزائرية، وذلك بسبب أن الجيش الجزائري قام باحتلال أراضي مغربية، وليست أراضي اقتطعها الاستعمار الفرنسي، فوجد المغاربة أنفسهم مجبرين على دخول تلك الحرب. ولفت اليازغي إلى أنه يتعين على الجزائريين أن لا ينسوا بأن فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجزائر وعد المغرب، في الوقت الذي حصلت فيه الجزائر على استقلالها، بالتفاوض معه على تقسيم المناطق الحدودية، لكن مجيء حكومة الرئيس أحمد بنبلة والحكومات التي تلتها انقلبت على تلك الوعود، ولم تُنصف المغرب طيلة الفترات الزمنية الماضية". وكانت صحيفة جزائرية، محسوبة على دوائر القرار بالجزائر، قد شرعت منذ أيام قليلة في نشر ملف حول "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر، من خلال سرد شهادات مجموعة من الجنود الجزائريين الذين شاركوا في المعارك خلال 1963، تُظهر المغرب بالبلد المخادع الذي طعن الجزائر في الظهر. وزعمت الصحيفة ذاتها، بأن "حرب الرمال أشعل فتيلها الملك الراحل الحسن الثاني، حيث إن النظام المغربي "أراد التوسع على حساب دولة شقيقة، في وقت كانت فيه الدولة الجزائرية الفتية لم تلملم جراح الفترة الاستعمارية وحرب التحرير الدامية" على حد تعبير الصحيفة.