منذ نعومة أظافري و أنا أحلم أن أكون صحافي...بدأت بالتدوينات على الأنترنيت, شيء سهل أن يدون المغربي على الشبكة العنكبوتية, تعرفت على مبادئ اللعبة مبادئ الصحافة الالكترونية المهمشة في دولة الحق و القانون, خمس سنوات و أنا أشتغل بالقطاع كمحرر للأخبار, مراسل في مختلف التظاهرات الوطنية, و صحافي....يقال أن الصحافة هي السلطة الرابعة و لكن أي صحافة ؟ هل الورقية أم الالكترونية ؟ كل سنة تأتي الدولة بكلام على الورق, نفس الأحاديث نفس الجمل نفس التعابير كل الطرق تؤدي الى هيكلة القطاع, القطاع الذي أصبح اليوم شيء لا بد منه في حياة المغربي, لا بد للمواطن المغربي أن يتصفح مواقع مثل هسبريس, منتخب.نت , فبراير.... و مواقع حديثة العهد جاءت لتقرب الخبر من المواطن, لكن هل يعلم هذا المواطن المغربي أن ليس هناك قانون للصحافة الالكترونية, أن هذا القطاع يعاني من مشاكل في غياب هيكلة و سياسة دعم واضحة المعالم, هل يعلم هذا المواطن أن الدولة تعترف بالصحافة الالكترونية في حالة واحدة هي العقوبات فقط...شيء محزن شيء مؤسف و واقع مر, كيف يمكن للصحافي الذي يشتغل داخل منبر الكتروني التنقل و العمل بحرية تامة في غياب اعتراف من الوزارة الوصية, أتحدث عن بطاقة الصحافة المهنية و التي أصبحت اليوم شيء أساسي من اجل عمل هذا الصحافي الالكتروني, شخصيا قبل الحصول على بطاقة الصحافة كنت اعاني لمدة 4 سنوات في كل تنقلاتي في كل تغطية أقوم بها, نفس الأسئلة : من أنت ؟ “ارا نشوف لا كارط دو بريس “ لم تكن عندي اجابات حينها لأنني لم أكن أتوفر على بطاقة مهنية تخول لي القيام بعملي مثل ذلك الصحافي الذي يتشغل في مجلة أو جريدة وطنية, الوزارة اليوم تطلب مثلا من أجل الحصول على بطاقة مهنية أو الاعتراف بالمنبر الاعلامي عدد من الشروط التعجيزية بالنسبة لبعض المنابر الاعلامية, كيف لموقع مثلا أن يوفر رواتب شهرية لمستخدميه و له دعم وحيد يتمثل في الاشهار, كيف لموقع أن يؤسس مقاولة اعلامية و هو لا يتوفر على مبالغ للعملية, صراحة ليس هناك مراعاة من طرف الحكومة لمثل هذه المسائل, سيدي الوزير هل تعلم أن الجودة الاعلامية و الخدمة الصحافية التي تقدمها جريدة الكترونية أكثر احترافية من ما تقدمه جرائد ورقية مع كامل احتراماتي للصحافة الورقية و التي كبر المغاربة معها و لكن هذا عهد جديد عهد الصحافة الالكترونية, عهد العولمة, عهد الخبر السريع...صراحة “باراكا من الحكرة” للصحافة الالكترونية, نريد الحرية في الابداع نريد الاعتراف القانوني, نريد حماية قانونية على غرار باقي المنابر الاعلامية, نحن أيضا نقدم خدمات اعلامية للمواطن, نحن أيضا لنا الحق في التعبير عن الرأي و الرأي الأخر, نحن أيضا لنا الحق في مزاولة عملنا الشريف في أحسن الظروف, لماذا هذا الاستهزاء من طرف الدولة, اليوم الصحافة الالكترونية مهمة جدا و لكن في دولة الحق و القانون و في سنة 2013 مازالت العوائق هل هذا منطقي يا سيدي الوزير ؟ أسئلة حيرتني شخصيا طيلة خمس سنوات من العمل وراء حاسوبي في تواصل مع الملايين من المغاربة من أجل تقديم المعلومة التي تغيب عن قنوات القطب العمومي المتجمد و أيضا على الصحافة الورقية التي يقدم لها دعم مهم, هل يمكن قبول تمييز بين صحافة ورقية و أخرى الكترونية ؟ ما الفرق ؟ ربما هناك احترافية داخل الالكترونية أكثر مما نجدها داخل الورقية , اذن ماذا تنتظرون ؟ حان الوقت لتقنيين القطاع نحن لا نريد كلام فارغا من قبيل لجنة و مشاورات و كتاب أبيض , نريد قانون واضح ينظم القطاع يعطى الحق للصحافة الالكترونية المهمشة في بلادنا, كيف انه هناك مواقع اعلامية اجتهدت من أجل تأسيس مقاولات اعلامية تؤدي واجبات الضرائب و لا تستفيد من قانون الصحافة و لا تستفيد من حماية الدولة, كفى من التمييز يا سيدي رئيس الحكومة كفى من التمييز يا من مر على رأس وزارة الاتصال, نحن اليوم لدينا قوة و لدينا متابعة كبيرة حان الوقت من أجل اعطاء الاهتمام للصحافة الالكترونية ببلادنا, كيف اننا نعيش في تطور ديموقراطي و استثناء مغربي على مستوى الحريات و حقوق الانسان و الحقوق العامة في اطار دستور صوت له غالبية المغاربة بنعم و تحت قيادة رشيدة من صاحب الجلالة, نعيش في كل هذه الاجواء و مازال قطاع مهم غير مهيكل, كيف ذلك ؟ أتمنى أن يهيكل القطاع لأنه يضم صحافيين لهم الكلمة و لهم حقهم في التعبير عن الرأي و لهم كل الحريات و اتمنى توسيع مجال الحريات وسط كل المنابر الاعلامية الالكترونية و حتى الغير الالكترونية, أتمنى قانون واضح ينظم و يعطي الحق لمن يمضي ساعات وراء حاسوبه من اجل تقديم معلومة و تغطيات صحافية لملاين من المغاربة, حتى انا صحافي و حتى انا بغيت التغيير