عندما قرأت مقال الأستاذ سليكي تبين لي أن كاتبه حاقد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مقال لم أجد فيه كلمة حق وصدق، كذب وافتراء تلفيق و اختلاق، كلام واه وقلب للحقائق وتدليس لا ينطلي حتى على السذج، فكتبت هذه الكلمات للرد على مزاعم الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، تقربا إلى الله بالدفاع عن خير القرون صحابة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وفي الجملة هو رد عام لم أتناول فيه سوى بعض المناوشات لأن الرد يحتاج إلى حلقات وإطالة وبيان شاف كاف حتى نسكت المتطاولين على سادات الدنيا ولا فخر.. توطئة لا مناص عنها ففي الوقت الذي كان فيه المدعو " عبد الحسين العاملي " وإخوانه الشيعة يلبسون على الناس بدعوى التقريب بين الشيعة والسُّنَّة نشر هذا العاملي كتابه المسمى ( أبو هريرة ) والذي جمع فيه الشيعي كل النقائص والأكاذيب عن أبي هريرة ، ثم تلقف مافيه المدعو محمود أبو رية فصنف كتابه ( أبو هريرة شيخ المضيرة ) ثم أفصح أبو رية عن مقصده من إسقاط السُّنَّة بكتاب آخر سماه ( أضواء على السُّنَّة ) . فراجت هذه الأفكار – لا سيما عند بعض الكتاب و الأدباء الذين لا يعنيهم إلا جمال التعبير دون التوثق من الكلام – فانتشرت بعض هذه الأباطيل هنا وهناك . واليوم في ظل الهجمة الشيعية الشرسة على السُّنَّة راح الشيعة من جديد ينشرون الكتب وينشئون المواقع الالكترونية التي تطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستكتبون بعض المرتزقة من أذنابهم الذين تشيعوا ولو سرا حتى لا ينفضح أمرهم ،و لقد جرب الشيعة تشويه صورة الصحابة رضوان الله عليهم منذ القدم من خلال الكثير من المؤلفات ، فلم يفلحوا ولم تنجح دعوتهم ! . واليوم يجربون طريقة أخرى باستكتاب الأشخاص وصحف الإثارة والارتزاق : فيستغلون أي مناسبة للانقضاض على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة معاوية وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبو هريرة . فأصبح الأمر معتادًا أن ترى بين الحين والآخر الهجوم البذيئ على الصحابة ، ونقل الصفحات الكاملة من المواقع الشيعية على الانترنت لصفحات الجرائد والمنتديات !! وامتدادا لهذا المخطط الخبيث جاء دور دعاة الشهرة والارتزاق . فقد صرح المدعو " بوهندي " كاتب كتيب السوء"أكثر أبو هريرة" الذي اعتمده الأستاذ في تسويق منتجات تعود في الأصل ل" عبد الحسين العاملي الشيعي " الذي خاض في عرض أبي هريرة في كتابه "أبوهريرة"والذي تلقف ما فيه من أكاذيب أبي رية ، وعنه ينقل لنا صعلوك الإثارة "بوهندي"، ولكن يضيف مع نقوله العفنة البذاءة وقلة الأدب في حق الصحابي الجليل راوية الإسلام "أبو هريرة"!! والتي لا يغفل عنها رب الأرض والسماء ! ولا يوجد أحد من الصحابة تعرض لحملات جائرة مسعورة ، بمثل ما تعرض له الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، وهي حملات ليست جديدة في الحقيقة ، فقد أطلق بعض أهل الأهواء ألسنتهم فيه منذ القدم لتسويغ بدعتهم وانحرافهم ، فنقل الإمام ابن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " ، الكثير مما رمي به أبو هريرة في القديم من قبل النظَّام و الإسكافي وأمثالهما من أهل البدع والأهواء الذين لهم مواقف معروفه من أكثر الصحابة ، حتى جاء بعض المستشرقين من أمثال " جولد زيهر " ، فوقعوا على أقوال المتحاملين فأخذوا وزادوا ، وأبدؤوا وأعادوا ، ثم طلعوا علينا بآراء مبتسرة وأحكام جائرة ، تلقفها بعض أبناء جلدتنا فأعادوا صياغتها وتعليبها ، وقدَّموها للناس على أنها حقائق علمية ، ونتائج موضوعية لم يسبق التوصل إليها . وأما " أ بو رية " - عامله الله بما يستحق - فقد كان أفحش ، وأسوأ أدباً من كل من تكلم في حق أبي هريرة من المعتزلة والرافضة ، والمستشرقين قديماً وحديثا،ومن أبرزهم المستشرقان اليهوديان:إجناتس جولدتسيهروجوزيف شاخت ، مما يدل على سوء نية وخبث طوية ، حيث عرض لترجمته في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " ، فيما يربو على خمسين صفحة لم يدع منقصة ، ولا مذمة إلا ألصقها به ، وألف كتاباً مستقلاً ضمنه كل إفك وبهتان ، وملأه بكل جارح من القول ، وتهجم فيه على أبي هريرة وغيره من الصحابة ، ورماهم بالكذب والاختلاق ، وسمى كتابه " شيخ المضيرة أبو هريرة " ، وهو عنوان يقطر حقداً وسخرية وتنقصاً لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا الكتاب يرجع إليه ويعتمد عليه كل من لا خلاق له ممن يطعن في الصحابة ويسبهم ، وتدور مطاعنه ، في احتقاره ، وازدراء شخصيته ، واتهامه بعدم الإخلاص في إسلامه ، وعدم الصدق في حديثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبه لبطنه وللمال ، وتشيعه لبني أمية إلى غير ذلك من الإفك والبهتان ... جميعنا يعلم أن القرآن الكريم محفوظٌ في الصدور والسطور، وقد تكفل الله عز وجل بحفظه. فلم يستطع أعداءُ الإسلام أن يُدخلوا فيه حرفاً أو ينقصوه، وباءت كلُّ محاولاتهم بالفشل، (ولكنّ اليهود وأعوانهم وأتباعهم لم يلقوا السلاح، ولم ينصرفوا عن حربهم للإسلام، فسلكوا مسلكاً آخرَ يقوم على التشكيك في رواة السنة النبوية، ولا سيما المكثرين منهم، وإثارةِ الشبهات حولهم، والطعنِ في أمانتهم وصدقهم بحجة النقد العلمي، والبحثِ الموضوعيّ، والرأي الحرّ... وكان نصيبُ الصحابي الجليل، راويةِ الإسلام وحبيبِ المؤمنين، أبي هريرة رضي الله عنه، من هذا الكيد الجديدِ الشيءَ الكثيرَ، لأنه - رضي الله عنه - من أكثر الصحابة روايةً للحديث، نظراً لأنه كان من أكثر الصحابة ملازمةً لمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع ما لم يسمع غيرُه, إضافة إلى مسموعاته من غيره من الصحابة، فصار عنده الشيءُ الكثير, يرويه للناس ويعلمهم إياه واستطاع اليهودُ والمستشرقون أن ينشروا سمومهم في عقول أذنابهم من العرب، فأخذوا بالطعن في أبي هريرة أكثر من المستشرقين أنفسِهم، وذلك كما فعل الشيخُ محمودُ أبو رية في كتاب ألفه وسمّاه: (أضواءٌ على السنة المحمدية) وهو في حقيقته ظلامٌ دامسٌ، وضلالٌ مبين لذا استغل خصوم الإسلام، وعلى رأسهم اليهود، كثرة الرواية من أبي هريرة رضي الله عنه، واهتبلوها فرصة سانحة، وجعلوها ثغرة ينفذون منها للتشكيك بصدق أبي هريرة، وهم يهدفون من وراء ذلك نبذ مروياته من السنة النبوية المطهرة، فيفوت المسلمين جملة كبيرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو ما يريدون، فإذا فرغوا من أبي هريرة تحولوا إلى غيره من صحابة رسول الله ونقلة سنته إلى الأمة الإسلامية، وقد رأيت في تاريخ بغداد، بسند جيد، رجاله من أهل العلم، إن هارون الرشيد رحمه الله سأل "شاكرًا" رأس الزنادقة في عصره، حين أراد ضرب عنقه، عن سبب اتخاذ الزنادقة لخطتهم في ابتدائهم مع من يطمعون بتزندقه، بتعليمه كراهية بعض سادات الصحابة، فقال شاكر: "إنا نريد الطعن على الناقلة، فإذا بطلت الناقلة أوشك أن نبطل المنقول". فمازالت الأقلام التي دأبت على النيل من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم تنتهك كل مقدس وتستبيح كل قيمة، فبعد اهانة ومحاولة نعت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أنها ذات طابع إرهابي تهديدي، جاء دور الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه راوي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذاالهجوم يستخدم فيه نفاية من نفايات كتب التاريخ الشيعية!!!!!! وهذا يتفق مع ما ذهبنا إليه في تحليل سبب هذه الحملة على أبي هريرة وما قلناه من أنهم يقصدون السنة والإسلام. فإن هؤلاء المخذولين لما أرادوا رد هذه الشريعة المطهرة ومخالفتها، طعنوا في أعراض الحاملين لها، الذين لا طريق لنا إليها إلا من طريقهم، واستزلوا أهل العقول الضعيفة والإدراكات الركيكة بهذه الذريعة الملعونة والوسيلة الشيطانية، فهم يظهرون السب واللعن لخير الخليقة، ويضمرون العناد للشريعة ورفع أحكامها عن العباد، وليس في الكبائر ولا في معاصي أشنع ولا أخنع ولا أبشع من هذه الوسيلة، وقد نجح المستشرقون إلى حد ما في التأثير في بعض الكتاب المسلمين في عصرنا الأخير، فاقتفوا آثارهم فيما زعموا، ورددوا من دعاوي لم تقم عليها بينات، بل وزادوا عليها من عند أنفسهم، وكل هؤلاء وأولئك نفثوا سمومهم باسم البحث والمعرفة وحرية النقد، والله يعلم، والراسخون في العلم يعلمون، أن ما زعموا أبعد ما يكون عن العلم الصحيح والبحث القويم والنقد النزيه وكان من دقة كيد هؤلاء اليهود والمستشرقين أنهم، بالإضافة إلى استغلالهم من تطوع لنشر سمومهم من تلامذتهم، قد استأجروا بعض ذوي الذمم الخربة، فدفعوهم إلى هذا الميدان يكتبون ويجمعون الجمل المقطوعة والعبارات المبتورة ليتخذوا منها تكأة في باطلهم وافترائهم، وبعض هؤلاء المستأجرين كانوا أشد من المستشرقين والمبشرين هوى وعصبية وعداء ظاهر للسنة وأهلها، وزاد عليهم الإسفاف في العبارة، وأتى في تناوله للصحابة، ولا سيما الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، بألفاظ نابية عارية عن كل أدب مروءة، وذلك كما صنع الشيخ محمود أبو ريةالذي ينقل عنه "بوهندي"، الذي ظهر له في مصر كتاب ما لبث أن طبع مرة أخرى، لأن اليهود اشتروا نسخه الأولى ووزعوها، وهذا بعض التعويض لصاحبه، وما خفي من تعويض أكثر مما ظهر، واسم كتابه "أضواء على السنة المحمدية"، تلقف فيه كل ما قاله الأقدمون والمحدثون من طعون في الأحاديث، ورجالها، وما قاله المستشرقون والمبشرون، وأذنابهم، وحرص أشد الحرص على أن يظهر السنة بمظهر الاختلاف والتناقض والتحريف والتبديل، والسذاجة والتحريف، وفي سبيل هذا الغرض زيف الصحيح، وصحح المختلق المكذوب. والبذاء بدل الترضي عنهم والثناء. وكان من مكر أعداء الإسلام محاولة تشويه سيرة الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، فإذا نجحت المؤامرة، وتسلل الشك في النفوس، فصدقت الافتراء في هذا الصحابي، فإن الشك سيلقي بظلاله على آلاف الأحاديث التي رواها، وسيلقي ظلالاً قاتمة على الرجال الذين شكلوا أسانيد تلك الأحاديث، وسيحيك في النفوس شبهات حول كل دواوين السنة التي روت أحاديث هذا الصحابي. إن الهجوم على هذا الصحابي هو هجوم على الدين كله، تريد أن تنقص منه، وتنال منه . إن الذين يطعنون في أبي هريرة يريدون هدم الإسلام. إن نشر قاذورات الشبهات هو هدم لعقيدة وروح الإسلام . وسأفند بعض ما أثير حوله من شبهات، بعيدا عن الاسترسال في التعريف بهذا الصحابي الجليل وإنصافه، وتفنيد ما أثير حوله من افتراءات لا تستند إلى حجة أو دليل مقبول . لقد استعصى على أعداء الإسلام في عصور الإسلام الأولى اقتلاع الإسلام، وكان مكرهم بالإسلام وأهله جهداً ضائعاً، لم يستطع – على الرغم من شدته وقسوته – أن يرقى إلى مطاولة الإسلام " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" الصف: 8 إن بغض إنسان لآخر يبرر الكذب والافتراء عليه إرضاء للهوى، واستجابة لإغواء الشيطان، وهذا هو المصدر الأساس لكل ما أثير حول هذا الصحابي الجليل ورواياته من شبهات ومزاعم باطلة. صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ، " فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل- من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله -تعالى -على المسلمين فهم خير القرون ، وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ، وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود)( الفتح: 29) "(1) وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18) وقال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29) وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم . وقد توعد الرسول - صلى الله عليه وسلم فيمن آذى أصحابه رضوان الله عليهم، فقال عن عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) قال المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم ، ولا تلمزوهم بسوء ، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم ، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي " فالسؤال المطروح هل كان أبو هريرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟ عبارة غريبة ذكرها الأستاذسليكي في مقاله مستدلاباكتشافات الخبير"بوهندي"حين قال:(استنتج بوهندي بأن الرجل لم يكن صحابيا،بمعنى لم يصاحب الرسول)دون أن يصلي سليكي وللمرة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!!!!!!! الجواب الإجماع ياأستاذ قائم على صحبة أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم و إذا كان العلماء لم يعدوا أبا هريرة في أي طبقة من طبقات الصحابة، ففيم عدوه إذاً؟ هل عدوه من التابعين مثلاً أم ماذاياأستاذ؟ حبذا لويطلعنا دليلك بوهندي على مصادره ودونه خرط القتادفي دعواه التي سبقه إليهاغيرواحدممن تأثر بهم وفي مقدمتهم أبورية الناقل عن االمعاملي عبد الحسين الشيعي ومحمود أبو رية هذا شيخ مصري لم يُكمل تعليمه الأزهري، وأخفق في الحصول على الثانوية الأزهرية، بدأ نشاطه التأليفي بكتابٍ تافه جدًّا سماه (أضواء على السنة المحمدية)، والكتاب مشحون بالأكاذيب والأغاليط، وقد احتضنه بعض الأدعياء، ولكن الكِتَاب لم يحقق لأبي رية الشهرة التي ينشدها، فأراد أن يتقدم خطوات غير مشروعة؛ لتحقيق مزيدٍ من الشهرة، وقد رأى كيف سلطت الأضواء على "علي عبد الرازق"- القاضي الذي كان مجهولاً مغمورًا- إلى أن خرج على المسلمين بكتابه الحقير الذي أنكر فيه الحاكمية في الإسلام، وكثيرًا من القيم الإسلامية، وسمَّى كتابه (الإسلام وأصول الحكم).. ورأى كيف استقطب "طه حسين" أضواء الشهرة بكتابه عن الشعر الجاهلي الذي أنكر فيه وجود إبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام؟ رأى "أبو رية" ذلك فأراد أن يُحقق من الشهرة أقصى درجاتها، فكتب كتابه (شيخ المضيرة: أبو هريرة).. وفي الكتاب- بل كل الكتاب- طعن في الصحابي الجليل، بل الإسلام ورسوله،هل تعرف معنى كلمة صحأبي يا أستاذ سليكي؟ الصحابي يا أخي عند جماهير العلماء هو: كل مسلم لقي النبي صلى الله عليه وسلم، ولو لحظة، وعقل منه شيئا، فهو صحابي، سواء كان ذلك قليلا أو كثيرا وهذا هو الذى عليه جمهور المحدثين ،وذكره الآمدى فى الأحكام ،وفصله ابن حجر فى الإصابه والفتح وشرح النخبة . قال الآمدى: الصحابي هو من رأى النبي وإن لم يختص به اختصاص المصحوب يعني وإن لم يكن له مصاحباً ملازماً ولا روى عنه ولا طالت مدة صحبته له فهو صحابي وهو قول الجمهور وضبطه الحافظ قال : أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي هو ( من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام ). قلت : هذا تعريف جامع مانع لأن من شروط التعريف أن يكون جامعاً مانعاً ، جامعاً لكل صفات المعرف ، مانعاً لغير صفات المعرف أن يدخل فيه ؛ فيدخل فى ذلك من طالت صحبته ومجالسته للنبي أو من قصرت ، ومن روى عنه ومن لم يرو ، ومن غزى معه ومن لم يغز ، ومن رآه رؤية وإن لم يجالسه , بل ومن لم يراه لعارض كالعمى كعبد الله بن ام مكتوم , قال الحافظ : ويدخل كل مكلف من الجن والإنس إذا انطبقت عليه شروط التعريف . والصحابي فى إطلاقه يشمل الحر والعبد والمولى والذكر والأنثى والكبير والصغير إذا انطبقت عليه الشروط السابقة لأن المراد هو الجنس أي جنس الصحابة بل إنني أطلب منك يا أستاذ أن تضع يدي ويد القراء على كتاب واحد من الكتب المصنفة في بيان الصحابة لم يذكر أبا هريرة ضمن الصحابة، وأنا على يقين بأنك لن تجد كتابا واحدا لم يذكر أبا هريرة ضمن الصحابةرضوان الله عليهم وما لي أستطرد معك في أمر أوضح من شمس الضحى؟! ألست تقول في أول كلامك إن أبا هريرة التصق بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فكيف تشكك أن يكون من الصحابةاستنادا إلى كلام المغمور(بوهندي) وفيما يتصل بالصحابة فأكثر العلماء يعدونهم طبقة واحدة، ولذلك لا تجد في أكثر الكتب المصنفة في حياة الصحابة تقسيما بأي شكل من هذه الأشكال للصحابة. وقد جعلهم الحاكم اثنتي عشرة مرتبةً أو طبقة على النحو التالي: ا-أولهم: قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم . 2- الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة، وذلك أن عمر بن الخطاب لما أسلم وأظهر إسلامه حمل رسول الله (ص) إلى دار الندوة، فبايعه جماعة من أهل مكة. 3- الثالثة: مهاجرة الحبشة. 4- الرابعة: الذين بايعوا عند العقبة البيعة الأولى. 5- الخامسة: أصحاب العقبة الثانية، وأكثرهم من الأنصار. 6- السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله (ص) وهو بقباء، قبل أن يدخلوا المدينة، ويُبني المسجد. 7- السابعة: أهل بدر. 8 - الثامنة: المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية. 9- التاسعة: أهل بيعة الرضوان بالحديبية. 10- العاشرة: المهاجرة بين الحديبية والفتح. 11- الذين أسلموا يوم الفتح. 12- صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعلى هذا التقسيم فأبو هريرة رضي الله عنه يدخل في الطبقة العاشرة يا أستاذ ، فهل هو بهذا ليس في أي طبقة من طبقات الصحابة؟!كما يزعم مرجعك (بوهندي) وقبل أن تعتبر أهل الطبقة العاشرة ضعيفي الوزن أقول لك: قد كان في هذه الطبقة خالد بن الوليد وأبو موسى الأشعري وعدد كبير من الصحابة المعروفين، بل دعني أقول: إن أهل هذه الطبقة داخلون في الفئة التي فضلها الله على غيرها من الصحابة في قوله تعالى" لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ الله الحُسْنَى وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (الحديد: 9). فأهل هذه الطبقة مِمَّن أسلم قبل الفتح (فتح مكة) وهم أعظم درجة ممن أسلم بعد الفتح بنص القرآن الكريم، فما رأي الأستاذودليله ؟!. قد يقول قائل: أن أباهريرةلم يكن من مرتبة الكبار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ،قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: «فصل في بقية الكبراء من أصحاب النبي »، وذكر فيهم أبا هريرة . أقول: نعم لم يكن من مرتبة هؤلاء في الفضل والسابقة، والذي استقر عليه إجماع أهل السنة والجماعة أن أفضلهم - بل أفضل الخلق بعد الأنبياء - أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم على بن أبي طالب ، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحُد، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية. وممن لهم مزية فضل على غيرهم: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار. ثم الصحابة على سوابقهم وأعمالهم. ورُب متأخر في الإسلام سبق متقدما، كعمر ، ورُبَّ غائب عن بدر وبيعة الرضوان سبق أكثر أهلها كعثمان رضي الله عنه. لكن مَن الذي قال: إن كل من لم يكن في مرتبة أبي بكر وعمر وغيرهما لا يُعَدُّ في طبقات الصحابة، أو لا يُعد في أصحاب النبي صلى الله علي وسلم وأصفيائه؟! بل من قال أصلاً إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع تلك الحدود والفواصل بين الصحابة، بحيث يعد هذا من أحبابه وأصفيائه، وهذا من أغمار الناس، لا في العير ولا في النفير، كما تقول العرب! اسمع إلى ما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال:"كنافي زمن النبي صلى الله عليه وسلم لانعدل بأبي بكرأحدا،ثم عمر،ثم عثمان ،ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانفاضل بينهم " وقد جاء في رواية عند أبي يعلى والطبراني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع ذلك ولا ينكره. فمن أين لك إذا يا أستاذ كما اكتشف بوهندي أن تضعا هذا الصحابي الجليل رضوان الله عليه في تلك المكانة القصية البعيدة المهملة، فيما الصحابة ضي الله عنهم لا يفاضلون بعد الأربعة بين بقية الأصحاب جميعا؟!. أبو هريرة رضي الله عنه ياأستاذمن أصفياء النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بعض دلائل تميز أبي هريرة ومنزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1- لقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بكثير من الأحاديث والمجالس والمناقب الخاصة، وهاك بعضا من الدلائل على علو منزلة أبي هريرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قُلْتُ: يَا رَسولَ الله مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ» فالنبي صلى الله عليه وسلم يمدح حرص أبي هريرة رضي الله عنه على الحديث فهذا حديث واضح الدلالة على أنه كان له مجالس خاصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يتوقع من أسئلته ما لا يتوقع من غيره. 2 – النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعاء أبي هريرة بحفظ العلم: كمافي حديث زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَّن على دعاء أبي هريرة بأن يرزقه الله علما لا ينسى، فلما أراد زيد بن ثابت وصاحبه أن يدعوا بمثل دعوة أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لقد سبقكما بها الغلام الدوسي». 3 - النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأبي هريرة بحفظ الحديث: كمافي البخاري ومسلم عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ قَالَ:«ابْسُطْ رِدَاءَكَ» فَبَسَطْتُهُ، قَالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:«ضُمَّهُ» فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ. وقد جاء في رواية عند ابن سعد في الطبقات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: :«ابْسُطْ ثَوْبَكَ». فبسطتُه، ثم حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم النهارَ، ثم ضممتُ ثوبي إلى بطني، فما نسيت شيئا مما حدثني. فمَن حدثه النبي صلى الله عليه وسلم طوال النهار هل له مكانة مميزة عنده صلى الله عليه وسلم أم أنه لا يعد في أحبابه وأصفيائه والمقربين منه، يا أستاذ ؟!. ومن الطعون الوقحه : اتهام أبي هريرة بأنه كان مغمورًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يظهر إلا في عهد بني أمية حيث يقول أنه لم يكن ملء السمع والبصر إلا بعد صعود الدولة الأموية والحاجة ماسة إلى سند ديني ومساندة شرعية للخلاص من أزمة وسمعة قتل آل البيت والدم المسفوك والعرش المغتصب ) !! ، وهذا كلام أشبه بالأساطير ولغة المقاهي ، لأن قائله لم ينل الحد الأدنى من العلم ، إذ كيف يجهل حتى قارئ مبتدئ للتراث الإسلامي مثل (بوهندي) أن أبا هريرة ( توفي سنة 57 هجرية ) قد ودع الدنيا في خلافة معاوية وقبل فتنة مقتل الحسين الذي( توفي سنة 61ه ) وما جرى فيها في عهد يزيد ، مع العلم أيضا أن أبا هريرة كان من المعتزلين للقتال الذي جري بين علي ومعاوية . ثم إن هذا كلام خطير ينم عن تشيع واضح في صورته المتطرفة وطعن قبيح في صحابي جليل!!! وكما لايخفى على باحث أن أبا هريرة هو أكثر الرواة الذين رووا فضائل عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وحبه الفائق لهم مبسوط في كتب السنة ، ورواية زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عنه تدفع كذب المفترين عليه . فيما يظهر لي أن الأستاذ أراد أن يقدم بهذا المقال صورة لاستغلال الحكام الجورة لبعض المنتسبين إلى العلم الذين لا يمتنعون من بيع دينهم بعرض من الدنيا، وأن الدولة الأموية (الجائرة في زعم الأستاذ فعلت ذلك حين اعتمدت على أبي هريرة في تأليف الأحاديث المؤيدة للدولة التي كانت في حاجة إلى سند ديني ومساندة شرعية للخلاص من أزمة وسمعة قتل آل البيت والدم المسفوك والعرش المغتصب والحرب الضروس!. هذا ما أراد الأستاذ أن يقدمه من خلال قراءتي، ولكنه فاته أن يقدم دليلا واحدا صحيحا على أن أبا هريرة قام بدور شاهد الزور المزعوم، فهل عندك أدلة غيرشطحات وهذيان "بوهندي"سقطت سهواً يا أستاذ فيها أن الدولة الأموية طلبت من أبي هريرة رضي الله عنه أن يبرئها من تلك الأوزار المزعومة، فلفق أبو هريرة رضي الله عنه لهم حديثا أو أكثر يساعدهم على هذا أما علاقته بمروان بن الحكم فقد توطدت وتوثقت بسبب موقفه الصائب الذي وقفه في الفتنة زمن عثمان وأنه كان ممن نصر عثمان يوم الدار . فكان مطيعا لمروان كأمير ومع ذلك كان ينصحه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ،ولم يخنع لأحد، وأراد مروان بن الحكم يوما أن يبلو مقدرة أبي هريرة على الحفظ، فدعاه اليه وأجلسه معه، وطلب منه أن يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين أجلس كاتبه وراء حجاب، وأمره أن يكتب كل ما يقول أبو هريرة.. وبعد مرور عام، دعاه مروان بن الحكم مرة أخرى، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كان كاتبه قد سطرها، فما نسي أبو هريرة كلمة ولولا الإطالة لذكرنا الروايات الكثيرة في هذا الباب والتي انتقد فيها مروان . راجع : المستدرك ( 4 / 91 ، 463 ) . ربما تتعلل بأن مساحة المقال الصحفي الذي هوأصلامختزل ،وحوى طامات لا تحتمل ذكر شيء من تلك الأدلة، وأقول : المساحة التي تحتمل سرد الاتهامات ينبغي أن تتسع -ولو على حلقات- لسرد الأدلة، والله أعلم. على كل حال، سأكون شاكراً لك إذا وضعت يدي ويد القراء الكرام على هذا الدليل الصحيح الذي أثق سلفاأنه غير موجودفي شيء من المصادر المعتمدةعند أهل المعرفة ،عداالشيعيةالتي تسيل ميناوكذباكعادتها وأمامأخذ شعبةعليه أنه كان يدلس، فقدقال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس. ولكن تدليس الصحابة لا يضر لأنهم كلهم عدول، كما يقرره العلماء، قال الذهبي: " قلت: تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه، فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم، والصحابة كلهم عدول ". وكان بعضهم بقول: ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان حديث جنة أو نار ". قال الذهبي حافظ عصره :" قلت: هذا لا شيء بل احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديثه لحفظه وجلالته، وإتقانه وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه، ويقول: أفت يا أبا هريرة. وأصح الأحاديث ما جاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وما جاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وما جاء عن ابن عون وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه؟!. وقد كان يضرب به المثل في بره بأمه، وقد دعا له النبي- صلى الله عليه وسلم - بأن يحبه الناس، فعنه - رضي الله عنه -، قال: والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي إلا أحبني، قلت: وما علمك بذلك؟ قال: إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى علي فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فأخبرته، وسألته أن يدعو لها، فقال: (اللهم اهد أم أبي هريرة ). فخرجت أعدوا أبشرها، فأتيت فإذا الباب مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي، فقالت: كما أنت، ثم فتحت، وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها، فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وقال: فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح؛ كما بكيت من الحزن، فأخبرته، وقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين؟ فقال: (اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما). وفضائله ومناقبه كثيرة جداً ومن الأكاذيب أيضاأن أباهريرةرضي الله عنه أنه لم يكن من الحفاظ أوالفقهاء القُرَّاء وهذا جهل يصعب وصفه كما أنه كذبٌ مفضوح أيضا : ففي باب السنة هو من هو !! وهذا الذي يغيظ أعداءه ، وهو الحافظ الأشهر على الإطلاق لرواية السنة مع عبد الله بن عباس رضي الله عنه ببركة دعوة النبي له .. وفي باب القرآن : يكفيه فخرا أنه أخذ القرآن عرضا على أبي بن كعب الصحابي الشهير وقرأ عليه أبو جعفر أحد القراء العشرة الأئمة ، وقرأ عليه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج , وعن الأعرج أخذ القرآن نافع المدني أشهر القراء السبعة . وبهذا نعلم أن القراءة الأكثر شهرة عند المسلمين اليوم قراءة نافع مدارها على أبي هريرة , وظاهر نص ابن الجزري أنه لا يشاركه أحدٌ فيها إذ يقول ( تنتهى إليه قراءة أبي جعفر ونافع ) غاية النهاية 1 / 370 . وقال الذهبي : ( ذكرته في طبقات القراء .. وذكرته في تذكرة الحفاظ فهو رأسٌ في القرآن وفي السنة وفي الفقه ) السير 2 / 249 . فبماذا يرد بوهندي الحجة المفتري صاحب الأكاذيب والأحقاد ؟! وأختم لك بسببٍ قد يبدو غريباً: هل تعلم يا أستاذ وأخبر مرجعك (بوهندي) أن الأحاديثَ المنسوبةَ لأبي هريرة ضي الله عنه ليست كلهامما أخذه عن النبي صلى الله علي وسلم مباشرة، بل بعضها مما ذكر أنه سمعه من بعض الصحابة عن النبي ، وقد كان شديد الحرص على التحصيل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثَمَّ سعى إلى مجالسة الصحابة الآخرين وسماع ما لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ من حرصه على ذلك أنه لم يكن يتردد في السماع ممن هم أصغر منه سنا أو أحدث منه صحبة أو أقل علما ورواية؛ إذ كان همه الأكبر تحصيل العلم والحديث، حتى قال الإمام أبو بكر ابن خزيمة: "فمن حرص أبي هريرة على العلم روايتُه عن من كان أقلَّ رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم منه؛ حرصا على العلم" وهاك أسماء الصحابة الذين روى عنهم أبو هريرة في الكتب الستة الأصول فقط: روى عن أبي بن كعب (عند أبي داود والترمذي والنسائي) وأسامة بن زيد بن حارثة (عند النسائي) وبصرة بن أبي بصرة الغفاري (عند أبي داود والترمذي والنسائي) وعمر بن الخطاب (عند الستة) والفضل بن العباس (عند مسلم والنسائي) وكعب الأحبار أكتفي بهذا القدر وإن كنت لم أتطرق لكل الاتهامات الباطلة التي رأيت من الواجب عليّ أن أرد على هذه الافتراءات التي يروج لها الأستاذ ودليله بوهندي التي تفوح منها روائح التشيع الرافضي المجوسي الصفوي وأمثالهما على وجه الاختصار انتصارًا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى يدرك الناس حجم الجهالات والأحقاد للرعيل الأول..