قرّرت إسبانيا، وبالضبط إدارتها الامنيّة المنتمية لمدينة برشلونة الكتالونيّة، تفعيل مسطرة الترحيل في حق شخص منحدر من المغرب بداعي "التجسّس" لصالح المديرية العامّة للدراسات والمستندات، الشهيرة اختصارا ب "لاَدْجِيدْ"، والتي هي الجهاز الاستخباراتي الخارجي للدولة المغربيّة. المعطى يهمّ نور الدّين الزياني، المنحدر من مدينة وجدة والبالغ من العمر 45 عاما، وهو الذي يستقر بإسبانيا منذ 14 عاما بعد أن ختم مشواره الدراسي وسط العاصمة البلجيكيّة برُوكسِيل.. وقد تمّ تحريك المتابعة بشأنه بناء على رصد من تمثيليّة الاستخبارات الوطنية الإسبانية بكتالونيا لنشاطه، وفقا لما ذكرته يوميّة "إلبَايّيسْ". جهاز الاستخبارات لمدريد يسجّل على الزياني "الاشتغال بمقابل مالي مهمّ لصالح الاستخبارات الخارجيّة المغربيّة" و"التجسّس على التنظيمات الإسلاميّة انطلاقا من مساجد كتَالُونيَا" و"التوفر على شبكة تجسّس بالتقسيمات الأربع لإقليم كتَالُونيا"، كما صنّفه "جاسُوسا كبيرا" للرباط بالمنطقة دون أن "يلجأ تنشيطه الاستخباراتي إلى المسطرة الإدارية المعمول بها بين البلدين". ووفقا ل "إلبَايِّيس" فإنّ ذات استخبارات مدريد، الشهيرة اختصارا بCNI، رصدت إقدام نفس "الجاسوس" على الحشد لتظاهرات معاديَّة لتحركَات الجزائريّين والموالين للبوليساريو تجاه ملف الصحراء، وزادت أنّه "كَان يدفع أموالا لأشخاص تظاهرو بغرناطة، شهر مارس من العام 2010، ضدّا على آخرين أبدوا الرفض تجاه توقيع الاتحاد الأوروبي على منح المغرب وضع شراكة متقدّم". تدخّل الأمنيّين الإسبان تمّ "بعد الوقوف على علاقات نفس المغربي مع عدد من شيوخ السلفيّة بإسبانيا" و"تجميع أدلّة عن وقوفه وراء إيجادهم تمويلات لتشييد بنايات عدّة من بينها مساجد خاصّة بحاملي الفكر السلفيّ المتطرّف".. وذلك وفقا لما نقله نفس المصدر الذي زاد: "هذا التوجّه لم يجد تبريراته بعد لأنّ المعرُوف عن لاَدْجِيدْ هو معاداتها لمعتنقي الإسلام المتطرّف". جدير بالذكر أن الملفات التي تقول الCNI بأنّ نور الدين الزياني "خدم فيها الاستخبارات المغربيّة" تعود لما قبل مارس من العام الماضي، "لقد كان دائم التردّد على القنصليّة المغربيّة ببرشلونة، وراكم مساعدات مالية بذريعة توجيهها لأعمال خيريّة وأخرى غير ربحيّة، لكنّه انقطع عن لاَدْجِيد حين تنضمامه للCDC، التنسيقيّة الديمقراطيّة الكتالاَنيّة، وهي التي جاهرت بتأييدها لاستقلال الإقليم عن إسبانيا" تزيد "إلبَايّيس".