أحيانا بدل أن نكتب كل يوم عن كل شيء ونعلق عن أي شيء نحتاج إلى مساحة تأمل لتجديد النظر وصفاء القلب؛ فالفكر مثله مثل أي أداة تصدأ إن لم نجددها .. أو هو مثل الروح تحتاج إلى سياحات إيمانية ونفحات ربانية حتى تسير إلى ربها .. لتصبح سرا .. وهنا قضية أخرى ! غير أنه ومع الأسف منذ أن أكرمنا الله بنعمة الانترنيت ونحن حيارى مع أنفسنا : هل ننشر كل ما نكتب أم نراجعه ونمحص النظر فيه ونقلب الفكرة على عدة زوايا ...؟ فضلا عن الفضائح التي أصبحنا متعطشين لنشرنا أكثر من نميمتنا حولها .. فيكفي أن تنشر فيديو من عشرين ثانية وتضع له عنوانا مثل : " فضيحة ..." لتحصل على آلاف الزوار وربما قد يتجاوز الرقم المليون .. ومن خبل نشطاء الفيسبوك اليوم السب والشتم على نطاق واسع ربما يتجاوز حاسوب صاحبه إلى سب الملة والوطن والعرض والناس .. ها هنا لا يمكن أن نرى في التقنية الالكترونية التي بشرنا بها العلم المعاصر غير غمة تزداد إلى مجموع سابقاتها في دارنا.. ولا يمكن أن يكشف مثل هذا السلوك الشاذ سوى عن حدوث أخطاء في تصالحنا مع الحضارة الرقمية .. ومن خبل أصدقائنا في الفيسبوك أيضا امكانية تأويل أي فيديو تأويلا ايديولوجيا رخيصا دون مراعات لأخلاقيات النشر وآداب الإنسان المتعارف عليها بين العالمين. أوضح مثال فيديو السيد إدريس الأزمي الني تداوله رواد الفيسبوك خلال الساعات الماضية ؛ حيث يبدو فيه وهو في حالة وجدانية باطنية، قليلا ما نشاهد مسؤولا سياسيا فيها .. وواضح جدا أن السيد الوزير تأثر بكلام السيد عبد الإله بن كيران في معرض حديثه عن همة الرجال من آبائنا وأمهاتنا، و عن نذالة المفسدين .. غير أن هذه اللحظة قرأها البعض قراءات تجرد صاحبها من إنسانيته وتلصق به بوادر الفشل أو العجز .. والحال أنه بدل أن ننتقد السيد الوزير في موقفه الإنساني علينا أن نقف جميعا احتراما وتقديرا لإنسانيته .. ونرمي بحساباتنا السياسوية جانيا، فلعمري لم أر قط في حياتي مسؤولا يبكي حتى في أحلك أزماتنا ..إلا قليلا ! دمعة السيد الأزمي ربما لا يعرف خصوم المرحلة طعمها لكنهم أكيد في لحظة من اللحظات سيجربون حالها ويتذوقون صدقها .. آجلا أم عاجلا .. فلولا الدمع لما عرف الإنسان . السيد الوزير .. شكرا لإنسانيتك .. لقد لامسنا الصدق في نظراتك .. والله يرزقنا حسن النية بقومنا .