اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الثلاثاء بعدد من قضايا السياسة المحلية خصوصا الجمود السياسي الذي تشهده إيطاليا بعد انتخاب الرئيس علاوة على مواضيع دولية مثل الوضع في سوريا وتفجيرات ماراطون بوسطن. وركزت الصحف الإيطالية اهتماماتها على التصريحات "الحادة" للرئيس جورجيو نابوليتانو أمس تجاه الطبقة السياسية الإيطالية خلال حفل تنصيبه لولاية جديدة مدتها سبع سنوات. وتحت عناوين "الأحزاب الصماء" و"نابوليتانو: محاكمة الاحزاب" تناولت الصحف الصادرة اليوم تصريحات الرئيس الذي وضع الاحزاب أمام مسؤولياتها لإخراج البلاد من المأزق السياسي الراهن. وكتبت "كوريري ديلا سيرا" ان نابوليتانو الذي يبلغ من العمر 88 سنة قبل منصب الرئاسة مقدما "درسا في التضحية"٬ مضيفة أنه "إذا كان صحيحا أن الشباب هم العمود الفقري لأي أمة٬ فإن هناك لحظات تكون فيها هذه الفئة بحاجة لتلقي دروس من قبل الآباء". ورأت (لاستامبا) أن كل اولئك الذين يجدون في إعادة انتخاب الرئيس نابوليتانو علامة على الاستمرارية٬ فإن الرئيس أجاب بوضوح شديد مفاده انه إذا كان قد قبل تحمل المسؤولية فإنه بالتأكيد لم يفعل ذلك لإنقاذ الطبقة السياسية بل بالأحرى لإخراج المؤسسات من مأزق مفجع. وكشفت (لاريبيبليكا) من جهتها أن نابوليتانو اختار في ولايته الرئاسية الثانية لهجة حاسمة بشكل صريح واتهام واضح للأحزاب وقياداتها وللبرلمانيين المدعوين للرد أمام المواطنين على سلسلة طويلة من الإهمال والاختلالات الوظيفية وغياب الانفتاح وعدم المسؤولية". وفي فرنسا تناولت الصحف موضوع تمديد نشر القوات الفرنسية في مالي الذي وافق عليه البرلمان يوم الاثنين. وكتبت "لوباريسيان" أن الدستور الفرنسي ينص على أن أي تدخل عسكري في الخارج لأكثر من أربعة أشهر يتعين أن يحظى بمصادقة البرلمان. أما "لوفيغارو" فأشارت إلى أن مصادقة البرلمان كانت متوقعة بالنظر للاجماع الذي رافق المهمة العسكرية الفرنسية في مالي خصوصا وأنه بعد ثلاثة أشهر ونصف على بدء العملية الفرنسية لم يتم بعد تحقيق الأهداف العسكرية المحددة. وأبرزت الصحف الألمانية الأزمة السياسية التي تشهدها إيطاليا منذ شهرين وبدء الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو اليوم الثلاثاء٬ سلسلة من المشاورات لبحث تشكيل حكومة ووضع حد لحالة الجمود. وكتبت "برلينغ تسايتونغ" أن الرئيس الذي انتخب لفترة ولاية رئاسية ثانية٬ تحدث بلهجة صارمة وانتقد الأحزاب بشدة وحثهم في نفس الوقت على التخلي عن المصلحة الخاصة وتحمل المسؤولية دون مزيد من التأخير٬ مشيرة إلى أن الرئيس وافق على إعادة انتخابه للحد من حالة الجمود غير المسبوقة في البلاد. وأشارت "فرانكفوتر أليغماينة" إلى أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بهدف دعم المعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام بشار الأسد٬ والسماح للمستوردين الأوروبيين بشراء النفط السوري إلا أن الحظر المفروض على الأسلحة لم يتم الحسم فيه بعد. أما بخصوص قضية أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم التي مازالت تتصدر صفحات الجرائد فقد نقلت "دير تاغسشبيغل" تحت عنوان "نهاية نجم ساطع" أنه لا نية لديه للتنحي عن منصبه بناديه المتوج حديثا بلقب مسابقة الدوري الألماني (بوندسليغا) بسبب التحقيق معه حاليا في قضية تهربه الضريبي من خلال حسابه الشخصي بأحد البنوك السويسرية. وأبرزت الصحف أن هذه القضية أثارت ردود فعل سياسية متباينة في ألمانيا٬ حيث أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن خيبة أملها في هونيس الذي تكن له احتراما كبيرا بفضل التزامه في دعم المشاريع الاجتماعية٬ فيما قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة إن "الكثير من الناس يشعرون بخيبة أمل تجاه هونيس". ونقلت الصحف عن وزير الاقتصاد فيليب روسلر قوله أن أي شخص يتهرب من التزاماته الضريبية فإنه "يدمر البلاد ويخسر كل مساعيه ليكون مثالا يحتذى به لكن من الأفضل أن ننتظر نتائج التحقيقات". وفي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن الشرطة الأمريكية تمكنت من القبض على المتهمين بتفجير ماراطون بوسطن في ال 15 من أبريل الذي نفذه مهاجران من أصول شيشانية. وبينما اختتمت العملية الأمنية٬ تضيف الصحيفة٬ ما زالت العملية السياسية في بداياتها٬ وهي العملية التي يجب أن تعطي جوابا عن سؤال: ماذا يكون موقف الأمريكيين من المهاجرين من شمال القوقاز الروسي٬ حيث دعا السيناتور ليندسي غريم إلى الإسراع بإصلاح نظام الهجرة. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن واشنطن طرحت على موسكو حلا لمسألة الدفاعات الصاروخية التي تفسد العلاقات الأمريكية الروسية لأن روسيا تجد مشروع الدرع الصاروخية الأمريكي الذي يتضمن نشر صواريخ اعتراضية أمريكية في أوروبا قرب روسيا٬ معاديا لها. وتقترح واشنطن أن تقبل موسكو ضمانات أمنية يعطيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما واعدا بأن الدفاعات الصاروخية الأمريكية لن تستهدف روسيا. وفي الشأن الروسي قالت صحيفة "أر بي كا ديلي" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف وعدد من الوزراء والخبراء الاقتصاديين عن قلقه من تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الروسي. وأضافت الصحيفة أن بوتين علم أن شهية المصارف الحكومية هي التي تعيق نمو الاقتصاد٬ ذلك أنها تحجم عن منح القروض الطويلة الأجل والميسرة إلى القطاعات المنتجة٬ بحيث تعتزم السلطة السياسية العليا الروسية (الكرملين) التدخل للحد من شهية المصارف. واهتمت الصحف البرتغالية باستراتيجية النمو والتنمية الصناعية التي تعتزم الحكومة تنفيذها بطلب من المانحين لتجاوز حالة الركود الاقتصادي الذي يؤزم الوضع في البلاد التي تعاني من بطالة حادة. وكتبت "بيبليكو" أنه في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أزمة حادة تعتزم الحكومة التي أعلنت مؤخرا تقليصات جديدة في الميزانية تقديم استراتيجيتها للنمو اليوم الثلاثاء والتي تتضمن خطا إئتمانيا من 500 مليون اورو لدعم صادرات المقاولات الصغرى والمتوسطة. واهتمت الصحف الإسبانية بقرار بروكسيل منح حكومة مدريد مهلة من سنتين من أجل تقليص العجز العمومي. وكتبت "ال باييس" إن بروكسيل منحت اسبانيا سنتين إضافيتين لتقليص عجزها إلى 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام بحلول 2016٬ مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد والتنافسية الاسباني اعترف أن اقتصاد بلاده سينكمش ب 5ر1 في المائة خلال هذه السنة. وتطرقت الصحف الاسبانية كذلك للارقام التي نشرها الاثنين المعهد الوطني للاحصاء والتي تتحدث عن انخفاض في أعداد السكان وذلك للمرة الاولى ليصل الى 06ر47 مليون نسمة بتراجع 205 الف و788 نسمة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وأرجعت ذلك إلى مغادرة العديد من الأجانب الذين كانوا يعيشون في البلاد جراء الأزمة الاقتصادية.