دعا الشيخ محمد الفزازي، أحد أبرز الوجوه السلفية بالمغرب، جميع المغاربة بكافة أطيافهم وأعراقهم إلى الاتحاد حول قضية الصحراء لأنها مسألة "حياة أو موت"، وإلى نبذ الخلافات السياسية والصراعات اليومية لتحقيق مكاسب زائلة، وذلك من أجل الالتفاف حول نصرة البلاد ووحدتها الترابية. وبلغة قوية أكد الفزازي، في مقال خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن اليوم ليس مجالا للعتاب أو الانتقاد أو للمحاسبة والمساءلة، بقدر ما تحتاج الظرفية الحالية لإقامة "بيعة متجددة للملك على الدفاع عن المغرب والمغاربة"، وفق تعبير الداعية السلفي. وفي ما يلي مقال الشيخ الفزازي كما وردنا في هسبريس: الآن وقد حصل ما حصل من الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث ولّت ظهرها للمغرب في شأن صحرائه، وذلك بطرح مقترح القرار القاضي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الأقاليم الجنوبية للبلاد... الآن وقد سقط القناع عن الحليف الإستراتيجي أمريكا أو يكاد، الآن ونحن نرى زهو الجزائر والبوليساريو والانفصاليين بهذا "النصر" المبين... أحب أن أقول كلمات: علينا أن نظهر للعالم أن مسألة الصحراء بالنسبة للمغاربة قاطبة: ملكا وحكومة وأحزابا ومجتمعا مدنيا وشعبا بكل أطيافه وأعراقه... مسألة حياة أو موت. هذه واحدة. والثانية أن يافطة "حقوق الإنسان" لا يمكن أن نسمح بها لتتحول إلى مَنفذ للنيل من وحدة ترابنا، ومن سيادتنا... ومن ديننا وجميع قيمنا. فالملاحظ الآن، ومن قديم الزمان، أن أقرب طريق للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان هو: [دعوى انتهاك حقوق الإنسان] وممّن؟ من صانعي "كوانتنامو" و"أبي غريب" "وبكاكرام" ... كما أن العدوان الذي يشنه اللادينيون على ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى أخلاقنا كلها... وعلى مؤسساتنا الدينية الرسمية هذه الأيام، إنما يتم تحت راية [حقوق الإنسان]. والثالثة على جميع المغاربة أن ينسوا خلافاتهم السياسية، وصراعاتهم اليومية على تحقيق مكسب هنا ومكسب هناك، وأن يجددوا ويؤكدوا - بالقول والفعل – التفافهم التفاف رجل واحد حول نصرة بلدهم ووحدة ترابهم من طنجة إلى لكويرة... ولنكن في ذلك صرحاء وبدون مواربة ولا غبش. الرابعة: انتهى موسم الخلافات... علقوا خلافاتكم إلى أن تنجلي الصورة. فنحن المغاربة شعب أبيّ، لنا دين عظيم وتاريخ مجيد وقيادة من هذا الشعب وإليه ولنا جيوش وقوات وأركان حربية وأجهزة جبارة... كلهم مستعدون للموت في سبيل الله وفي سبيل الوطن... ونحن مع هذا الجيش وهذه القوات وقائدها الأعلى في الدفاع عن حوزة هذا الوطن. فماذا نخشى؟ قال الله تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} إنها شهادة أو نصر. عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : قَاتِلْهُ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُه؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ . رواه مسلم. وهذا يعني أن الصحراء أرضنا، ومن جاء يريد أرضنا فلن يكون تصرفنا معه إلا وفق ما أرشدنا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هذا هو الخطاب الذي يجب أن يجده منا كل صديق وعدو... خطاب لا مساومة فيه ولا مهادنة ولا مداهنة. والخامسة: علينا أن نترك اللوم الآن لهذه الجهة أو تلك. ما حصل قد حصل... ليس الآن وقت المساءلة والمحاسبة. الآن بيعة متجددة للملك على الدفاع عن المغرب والمغاربة، كل المغرب والمغاربة. ولا أقصد الدفاع المسلح المستعجل... أبدا، بل الدفاع عن وحدتنا الترابية، في كل المحافل الدولية، وبكل الأساليب الدبلوماسية المشروعة، دون إغفال العدة بأنواعها تأهبا للأسوأ، والتعبئة الشاملة إيمانيا وفكريا وماديا وثقافيا وفنيا... ولا ينقصنا في ذلك رجال ولا كفاءات ولا أموال... وإذا قرر ملك البلاد أمرا في التصدي للعدو... فلا يتخلفنّ منّا أحد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.