أكد وزراء داخلية بلدان اتحاد المغرب العربي٬ اليوم الأحد بالرباط٬ على ضرورة بذل كافة الجهود من أجل مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره باعتبار أن هذه الظاهرة تستلزم مواجهة جماعية منسقة ومستمرة بحكم علاقات الجوار والانتماء لنفس الفضاء الجهوي وبالنظر إلى التحديات والتهديدات المشتركة التي تواجهها. وندد وزراء داخلية البلدان المغاربية في بيان صدر في ختام أشغال اجتماع عقدوه اليوم بالرباط بالإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه " لما يمثله من خطر محدق على سلامة واستقرار وأمن الدول المغاربية ولما يشكله من خطر مباشر عليها"٬ مؤكدين على ضرورة مكافحة كافة الجماعات الإرهابية بما في ذلك تلك التي تتستر بالدين الإسلامي السمح لتنفيذ مخططاتها. واتفق الوزراء على توحيد الجهود وتكثيف التعاون بين الأجهزة الأمنية من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتبني نفس المقاربة في مواجهة هذه الظاهرة وإحباط أساليب التنظيمات الإرهابية في إطار المسؤولية المشتركة على المستوى الثنائي والمغاربي مع مراعاة الالتزامات الدولية لكل بلد مغاربي٬ مؤكدين على اعتماد مقاربة مغاربية شمولية أساسها الجمع بين العمل على توفير مقومات الأمن وتعزيز أسس التنمية بالتنسيق مع كل الشركاء الاستراتيجيين. كما قرروا العمل على إرساء أسس شراكة أمنية بين دول اتحاد المغرب العربي ودول منطقة الساحل والصحراء٬ منددين بكافة أشكال دعم وتمويل الإرهاب مباشرة أو عن طريق الأموال المحصلة من دفع الفدية والعمل على حرمان الجماعات الإرهابية من الملاذ الآمن أو أي شكل من أشكال الدعم والمساندة والرفض القاطع لعمليات الاختطاف واحتجاز الرهائن وكل أشكال التهديد التي تمارسها الجماعات الإرهابية لتمويل جرائمها والدعوة إلى تجريم دفع الفدية والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن لاسيما القرار رقم 1904. وكانت أشغال اجتماع وزراء داخلية بلدان اتحاد المغرب العربي قد افتتحت اليوم بمشاركة وزراء داخلية المغرب امحند العنصر ٬وليبيا عشور سليمان شوابيل ٬وتونس لطفي بن حدو ٬والجزائر دحو ولد قابلية وموريتانيا محمد ولد إيبليل والأمين العام للاتحاد المغاربي الحبيب بن يحيى. ودعا وزراء داخلية البلدان المغاربية، إلى تكثيف التعاون بين الدول المغاربية في مجال تبادل المعلومات حول أنشطة الجماعات الإرهابية وأماكن تواجدها ومصادر تمويلها ومنع عناصرها من التسلل عبر الحدود وتسليمها للدول الطالبة استنادا للاتفاقيات القانونية والقضائية المبرمة بينها، مثمنين اجتماع مجلس وزراء الشؤون الدينية لدول الاتحاد بنواكشوط وما توصل إليه من توصيات تؤكد على ضرورة التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية عبر التشبث بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية بوصفهما قاسمين مشتركين للبلدان المغاربية الخمسة والسعي إلى بلورة استراتيجيات موحدة لمواجهة استقطاب وتجنيد الشباب من قبل المنظمات الإرهابية. كما اتفق الوزراء على اتخاذ التدابير الميدانية والعملياتية والعمل على التبادل الفوري للمعلومات بشكل واسع بين المصالح المختصة بدول الاتحاد للتصدي لظاهرة انتشار الأسلحة وتهريبها عبر الحدود لمنع الجماعات الارهابية وتلك الضالعة في في الجريمة المنظمة من تعزيز قدراتها.