قاد امحند العنصر، وزير الداخلية، الوفد المغربي إلى إجتماع وزراء داخلية المغرب العربي، إلى جانب وزراء داخلية بعض الدول الأوربية، وهو الإجتماع الذي جمع بين ظفتي المتوسط ويبحث عددا من الملفات، من ضمنها سبل محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وتعزيز التعاون الأمني بمنطقة شمال أفريقيا . وشارك في الاجتماع وزراء الداخلية في دول المغرب العربي كليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا، ونظراؤهم بجنوب أوروبا كمالطا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال. وقد خرج المؤتمر المغاربي –الأوربي ب"إعلان" متوج لأشغال هذا اللقاء، وقع عليه وزير الداخلية المغربي أمحند العنصر، إلى جانب كل وزراء الداخلية الحاضرين بلقاء الجزائر، ودعى هذا الإعلان إلى "تكثيف التعاون في مجال تأمين الحدود عبر تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات والتحليل والتقييم وعقد الاجتماعات بين نقاط الإتصال والخبراء و تنظيم دورات للتكوين المتخصص و المساعدة التقنية المتبادلة و نقل التكنولوجيا وتحديث أنظمة المراقبة وتأمين وثائق السفر". ونص الإعلان أيضا على الإلتزام ب"تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن المختصة فيما يتعلق بالأنشطة الإرهابية " وكذا "مواصلة مساعي مكافحة التطرف من خلال الأنشطة المنجزة في إطار مختلف محافل التعاون التي تشارك فيها الدول الأعضاء في الندوة". ووقع المشاركون بأشغال اللقاء بالجزائر، من بينهم الوفد المغربي بقيادة أمحند العنصر وزير الداخلية على "الامتناع قدر الإمكان و في إطار الصلاحيات المخولة لوزراء الداخلية عن دفع الفديات للجماعات الإرهابية عند اختطاف الرهائن وهذا بغرض تجفيف منابع تمويل الإرهاب" ناهيك عن "تكثيف المجهودات لحظر استعمال وسائل الإعلام الالكترونية التي تروج للإرهاب والمرتبطة أساسا بالتكنولوجيات الحديثة دون المساس بحرية التعبير". مكافحة الجريمة المنظمة وبالنظر الى "التحديات الكبرى التي تشكلها الجريمة المنظمة بكافة أشكالها على الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي و الاجتماعي للبلدان"، جددت الوفود الحاضرة "عزمها على تعزيز تعاونها من أجل الوقاية ومكافحة هذه الظاهرة". و انطلاقا من ذلك قررت "اعتماد آليات للتعاون بين مختلف أجهزة الأمن في مجال الوقاية ومكافحة الأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة " و"التسخير المتبادل للموارد لاسيما من خلال تنظيم دوريات مشتركة على مستوى الحدود وتنسيق التحريات و تبادل زيارات ضباط الاتصال بغرض مكافحة الجرائم العابرة للدول وذلك في حدود صلاحيات وزراء الداخلية". وفي هذا الاطار أكد الاعلان على ضرورة "تبادل المعلومات بشأن أنشطة وتحركات عناصر شبكات الجريمة المنظمة ومسالكهم وأساليبهم و وسائلهم ومصادر تمويلهم" مع "تكثيف التعاون لمكافحة الاتجار بالبشر خاصة الاتجار بالنساء والأطفال ". كما اكد المشاركون على "تكثيف التعاون في مجال تحديد الهوية والتحري لكشف وإيقاف مرتكبي الجرائم وشركائهم قصد تحويلهم للسلطات القضائية " ناهيك عن "مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية من خلال تعزيز إمكانات الدول الأعضاء خاصة في مجال المراقبة على مستوى الحدود البحرية والبرية والجوية". وفي ذات الاطار نص اعلان الجزائر على "تكثيف التبادل حول مناهج التحقيق بين الدول الأعضاء خاصة ما يتعلق بمتابعة وتجميد ومصادرة الأموال المحصلة من أنشطة إجرامية وكذا تطوير أجهزة مكافحة هذه الجريمة". كما تضمنت الوثيقة وجوب الإلتزام ب"تبادل المعلومات حول التشريعات و الممارسات وتقنيات التحري الجديدة في مجال محاربة تبييض الأموال بالتعاون مع منظمة الإنتربول وكذا المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة. تنقل الأشخاص والهجرة غير الشرعية أبرز وزراء داخلية غرب البحر المتوسط ضرورة إلتزامهم ب"ضمان الحقوق المشروعة للمهاجرين المقيمين بصفة شرعية طبقا للمواثيق والمعاهدات الدولية" و"دعم مجهودات التنمية في بلدان الضفة الجنوبية عن طريق تشجيع الاستثمار وتسهيل إجراءات تحويل أموال المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية". كما نص الإعلان في هذا الجانب على "تعزيز محاربة شبكات الهجرة غير الشرعية عن طريق تبادل المعلومات حول طرق عملها والتعاون الثنائي في مجال إرجاع الأجانب غير الشرعيين قصد ضمان رقابة أمثل على مستوى الحدود "، وكذا "وضع آليات تقنية للتعاون على المستوى الثنائي كوسيلة لدعم الأمن الجهوي". و قررت البلدان الأعضاء في هذا الجانب "تطوير التعاون التقني وتبادل المعلومات والخبرات لاسيما في مجال تأمين وثائق السفر" ناهيك عن "تسهيل إجراءات منح التأشيرات لفائدة رعايا بلدان الضفتين في ظل احترام التشريعات الوطنية والاتفاقات الثنائية والمعاهدات الدولية". التعاون في مجال الحماية المدنية وعلى صعيد ترقية التعاون في مجال الحماية المدنية، تضمن إعلان الجزائر ضرورة "تكثيف تبادل المعارف والتكوين ونقل الخبرات والمهارات" مع " وضع "إستراتيجية مشتركة للحد من الأخطار وإدارة الكوارث الطبيعية أو تلك الناجمة عن فعل بشري". وأقرت هذه البلدان ضرورة "تعزيز المساعدة المتبادلة و التدخلات وتجنيد الوسائل العملياتية في الحالات الاستعجالية " مع "تنظيم مناورات تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق العملياتي". و في سياق متصل قررت هذه البلدان "وضع نظام حديث للإنذار المبكر ضد الأخطار الكبرى بمختلف أنواعها وإنشاء شبكة بين الهيئات المكلفة بالحماية المدنية للدول الأعضاء تسمح بتبادل المعلومات والخبرات". التعاون في مجال الجماعات المحلية وبشأن قطاع الجماعات المحلية أكد المشاركون على ضرورة "تشجيع التعاون اللامركزي العابر للحدود مع احترام الخصوصيات الوطنية" و تعزيز "تبادل الخبرات وأفضل الممارسات حول كيفيات إدارة المدن لترقية التنمية المستدامة". كما قرروا "تطوير كل نشاط يتعلق بالشراكة بين مختلف الجماعات المحلية لبلدان غرب المتوسط " و "تبادل الخبرات من خلال تنظيم دورات تكوينية في مجال تسيير الموارد المحلية".