اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد٬ بمظاهرات "جمعة تطهير القضاء" بمصر٬ وجهود رئيس الحكومة الأردينة لنيل ثقة مجلس النواب٬ والمصالحة الوطنية بليبيا٬ الذكرى ال33 لأحداث الربيع الأمازيغي بالجزائر٬ ومواضيع أخرى محلية ودولية. ففي مصر٬ جاءت عناوين الصحف في مجملها عن مظاهرات "جمعة تطهير القضاء " التي نظمتها تيارات إسلامية على رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" أمام دار القضاء العالي. وكتبت صحيفة " المصري اليوم " تحت عنوان بارز "العدالة تحت مقصلة الإخوان" مشيرة إلى أن الجماعة تستعد لطرح قانون السلطة القضائية على مجلس الشورى خلال أيام . أما صحيفة " الوطن" فذهبت إلى أن المعركة تجري بين جماعة "الإخوان المسلمين" والقضاء حيث كتبت "القضاة والإخوان ..من يقهر من ¿"٬ مبرزة أن "الإخوان المسلمين" يستعدون لتنظيم فعاليات جديدة (مظاهرات) خلال الأسبوع الجاري فيما رد " نادي القضاة" بالتلويح برفع دعوى للحكم ببطلان مجلس الشورى الذي قد يصدر قانون السلطة القضائية. ورأت صحيفة "الشروق" أن "توابع جمعة القضاء تعمق الانقسام "حيث أشارت بالخصوص إلى وجود خلافات بين الكتل البرلمانية في مجلس الشورى حول قانون السلطة القضائية الجديد ( يخفض سن تقاعد القضاة من 70 إلى 60 سنة) والذي تقدم به حزب " الوسط" . وفي هذا السياق أشارت صحيفة "اليوم السابع" إلى أن "الإخوان المسلمين" ينقلون المعركة لمجلس الشورى" مسجلة أن الأحزاب من خارج التيار الإسلامي تنسق مع حزب "النور" السلفي للوقوف في وجه مشروع القانون الجديد. أما الصحف القومية (المملوكة للدولة) فكانت عناوينها عن الموضوع أقرب إلى الإخبار حيث عنونت " الأخبار " صفحتها الأولى ب" القضاة غاضبون " خصوصا وأن اللجنة التشريعية بمجلس الشورى تشرع اليوم في مناقشة مشروع قانون السلطة القضائية الجديد. وتوقفت صحيفة " الجمهورية " عند حصيلة الاشتباكات التي حدثت على هامش مليونية " تطهير القضاء " مشيرة إلى أن عدد الإصابات بلغ 115 حالة فيما تم إلقاء القبض على 39 متهما . ونشرت صحيفة "الأهرام" مضمون بيان للمجلس الأعلى للقضاء اعتبر فيه مظاهرات الجمعة الماضية إساءة بالغة للقضاء موضحة أن من بين المعتقلين على هامش الاشتباكات التي حدثت أول أمس شخص يحمل الجنسية الأمريكية . وقالت صحيفة "الحرية والعدالة" الناطقة باسم الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمني " إن المطلب الأول للمتظاهرين الجمعة الماضية هو اعتماد قانون جديد للسلطة القضائية . واتهمت الصحيفة مجموعة "بلاك بلوك" وهي مجموعة من الملثمين تظهر في عدد من المظاهرات المعارضة٬ بالهجوم على المتظاهرين ضمن "جمعة تظهير القضاء" التي دعا إليها الإسلاميون. وفي الأردن٬ اهتمت الصحف بالجهود المكثفة التي تبذلها حكومة عبد الله النسور لاجتياز امتحان نيل ثقة مجلس النواب٬ بعد أن ارتفع عدد النواب الذين أكدوا أنهم سيصوتون بحجب الثقة عنها٬ كما توقفت مجددا عند التساؤلات التي أثرها نبأ إرسال جنود أمريكيين إلى الأردن. وتحت عنوان "مجلس النواب يستأنف المناقشات اليوم والحكومة تكثف حواراتها لعبور الثقة"٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن مجلس النواب سيستكمل صباح اليوم مناقشات التصريح الحكومي وسط انقسام نيابي حول التصويت بالثقة في حكومة النسور٬ مضيفة أن الساحة النيابية تشهد حوارات مكثفة بين الحكومة والكتل النيابية٬ بهدف الوصول إلى تفاهمات لتأمين دعم نيابي لعبور الحكومة لمحطة الثقة٬ قبل التصويت الذي سيكون عقب انتهاء المناقشات. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الغد)٬ تحت عنوان "الحكومة تقدم التنازلات لإنقاذ الثقة"٬ أنه "باستثناءات قليلة٬ تركت غالبية الأحزاب السياسية٬ الممثلة في مجلس النواب٬ القرار النهائي لنوابها تجاه التصويت على الثقة في حكومة النسور من عدمه٬ إلى كتلها في البرلمان٬ دون التأكيد على إلزام المؤسسة الحزبية لنوابها بموقف الحزب". ونقلت عن قيادات حزبية٬ قولها إنها تركت قرار حجب الثقة أو منحها للنواب٬ والاكتفاء بمناقشته نقاشا داخليا٬ غير مصحوب بقرارات مؤسسية. من جانبها٬ ذكرت صحيفة (العرب اليوم)٬ أن المعطيات الأولية تشير إلى أن نحو 55 نائبا تأكد أنهم يتجهون إلى حجب الثقة عن الحكومة٬ مشيرة إلى أن هذه الأرقام ستبقى مرشحة للارتفاع في حال لم تستطع الكتل النيابية التوصل مع رئيس الوزراء إلى تفاهمات ووعود لاحقة٬ يتوجب عليه الالتزام بها في أقرب وقت ممكن. وأضافت أنه "وفقا لكل المعطيات٬ فإن الحكومة ستنجو من اختبار الثقة بما يمكن وصفه بالثقة على الحافة٬ حيث لن يتجاوز عدد مانحيها الثقة 85 صوتا في أحسن الأحوال". أما في ما يتعلق بإرسال جنود أمريكيين إلى الأردن٬ كتبت صحيفة (السبيل)٬ أن الكلام صار كثيرا عن تواجد قوات أمريكية في شمال المملكة٬ وعن احتمال تضاعف أعدادها في الأيام القادمة ليصل إلى عشرين ألف جندي مارينز٬ معتبرة أن هناك "جملة من المعطيات والوقائع التي يمكن أن نبني عليها تحليلا قاطعا بأن ثمة أمرا يجري في الخفاء٬ وأن تدخلنا في القضية السورية بات أقرب من أي وقت مضى". وفي الجزائر٬ أولت الصحف اهتمامها للذكرى ال33 لأحداث الربيع الأمازيغي التي تم إحياؤها أمس بمنطقة القبايل. وأشارت الصحف إلى أن مدينة تيزي وزو كغيرها من مدن القبايل٬ جددت عهدها مع جو المسيرات الاحتجاجية بهذه المناسبة حيث سار مواطنون ومناضلون في مسيرتين منفصلتين٬ إحداهما نظمتها (الحركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبايل)٬ والثانية نظمها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وذكرت صحيفة (الخبر) أن المسيرة السلمية التي نظمها في وسط البويرة العشرات من أنصار حركة فرحات مهني الانفصالية تحولت إلى رشق بالحجارة ومشاداة مع أفراد الشرطة الذين أوقفوا عددا من المتظاهرين٬ مشيرة إلى أن قوات الأمن اعتقلت العشرات من الطلبة بالجامعة المركزية بالعاصمة الجزائر٬ كانوا يعتزمون تنظيم مسيرة من مقر الجامعة في اتجاه قصر الحكومة٬ إحياء لذكرى الربيع الأمازيغي. وأفادت صحيفة (المحور) بأنه خلافا لما كان معهودا في المسيرات التي تنظم بمدينة تيزي وزو في مثل هذه المناسبات٬ لم يفلح منظمو مسيرة حركة (الماك) في استقطاب الشارع القبايلي "إذ كان عدد المشاركين في هذه المسيرة محتشما جدا حيث لم يتعد 700 شخص٬ حسب المنظمين". ومن جهة أخرى٬ تداولت الصحف تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في جانبه المتعلق بالجزائر. وشكل موضوع المصالحة الوطنية أبرز اهتمامات الصحف الليبية التي أفردت حيزا واسعا لأشغال "مؤتمر المصالحة بالجنوب" الذي انعقد امس بالعاصمة طرابلس تحت شعار "نتصالح في الجنوب من أجل ليبيا". وأفادت صحيفة (ليبيا الاخبارية) بأن المؤتمر شهد توقيع اتفاق مصالحة بين قبيليتي (التبو) و(ولاد سليمان) بالجنوب الليبي بحضور رئيسي المؤتمر الوطني العام والحكومة الليبية ورئيس الاركان العامة بالجيش الليبي٬ معتبرة أن الاتفاق يعد "خطوة ضرروية في سبيل وضع الأسس الصحيحة لبناء ليبيا الجديدة ومؤسساتها بخطوات واثقة وروية واضحة". وأكدت الصحيفة أن المصالحة "هي الدعامة الاساسية لبناء الدولة" مبرزة انها لن تتحقق"الا من خلال االعودة الى اخلاق الاصيلة التي سيتم بها ابناء هذا الوطن من عفو وتسامح واعتراف بالاخطاء والاعتذار عنها". وتحت عنوان "أهالي الجنوب يتفقون على ترك الماضي وتحقيق المصالحة"٬ كتبت صحيفة (فبراير) أن الاتفاق "من المبادرات التي تحتاجها البلاد خصوصا بعد ظهور بعض المشاكل والصراعات القبلية بين الحين والآخر" . واستقت الصحيفة تصريحات لعدد من المسؤولين الليبيين على هامش توقيع الاتفاق٬ ثمنوا فيها هذه الخطوة "التي يعد ثمرة لجهود لجان المصالحة وشيوخ واعيان المناطق بالجنوب الليبي" مؤكدين أنها يوفر اطارا لتجاوز خلافات الماضي وتحقيق الاستقرار . من جهتها ٬ توقفت صحيفة (ليبيا الجديدة) عند تأكيد كل من رئيس المؤتمر الوطني العام ورئيس الوزراء الليبي خلال مؤتمر المصالحة على حاجة ليبيا الماسة إلى المصالحة الوطنية واصفين الاتفاق المبرم بين قبائل الجنوب بأنه "فاتحة خير وبداية الطريق الصحيح لبناء ليبيا". على صعيد آخر٬ واصلت صحيفة (فبراير) مواكبتها لقضية الصحفي الليبي عمار الخطابي المعتقل بتهمة الإساءة إلى سلك القضاء مطالبة بالإفراج عنه نظرا لتردي وضعه الصحي. وغطت الصحيفة الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من الصحفيين الليبيين بالعاصمة طرابلس تعبيرا عن تضامنهم مع الخطابي. على المستوى الأمني٬ تناقلت الصحف تصريحات لوزير الداخلية عاشور شوايل قال فيها إن عملية إدماج الثوار في جهاز الشرطة شارفت على الانتهاء٬ مشيرا إلى "التجاوب الكبير الذي أبداه الثوار للانخراط في هذا الجهاز بكل المدن الليبية". ونقلت الصحف عن شوايل قوله إن الداخلية الليبية تعتزم إيفاد أعداد كبيرة من الثوار المؤهلين علميا لمتابعة دراستهم بالخارج . من جانبها٬ اهتمت الصحف الإماراتية في مقالاتها الافتتاحية بالأزمات الداخلية والخارجية التي تعصف بلبنان وبالصراع العربي-الإسرائيلي. وكتبت يومية (الخليج) أن "لبنان لا يمكنه أن يتقدم خطوة إلى الأمام وهو يتخبط وسط أزمات متعددة الوجوه و متشابكة في ما بينها وعواملها داخلية وخارجية في آن في ظرف خطر تمر به المنطقة"٬ مشيرة إلى أن كل "طرف بات يتخندق في محاور سياسية وأمنية والكل يرى فتائل التفجير في غير مكان تنتظر من يشعلها٬ وإسرائيل تهدد وتتوعد بل وتجري تدريبات ميدانية على محارق جديدة ترتكبها ضد لبنان واللبنانيين وهي تعلن ذلك ولا تخفي أغراضها الشريرة التي لا تحدها حدود". وأضافت "هذه ليست فصول الأزمة كلها بل هناك رياح الأزمة السورية الساخنة والدموية التي تلفح اللبنانيين على غير صعيد..فيما اللبنانيون بأطيافهم السياسية كافة لم يتعلموا كما يبدو شيئا من الحرب الأهلية التي عصفت بهم خمس عشرة سنة وكان الأحرى بهم أن يأخذوا منها الكثير من الدروس كي يرسوا أسس تفاهم يحفظ لهم سلمهم الأهلي بدل العودة إلى الاكتواء بنيران الحرائق والفتن التي ينخرطون فيها أو يستدرجونها إلى بلدهم". من جهتها٬ أكدت صحيفة (البيان) أن الخطة التي تقدمت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى حكومة بنيامين نتانياهو حول تقديم بعض "المغريات" للسلطة الفلسطينية "تفصح عن مناورة إسرائيلية جديدة في محاولة لامتصاص الغضب الفلسطيني المتصاعد ومنع اندلاع انتفاضة ثالثة باتت مؤشراتها واضحة للعيان". وأضافت أن المغريات الإسرائيلية "تندرج في سياق تلبية بعض المطالب الآنية التي لا تمس جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من قبيل إطلاق سراح ما بين 30 أو 40 من الأسرى الفلسطينيين القدامى الذين اعتقلتهم إسرائيل قبل اتفاق أوسلو وتجميد مؤقت وغير معلن للاستيطان والسماح بإدخال ذخيرة للأجهزة الأمنية الفلسطينية٬ إضافة إلى بعض الإغراءات الاقتصادية ووعود بزيادة محدودة لصلاحيات السلطة في بعض المجالات". وأشارت إلى أنه "لا يمكن اعتبار هذه (المغريات) "خطوات حسن نية من الجانب الإسرائيلي ٬ وبالتالي لا ينبغي أن تنطلي مثل هذه الألاعيب على أحد أو أن تعتبر تنازلات تقتضي تنازلات مقابلة من الجانب الفلسطيني خصوصا أن الولاياتالمتحدة تضغط على الفلسطينيين للقبول بالرجوع إلى طاولة المفاوضات دون أفق واضح يمكن أن يبشر بحل مقبول". وخصصت الصحف العربية الصادرة من لندن أبرز مقالاتها لتتبع مستجدات الأزمة السورية وكذا الحراك السياسي في مصر٬ إلى جانب قضايا عربية ودولية متنوعة. وبخصوص جديد الأزمة في سوريا٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ عن احتضان مدينة اسطنبول التركية مساء أمس أعمال مؤتمر "مجموعة أصدقاء سوريا" بحضور وزراء خارجية 11 دولة عربية وإقليمية وغربية٬ وسط أجواء تدل على أن التوجه العام يسير نحو تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى إعلان الولاياتالمتحدة زيادة مساعداتها "الدفاعية" إلى المعارضة السورية لتصل إلى نحو 130 مليون دولار أمريكي٬ تتضمن سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة٬ مضيفة أن بريطانيا وفرنسا جددتا التزامهما السعي لرفع الحظر المفروض الأوروبي على توريد السلاح للمعارضة السورية. ونقلت صحيفة (الحياة) من جانبها عن اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر٬ قوله للصحافيين٬ على هامش الاجتماع٬ تأكيده على استحالة إجراء مفاوضات مع الرئيس بشار الأسد٬ وأن " الحل لن يتم سوى بقوة السلاح"٬ مضيفا أنه يمكن إجراء مفاوضات مع النظام بعد انهياره بحثا عن مخرج. وبخصوص التطورات الميدانية٬ سجلت الصحيفة٬ وقوع اشتباكات ضارية بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية في ريف القصير في حمص وسط سوريا٬ فيما اتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب مجزرة وإعدامات ميدانية في بلدة تضم نازحي الجولان وتقع بين دمشق والهضبة المحتلة. وفي تطورات الحراك السياسي في مصر٬ كتبت صحيفة (الحياة)٬ عن قرب إجراء تعديل وزاري في مصر٬ مضيفة أن التغييرات الجديدة ستشمل دخول عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكومة وتولي بعضهما منصب محافظي الأقاليم. وتوقعت الصحيفة أن تتسبب حركة التعيينات الجديدة في إشعال غضب المعارضة التي ترهب مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة بإشراف حكومة محايدة عليها٬ مضيفة أن التعديل الحكومي سيعرف الإطاحة بوزير العدل أحمد مكي الذي عارض مشروعا يتعلق بتخفيض سن تقاعد القضاة. وفي موضوع آخر٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ أن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني٬ يعتزم الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 يونيو المقبل٬ مضيفة أنه بالموازاة مع ذلك٬ يستعد الجيش الإيراني لإجراء مناورات برية ضخمة جنوب شرقي ووسط البلاد.