اتهم مسافرون يتحدرون من جمهورية الرأس الأخضر، شركة الخطوط الملكية المغربية بالتسبب في جعلهم عالقين في مطار محمد الخامس لمدة أربعة أيام في ظروف صعبة. وبحسب المعطيات التي نقلتها وسائل إعلام محلية، فإن تسعة مواطنين من جمهورية الرأس الأخضر حجزوا تذاكرهم على متن "لارام" للسفر إلى مدينة باريس عبر الدارالبيضاء يوم السبت الماضي، غير أنهم لما وصلوا إلى مطار محمد الخامس، تم إخبارهم بأنّ فرنسا أغلقت حدودها الجوية في وجه غير المقيمين في المغرب. وظلّ المسافرون التسعة الذين يزاولون التجارة، عالقين في مطار محمد الخامس منذ يوم السبت إلى غاية يوم الثلاثاء في ظروف صعبة، بحسب تصريحاتهم، حيث نقلت عنهم وسائل إعلام الرأس الأخضر أنهم كانوا ينامون على الأرض الباردة ولم يتم التكفل بإيوائهم أو إطعامهم. وقالت إحدى المسافرات إنها ورفاقها تعرضوا "للخداع"، مشيرة إلى أنه تم التخلي عنهم ولم ترجع لهم المبالغ المالية التي دفعوها لاقتناء التذاكر، واضطروا لشراء تذاكر جديدة للسفر إلى بلدهم عبر مطار العاصمة السنغالية داكار. ويتساءل المسافرون المعنيون عن سبب عدم إخبارهم من طرف مسؤولي شركة الخطوط الملكية المغربية بأنها لن تستطيع تأمين نقلهم إلى العاصمة الفرنسية حين اقتنوا التذاكر، بدل نقلهم إلى مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء وتركهم هناك، حتى إنهم لم يجدوا جهة يتواصلون معها، سواء من الطرف المغربي أو من طرف بلدهم، لكون جمهورية الرأس الأخضر لا تتوفر على سفارة في المغرب. في المقابل، نفى مصدر من شركة الخطوط الملكية المغربية صحة المعلومات التي أدلى بها المسافرون التسعة، وقال إنهم لم يمكثوا في المغرب سوى ثمانية وأربعين ساعة، وإن الشركة تكفلت بهم إلى أن غادروا مطار محمد الخامس. وأضاف أن سبب بقائهم في المغرب لمدة يومين راجع إلى كون الرحلات الجوية التي تربط المغرب بجمهورية الرأس الأخضر لا تتم إلا عبر رحلة واحدة في الأسبوع، وأن الشركة اقترحت عليهم نقلهم إلى العاصمة السنغالية دكار، ومنها إلى بلدهم. وجوابا على سؤال حول اقتنائهم تذاكر العودة من داكار إلى برايا، أوضح المصدر ذاته أن ذلك راجع إلى كون شركة الخطوط الملكية المغربية لا تؤمّن هذا الخط، وأنهم حجزوا تذاكرهم على متن شركة طيران أخرى. وبخصوص عدم إخبارهم بعدم إمكانية دخولهم إلى التراب الفرنسي قبل مغادرة بلادهم نحو مطار الدارالبيضاء، قال المصدر ذاته: "حين وصلوا إلى مطار محمد الخامس، تبين لنا أن وثائق سفرهم لا تتوفر فيها المعايير الجديدة التي وضعتها السلطات الفرنسية بعدما غيّرت شروط الدخول إلى أراضيها بسبب جائحة كورونا".