أجواء ود مشتركة تحاول الجزائر إرساءها مع الجار الشرقي تونس، على امتداد الأيام الماضية، فقد بادرت إلى قبول طلب "الخضراء" اقتسام اللقاحات فور التوصل بها، وذلك وفق ما صرح به وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد. بدوره صرح وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، بأن الجزائر التزمت رسميًا بتقاسم حصتها من اللقاح المضاد لفيروس كورونا فور الحصول عليه مع تونس، وهو ما ينذر بتقارب أكثر بين البلدين، قد يؤثر على علاقات الرباطوتونس. وباتت معروفة حدود التقاطبات الدبلوماسية بين الثنائي "المغرب/الجزائر. جنوب إفريقيا"، إذ يشكل الاقتراب من أي محور تضييعا لفرص التلاقي مع الآخر، خصوصا بعد مستجدات الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية الصحراوية. وتبدي الجزائر محاولات متكررة لكسب ود العديد من البلدان الإفريقية خلال الآونة الأخيرة، والبداية من دغدغة العواطف، ثم محاولة الاستعانة بمساعدة البلدان المتضررة من فيروس كورونا، من خلال بعث أدوية وغيرها. رشيد لبكر، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق شعيب الدكالي بالجديدة، أورد أن العلاقات المغربية التونسية لن تنزعج بتحركات الجزائر، خصوصا أنها قديمة وعرفت بسلك منطق المبدئية أكثر من المصلحة بين الطرفين. وأضاف لبكر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغرب يمد يده لجميع الحلفاء، ومن المبكر جدا الحديث عن اللقاحات وتقاسمها، فالجزائر هي الأخرى لم تتوصل بأي شيء إلى حدود اللحظة، معتبرا أن المملكة لا تلعب أوراقا مكشوفة. ولم يستبعد الأستاذ الجامعي أن تكون العملية مرتبطة بدعاية جزائرية، بغرض وضع الرجل مجددا في الرقعة، بعد صدمة الاعتراف الأمريكي، الذي تضرر منه الجيران بشكل كبير، خصوصا على المستوى الداخلي، مع عدم القدرة على تفسير ما جرى. وأكمل لبكر تصريحه قائلا: "الجزائر تلعب الأشواط الإضافية وتحاول حفظ ماء الوجه في نزاع مفتعل أنهك صورتها وسط الشعب الجزائري، الذي صرفت أمواله في معركة خاسرة"، وزاد: "لا يجب استباق الأحداث.. ننتظر خطوات المغرب بشأن اللقاح".