شدد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، على أن صفاء العلاقات مع الجزائر "لا يمكن أن تكدره مواقف غير رسمية لا تلزم تونس في شيء ولا تُلزم إلّا أصحابها". جاء ذلك في بيان صادر الثلاثاء عن وزارة الخارجية التونسية، عقب لقاء جمع الجرندي بسفير الجزائر عزوز باعلال. وشدد الوزير التونسي على أن تمسّك بلاده بمتانة هذه العلاقات النابعة من قيم الإخاء والنضال المشترك في ملاحم تاريخية، خطّها أبناء تونسوالجزائر وستبقى مفخرة ونبراسا للأجيال القادمة. يأتي ذلك بعد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس، لراديو "إي إف إم" المحلي الخاص. وقال ونيس إن "النظام الجزائري لعب بالنار وتورط في تقسيم المغرب العربي وما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء (..) تتحمل السلطات الجزائرية مسؤوليته". وتابع ونيس أن "تونس والمغرب ساهمتا في استعادة الجزائر لاستقلالها، لكنها انقلبت عليهما معا، حيث افتكّت مئات الكيلومترات من الصحراء التونسية، وهو ما رضخ له الحبيب بورقيبة، ولكن لم يرضخ الحسن الثاني لذلك، وهو حقه المشروع". وأردف "ما وقع في العالم بصفة عامة، والمنطقة بصفة خاصة، دفع المغرب إلى الإسراع في قرار تعجيل التطبيع مع إسرائيل، لأنه في حالة حرب منذ 45 سنة، جرّب من خلالها السلاح والمفاوضات". وأضاف "إذا ضمن المغرب مع زوال إدارة ترامب مغربية الصحراء من طرف الدولة الأمريكية، فإن زوال الرئيس لم يعد مهماً، لأنه سيتم الاعتراف بأن الأرض مغربية، وستعود سيادة الدولة التي كانت قبل الاستعمار". وأثارت هذه التصريحات جدلا وانتقادات واسعة من جانب الرأي العام الجزائري.