فرحت عندما علمت بموضوع حلقة برنامج "مباشرة معكم" و ذلك بقراءتي للخبر في الصفحة الأولى من الجريدة الأخرى مفاده أن وزارة الداخلية سمحت لنور الدين أوبلا باشا مدينة سيدي إفني ، بحضور بلاطو البرنامج و الذي تتمحور حلقته حول حقيقة ما وقع في سيدي إيفني يوم السابع من الشهر الماضي ، و في المقابل و نظرا لتحري " الداخلية " الحقيقة فضلت عدم حضور عامل تزنيت بوشعاب سوالم للبرنامج. "" و حسب الجريدة فإن مسؤولا بوزارة الداخلية هو من تكلف بانتقاء الشخص المؤهل للحديث عما جرى قبل أيام في سيدي إفني ، و حدد باشا المدينة كشخص مؤهل للحديث . ياله من مسؤول ذكي ! ينتقي من يجيد الحديث و تبيان حقيقة ما جرى في سيدي إيفني " أسيدي لعجب !" هذا الباشا ربما له قدرات خارقة في مجابهة حقيقة الطالبة مريم أتموحين التي تدرس بمدرسة للخياطة ، حيث أخرجها رجال العنكري و الشرقي أضريس من بيتها واقتادوها إلى سيارتهم فلم يشفع لها بكاء و لا صراخ ، فأوقفوها و طلبوا منها إزالة ثيابها فرفضت، فقدم أحدهم بحماسة على فعله المقيت بخلع سروالها و قميصها و بدأ يعبث بثديها و مناطق حساسة من جسدها أمام أعين أبناء الحي المعتقلين داخل السيارة ، فبأي حديث سيجابه الباشا الحقيقة ؟! قلت ننتظر البرنامج و نرى فصاحة الباشا الباشوش ، و تفسيره لما حدث يوم السبت المشؤوم السابع من يونيو ، و قد نقبل تبريره لفعل رجل الأمن الذي سرق طاجين السمك من بيت أحد المواطنين، لأن المسكين كان جائعا ، لكن كيف سيبرر فعل " بزرويطة " تجاه مريم ، هل سيقول لنا إنه كان جائعا كذلك ؟ قد يقبل المغربي أن يسرق طجين من ثلاجته لكن لا يقبل أن يسرق شرف و عرض أخته المغربية ، وبماذا سيجيب الباشا المغاربة الذين علموا أن رجال العنيكري أدخلوا عصا في دبر الشاب محمد إيشو ؟ و "سنطيحة" عند هذا الباشا، ربما له بعض المعطيات القوية التي ستفحم ضيوف البرنامج و المشاهدين . الحقيقة بقدر ما فرحت بالموضوع بقدر ما اجتاحتني مثل هذه الاسئلة المؤلمة ، التي أراد أصحاب الداخلية أن يجيبوا عنها في برنامج مباشرة معكم ، لكن قلت : سيحضر في البلاطو آخرون قد يجابهون " الرواية الرسمية" و منهم أحمد الزاهدي الكاتب العام لفرع حزب الاشتراكي الموحد وأحد أعضاء المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي قدمت تقريرا افصحت عن مضامينه يوم الثاني من يوليوز في ندوة صحفية بالرباط ، و نظرا لخطورة الموضوع احتجت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي إفني بإقصائها من حضور البرنامج. في خضم الاستعداد للبرنامج انبرى رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية على ساحة الحدث ليراسل فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة ، ويعبر عن احتجاجه على تخصيص حلقة تلفزية لأحداث سيدي إقني في الوقت الذي مازلت فيه اللجنة لم تكمل بعدها العمل، و الغريب في الأمر أن وزارة الداخلية رخصت لنورالدين أوتبلا لحضور البرنامج دون مبالاتها بما يقوله مضيان في تصريح " للمساء" أن البرنامج يخرق القانون المنظم لعمل اللجنة البرلمالنية التي لم تنتهي من عملها ، وبهذا يظهر أن شكيب بنموسى و العرايشي غير مبالين بالقانون المنظم لعمل لجنة تقصي الحقائق، و هذا يشكك في جداوئية تقرير هذه اللجنة التي استيقظت متأخرة ، الحدث وقع يوم السابع من يونيو؛ لجنة تقصي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان زارت سيدي إيفني يوم 13/14/15 يونيو وقدمت تقريرا يوم الثاني من يوليوز ، و المركز المغربي لحقوق الإنسان قدم تقريره يوم 27 من يونيو و اعتبر ما حدث جريمة ضد الإنسانية ، إلا أن لجنة التقصي البرلمانية بدأت عملها يوم الجمعة 27 من يونيو و ستقدم تقريرها يوم 22 يوليوز ، بما يعني أنها لن تأتي بالجديد بعد أن انكشفت الحقيقة و علم القريب و البعيد بحقيقة ما جرى ، فلن ينتظر العرايشي أكثر من هذا مع أنه رسب في مواجهة أخبار يوتوب الصاعقة وتغطيات الجزيرة الصادمة . الساعة تشير التاسعة و النصف ليلا ، أخذت مكاني و وضعت قلما و رقة بيضاء على الطاولة انتظر انطلاق برنامج " مباشرة معكم " راجيا الإجابة عن أسئلتي ، ثم لكي اكتشف بعض المعطيات الجديدة في ما جرى ، بعد خمسة دقائق بثت القناة الثانية فلما مغربيا ، فركت عيني جيدا، وقلت هل سيقدم جامع كلحسن برنامج " مباشرة معكم" بطريقة فنية سينمائية قصد عدم إيلام ضحايا سيدي إفني و التواصل معهم بطريقة جمالية مبدعة ، أرى أمامي لطيفة أحرار ممدة على سرير تتألم ، أين هو نور الدين أوبلا أين هو أحمد الزاهدي أين هو الجمهو ر؟ صمدت في مكاني جالسا وقلت ربما على الساعة العاشرة و النصف بالتوقيت القديم سيبث البرنامج ، فجلست أنتظر، و بالموازاة اتجهت إلى شبكة الإنترنيت و إلى موقع القناة لأتأكد من وقت بث البرنامج ، فتيقنت أن البرنامج ينبغي أن يبث الليلة ، أعود إلى التلفاز فلا أرى أمامي سوى الممثلين و الممثلات ، فأعود مرة أخرى طالبا منهم عبر الإيمسين أن ينظرو في القناة الأرضية ، ربما يكون البرنامج انطلق. الساعة تشير الحادية عشر ليلا؛ ساعة و نصف من الانتظار في قاعة من بيتنا ، كم هو سهل أن تنتظر قطارات الخليع المتأخرة ، لكن في المقابل كم هو صعب أن تنتظر لمعرفة معلومات فقط ، ربما تكون حقيقية أو كاذبة طيلة هذا الوقت، و في الأخير لا تلوي على شيء " فكمدتها في قلبي" وقمت من مكاني. [email protected] www.maktoobblog.com/father_father