في بلاغ رسمي صادر عن شركة «صورياد دوزيم»، بخصوص توقيف بث برنامج «مباشرة معكم» الذي كان مبرمجا بثه مباشرة على الهواء مساء أول أمس الأربعاء، توصلت «المساء» بنسخة منه، فسرت إدارة القناة هذا القرار بما أسمته «التحفظات الشديدة التي عبرت عنها اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول أحداث سيدي إفني لدى القناة الثانية وعدد من الوزارات»، وأضاف البلاغ الصحفي الذي تمت صياغته في ثلاث جمل، دون أي تفسيرات، أن القناة الثانية قد «أخذت علما بهذه التحفظات وقررت عدم برمجة هذه الحلقة»، دون تقديم أية توضيحات. في هذا الصدد، عبرت مصادر متطابقة من داخل الهيئة العليا للسمعي البصري عن «استيائها من القرار الذي اتخذته إدارة القناة الثانية»، ووصفت مصادر أخرى هذا الأمر ب«التخلف الإعلامي»، وفسرت ذلك بأنه «في البلدان الديمقراطية والتي تحترم نفسها فالتلفزيون يشتغل بمنطق إعلامي، وليس بمنطق سياسي»، وتساءلت نفس المصادر: «كيف يمكن للجنة برلمانية أن تتحكم في تلفزيون عمومي؟» ووصفت مصادر من داخل «الهاكا» هذا الأمر ب«الخطير لأن معناه أن التلفزيون سيكون دائما مجبرا على انتظار الأحكام القضائية من أجل بث برامجه». في المقابل قالت مصادر أخرى إن «هناك إمكانية كبيرة لأن تتابع الهيئة دوزيم»، وعللت هذه الجهة قولها بأن ما قامت به «دوزيم» يخالف مقتضيات دفتر تحملاتها المصادق عليه في غشت 2005، وحسب بنوده فإن دوزيم «تلتزم بعدم تغيير برمجة البرامج خلال أجل أدناه 10 أيام بالنسبة إلى يوم البث، باستثناء المتطلبات المرتبطة بالتظاهرات الرياضية أو بظروف طارئة»، وقد حدد دفتر تحملات القناة الثانية هذه الظروف الطارئة في «قاهر ذو طبيعة تقنية، حدث جديد مرتبط بالمستجدات، مشكل ناجم عن الحقوق المحمية من طرف الملكية الفكرية، حكم قضائي، قرار عاجل صادر من الهاكا يقضي بتوقيف جزء من البرنامج، ومصلحة بينة للجمهور تم تقريرها بعد التشاور مع الأطراف المعنية»، وقالت نفس المصادر أن «كل الظروف الطارئة لا تبرر قرار توقيف البث»، وأضافت أن «الباب الوحيد الذي يمكن أن يدخلوا منه هو البند الأخير المتعلق بالمصلحة البينة للجمهور..ونحن نظن أن المصلحة البينة للجمهور هي معرفة ما حدث في سيدي إفني». وكانت اللجنة النيابية لتقصي الحقائق في أحداث سيدي إفني قد وجهت، في وقت سابق، رسالة احتجاجية إلى وزير الداخلية شكيب بنموسى، ووزير الاتصال خالد الناصري، والرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية فيصل العرايشي، فيما اعتبرته «تشويشا من القناة الثانية على أشغال اللجنة»، وقد عبر أعضاء من داخل اللجنة ظهر أمس عن ارتياحهم لما أسموه ب«القرار السليم الذي اتخذته دوزيم»، كما علق آخر: «كان من اللازم اتخاذ هذا القرار لأن الموضوع جد حساس». يشار إلى أن القناة الثانية كانت ستبث ربورتاجا لمدة 12 دقيقة تم تصويره منذ يومين بمدينة سيدي إفني، وقد اقتصرت لائحة المدعوين النهائية التي كانت تستعد لولوج الأستوديو على الأسماء التالية: أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، أحمد الزاهد، ناشط حقوقي بسيدي إفني، باشا سيدي إفني الذي رخصت له وزارة الداخلية بالحضور إلى بلاتو «مباشرة معكم»، عبد الرحيم العطري، الباحث في العلوم الاجتماعية، ومختار لغزيوي، الصحفي بيومية الأحداث المغربية.