دعا الخطاب الملكي المُوجَّه إلى القمة العربية الرابعة والعشرين مساء اليوم الثلاثاء، والذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، كافة الدول العربية إلى "تضافُر الجهود للتَّوصل إلى الوقف الفوري للأعمال الهمجية" التي يرتكبها النظام السوري، بُغية "وقف دوامة العنف ووقف استمرار حصد المزيد من أرواح المدنيين". في ذات الصدد، أكدَّ خطاب الملك محمد السادس، عزم المغرب "استمرار التنسيق والتشاور مع بقية أعضاء مجلس الأمن وجميع القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة، من أجل الدفع بالتئام التيارات السياسية السورية، حفاظا على المجهودات المبذولة والتدابير الميدانية المتخذة خدمة للشعب السوري في نضاله من أجل الحرية". من جهة أخرى، استحضر الخطاب الملكي القضية الفلسطينية، معتبرا إياها "قضية مصيرية وجوهرية لا تزال سائرة في الطريق المسدود"، محمِّلاً الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة مسؤولية خرقها السافر للشرعية الدولية، وتجاهلها لكل التزاماتها الموثقة، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وللقانون الجنائي الدولي. كما دعا العثماني –وهو يتلو الخطاب الملكي دائما- إلى رصِّ الصف الفلسطيني عبر تحقيق المصالحة الفلسطينية، مُعبِّرا عن ترحيب المغرب "بكل الاتصالات القائمة، ودعم كل الجهود المبذولة لإنجاح الحوار القائم بين أبناء فلسطين"، ومؤكدا حرص الملك محمد السادس بوصفه "رئيسا للجنة القدس، على بذل كل الجهود... لوضع حد لسياسات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدسالشرقية وطمس هويتها". إلى ذلك، أشار العثماني في تصريح للصحافة القطرية٬ عقب وُصوله إلى الدوحة٬ إلى أن المغرب سيدعم جهود الجامعة العربية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مواقف المغرب الداعمة للقضية الفلسطينية كانت ولا تزال واضحة سواء بعد الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية الجديدة٬ أو في الدفاع عن القدس الشريف كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. جدير بالذكر، أن أشغال القمة العربية الرابعة والعشرون، انطلقت اليوم الثلاثاء 26 مارس في العاصمة القطرية الدوحة، على مستوى القادة لمناقشة الأحداث السياسية والأمنية التي تشهدها دول الربيع العربي، حيث مثل المغرب في هذه القمة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، نيابة عن الملك محمد السادس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الغابون ثالث محطة في جولته الإفريقية.