اختتمت بالعاصمة القطرية ، الدوحة، القمة العربية ال21 ، بإعلان تضامن الرؤساء والملوك العرب مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورفض مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية، وكذا بإعلان دعم جهود المصالحة العربية ، والالتزام بالتضامن والعمل العربي المشترك. وتم اختصار أشغال قمة الدوحة إلى يوم واحد فقط بعد أن كان مقررا أن تستمرإلى غاية يوم أمس الثلاثاء، وتم الإعلان عن أن القمة المقبلة ستعقد بالجماهيرية الليبية ، حيث طلب العراق تأجيل استضافته لها إلى عام 2011 من أجل "مزيد من الاستعدادات والتحضيرات اللوجيستية" ، حسب ما قال رئيس الوزراء نوري المالكي. وأعلن البيان الختامي للقمة ، تضامن الزعماء العرب مع البشير ورفضهم مذكرة اعتقاله، وكذا رفضهم النيل من السودان ووحدة أراضيه. وحول المصالحة العربية، أكد بيان القمة التزام القادة العرب بالتضامن ، وتسوية الخلافات العربية بالحوار البناء وتعزيز العلاقات ، داعيا إلى تحديث منظومة العمل العربي المشترك بما يتلاءم والتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الأمة العربية وأمنها القومي وسلام الشرق الأوسط. وأعلن البيان ، الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى وسمي ، إعلان الدوحة، التزام العرب بدعم صمود الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الإسرائيلي ، وإدانة العدوان الأخير على قطاع غزة، داعيا لتحميل تل أبيب المسؤولية القانونية والمادية على "ما ارتكبته من جرائم" بحق الفلسطينيين. وشدد إعلان الدوحة على حرص القادة العرب على تعزيز الوحدة الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الخلافات الفلسطينية، ودعم مؤسسات السلطة الوطنية واحترامها، كما طالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي وإزالة الجدار العازل وعدم المساس بالقدس الشريف. وقال عمرو موسى ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، إن قمة الدوحة ""نجحت في تنقية الأجواء العربية"" كما مكنت من طي مجموعة من الملفات الخلافية. وأوضح عمرو موسى, خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري, عقب اختتام أشغال القمة ، أن المصالحات العربية ، التي انطلقت منذ قمة الكويت، وتوجت اليوم في قمة الدوحة بالمصالحة بين المملكة العربية السعودية وليبيا ، ستتوالى لأنها ""نتيجة لقرار عربي موحد في إنهاء الخلافات والاتجاه نحو العمل العربي المشترك"". وبعد أن أعرب عن الأمل في طي صفحة الخلافات العربية العربية, دعا عمرو موسى الشعوب العربية وكذا الإعلام إلى المساعدة على المضي قدما في طريق تحقيق المصالحة الشاملة لما لها من إيجابيات على بناء العمل العربي المشترك. وبخصوص الصراع العربي الإسرائيلي, أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن إعلان الدوحة تضمن بنودا قوية من بينها ""التأكيد على تحديد إطار زمني للمبادرة العربية ، ورفض التوجهات الإسرائيلية التي تهدف إلى تحويل مسار السلام ، بالإضافة إلى التشديد على أن استمرار بناء المستوطنات يعتبر رفضا لمسار السلام وتقويضه"".