أعطى الملك محمد السادس توجيهاته لوزارة الخارجية للقيام بتقييم ميداني لحاجيات الفلسطينيين بقطاع غزة في هذه الظرفية الصعبة وذلك ليقوم المغرب بتقديم دعم مستعجل للقطاع، وذلك حسب ما أكده وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ل«التجديد» أمس الأحد. العثماني قال أيضا إن الوزارة ربطت الاتصال بأكثر من جهة بغزة ومنهم الأطباء المغاربة الموجودين هناك من أجل هذا الغرض. ضمن تطورات العدوان على غزة أعلن مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية، أمس الأحد، أن وفدا وزاريا عربيا سيقوم بزيارة قطاع غزة غدا الثلاثاء برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وذلك طبقا لما قرره وزراء الخارجية العرب مساء أول أمس في اجتماعهم الطارئ حول العدوان الإسرائيلي على غزةبالقاهرة. والقاضي بتشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية لزيارة القطاع لتأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف على احتياجاته الإنسانية ومتابعة الموقف وما يستجد من تطورات. وفيما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الصهيوني الأربعاء الماضي إلى أزيد من خمسين شهيدا، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان مسؤول فلسطيني رفيع المستوي أمس الأحد أنه من الممكن التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل في غزة أمس الأحد أو اليوم الاثنين، بجهود مصر وقطر وتركيا. وهو النبأ الذي أكده وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني. من جهة أخرى، كلف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عمليات السلام المعطلة من مختلف جوانبها بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي بطرح مبادرة السلام العربية كخيار إستراتيجي. كما طالب المجلس، في قرار صدر في ختام اجتماعه الطارئ السبت الماضي بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، لجنة المبادرة العربية بإعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية الدولية في ضوء عجزها عن إحراز أي إنجاز أو تقدم في اتجاه تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. المجلس دعا أيضا لجنة المبادرة لإعادة بلورة التعامل العربي مع المنهجية الدولية المتبعة وآلياتها في معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والدفع نحو تغيير هذه المنهجية وبلورة آليات جديدة للتحرك على أساس مرجعيات الشرعية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة على أن تقوم اللجنة بتقديم تقريرها وتوصياتها إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورة طارئة للنظر فيها تمهيدا لعرضها على القمة العربية. المجلس الذي أدان العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد المدنيين في قطاع غزة، وطالب بوقفه فورا مع عدم تكراره مع تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن كل الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان الغاشم. طالب كذلك وزراء الخارجية العرب الدول العربية بتوفير احتياجات قطاع غزة الإنسانية وبصفة عاجلة المساعدات الغذائية والأدوية والمعدات الطبية لعلاج الجرحى والمصابين وأعربوا عن الاستياء التام تجاه إخفاق مجلس الأمن في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف الاغتيالات للقيادات الفلسطينية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. ودعا الوزراء المجلس إلى تحمل مسؤوليته المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة لحفظ الأمن والسلم الدوليين واتخاذ التدابير الكفيلة لردع إسرائيل دولة الاحتلال ومحاسبتها عما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة. وأكدوا على العمل على تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والخاصة بإنهاء الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي على قطاع غزة وإعادة إعماره وبخاصة القمة العربية الاقتصادية التي عقدت بالكويت سنة 2009 والقمة العربية العادية التي عقدت في سرت سنة 2011 ونتائج اجتماع قمة شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة في مارس من سنة 2009 . وأكد مجلس الجامعة العربية على عروبة القدس ورفض كافة الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة وغير القانونية التي تستهدف تهويد المدينة وتغيير التركيبة السكانية والديمغرافية فيها وطالب بالوقف الفوري والكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. وناشد الوزراء العرب الفصائل الفلسطينية كافة بسرعة تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه بالقاهرة في ماي من السنة المنصرمة وكذلك ما جاء في اتفاق الدوحة العام الحالي ومقررات اجتماعات القاهرة التي ضمت كافة الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، مبرزين أن الأحداث أثبتت ضرورة إنجاز هذه المصالحة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الصف لمواجهة التحديات الراهنة. وطالب الوزراء كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بدعم التوجه الفلسطيني يوم 29 نونبر الحالي برفع مكانة دولة فلسطين القائمة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية إلى دولة غير عضو إلى أن يصدر مجلس الأمن توصية بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة. كما طالبوا "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، بالتوقف عن تهديداتها للقيادة الفلسطينية والتي تتزامن مع عدوانها على قطاع غزة في محاولة لإحباط المسعى الفلسطيني بالذهاب إلى الأممالمتحدة ودعوا الدول إلى الالتزام بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل. وكان سعد الدين العثماني قد دعا في كلمته ضمن اللقاء الطارئ لوزراء الخارجية العرب إلى اتخاذ قرارات « مؤثرة وفاعلة وتاريخية « في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتابع العثماني بالقول «إننا في لحظة تاريخية لاتخاذ قرارات قوية مؤثرة وفاعلة»، مضيفا أن «جميع أبناء أمتنا يعلقون آمالا كبيرة للخروج بقرارات قوية مؤثرة وفاعلة تخرج عن الطرق التقليدية» التي تم التعامل بها مع هذا الملف حتى الآن. وأكد العثماني أن المملكة المغربية تدعو المجتمع الدولي «الذي طالما سكت على هذا النوع من الجرائم» (العدوان الإسرائيلي) إلى أن ينضم أيضا إلى الذين يتحدثون بصوت واحد للضغط على إسرائيل لوقف جرائمها في قطاع غزة. وأضاف أن المغرب يشد على أيدي المناضلين والمجاهدين في قطاع غزة ويتمنى لهم التوفيق والنصر والثبات، موجها التحية إلى الشعب الفلسطيني الذي يستميت في الدفاع عن حقوقه ولأبناء غزة الصامدين والمتشبثين بحقوقهم بالرغم من الحصار والضغوط والقصف. ضمن التفاعلات مع العدوان على غزة عرفت الساحة المقابلة للبرلمان بالرباط وقفة احتجاجية دعت لها المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين شارك فيها المئات من المتظاهرين بالرباط توجت بالإعلان عن مسيرة وطنية بالرباط يوم الأحد 25 نونبر 2012. الوقفة عرفت أيضا ترديد العشرات من الشعارات من قبيل (أنا جمرة سأحرقهم كما حرقوكي ياغزة، والشعب يريد تحرير فلسطين، كلنا فدافدا لغزة الصامدة، والدواء والسلاح ولرموز الكفاح، وغزةغزة رمز العزة، ومن الماغرب لفلسطين شعب واحد ماشي اثنين... وغيرها من الشعارات). الوقفة التي خصت للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني ومناصرة المقاومة بقطاع غزة عرفت كلمة لخالد السفياني المنسق الوطني لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين تحدث فيها عن التضامن المغربي المطلق واللامشروط مع نضالات الشعب الفلسطيني والمقاومين بقطاع غزة ضد الغطرسة الصهيونية ومن أجل تحرير كافة الأراضي الفسينية، كما تحدث السفياني أيضا عن معانات الأطفال بمستشفيات غزة حسب ما يقدمه الأطباء المغاربة هناك واللذين أكدوا حدوث عدة وفايات للأطفال بسبب غياب الادوية. في ذات الردود والتفاعلات عبرت حركة التوحيد والإصلاح في بيان لها عن إدانتها الشديدة للهجمات الصهيونية على قطاع غزة وكافة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني. معربتا عن التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدو الغاصب. كما ثمنت الحركة قرار الدولة المغربية بإدانة الجريمة النكراء، مع الدعوة إلى وقف كافة أشكالالتطبيع والاختراق الصهيوني. وكذا لقرار مصر بسحب سفيرها من «تل أبيب»، ومطالبتنا كافة الأنظمة العربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا في فلسطين ووضع حد للعدوان الصهيوني. في ذات الإطار وجهت منظمة التعاون الإسلامي نداء عاجلا للدول الإسلامية لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وخاصة المساعدات الطبية العاجلة إلى قطاع غزة لمواجهة أزمة صحية غير مسبوقة تعصف بالقطاع بفعل العدوان الإسرائيلي. كما وجهت منظمة الصحة العالمية، أول أمس السبت، نداء لجمع 10 ملايين دولار لتلبية الاحتياجات من الأدوية والإمدادات خلال الشهور الثلاثة القادمة لمعالجة الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . وأكدت منظمة الصحة أن مستشفيات غزة تعج بالمصابين نتيجة للقصف الإسرائيلي وتواجه نقصا شديدا في العقاقير والإمدادات الطبية.