يفتخر أحد أطباء التجميل في برنامج إذاعي على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة بكون المغاربة أصبحوا يقبلون على إجراء عمليات التجميل بشكل متزايد . "" ويضيف بأنه انبهر كثيرا بهذا الإقبال الذي تشهده عمليات التجميل في المغرب ، بعدما كان يعتقد قبل أن يفتتح عيادته الخاصة في الدارالبيضاء بأن المغاربة لا يهتمون بعالم الزينة والجمال . وتفاجأ في النهاية كما يقول بكون المرأة المغربية التي كانت في الماضي تغلق على نفسها في المنزل وترتدي الجلابة مع الفولار قد تطور فكرها اليوم ، لدرجة أنها تنافس الأوروبيات والأمريكيات في الاهتمام بمظهرها وجمالها ، وأصبحت تعرف البوتكس والكولاجين وغيرها من المواد التي يحشو بها جراحو التجميل الوجوه والصدور والأرداف لمحاربة التجاعيد والترهلات المزعجة . الذي أبهر الطبيب أكثر هو أن الرجال المغاربة بدورهم صار اهتمامهم بهذا الميدان في تزايد مستمر ، ولم يعد عيبا لدى الكثيرين منهم أن يذهبوا إلى العيادة من أجل زرع الشعر الذي ضاع بسبب الصلع ، أو شفط الدهون المتراكمة على الجسد وتصغير حجم الأنف ، ولم لا إجراء عملية لشد الوجه . ها هوما الأعداء ديال الرجولة المغربية المقدسة بداو كايبانو ! الاهتمام بعمليات التجميل إذن ، يعتبر تطورا فكريا من وجهة نظر الطبيب ، لكن بمجرد أن بدأت اتصالات المستمعين الهاتفية تتقاطر على البرنامج حتى تأكد له بالملموس أن ذلك "التطور الفكري" الذي تحدث عنه في بداية البرنامج لا يوجد إلا في مخيلته . فكل المستمعين الذين تجاوز عددهم عشرة وأغلبهم من الذكور كان موقفهم من عمليات التجميل سلبيا ، تحت مبرر أن ذلك يعتبر تغييرا لخلق الله تعالى . باستثناء سيدة واحدة كانت موافقة . الذين اتصلوا بالبرنامج لم يكونوا ضد اهتمام الرجل بجماله ومظهره الخارجي ، ولكنهم رفضوا فقط إجراء عمليات التجميل إذا لم تكن ضرورية . أي إذا لم يكن هناك أي تشوه خلقي ظاهر . أحدهم قال بأنه يهتم بجمال وجهه ومظهره عبر ممارسة الرياضة وتناول أطعمة صحية . ما هي هذه الأطعمة الصحية ؟ تسأله المذيعة . عصير الجزر مع الحليب على الريق . يرد المستمع ، ويضيف بثقة في النفس أن هذا العصير يعطي لوجهه نضارة لا تخفى على العين . وجهه الذي لا يغسله بالصابون الاصطناعي لأنه يحتوي على مواد كيماوية ، ويكتفي بغسله بالصابون البلدي ! هكذا يكون الاهتمام بجمال الوجه وإلا فلا ! فيما ذهبت مستمعة قالت بأنها تبلغ خمسين سنة من العمر إلى أنها لن تقبل أن يجري زوجها أي عملية تجميل ، لأنه سيبدو أصغر منها بكثير ، وهذا ما ترفضه جملة وتفصيلا ! وعلى النقيض من هذه السيدة اتصلت سيدة أخرى بالبرنامج تطلب من الدكتور أن يقدم لها نصيحة حتى تتمكن من إقناع زوجها بالاهتمام بمظهره ، وقالت بأنه يرفض أن يضع أي كريم على وجهه ، وهذا يزعجها ، لأنها تخشى أنم تغزو التجاعيد وجهه وهو ما يزال في مقتبل العمر . هادا واقيلا ما بغاش يدير لاكريم حفاظا على رجولته المقدسة! ومن خلال اتصالات المستمعين تبين أن الذين يرفضون إجراء عمليات التجميل يكون تبريرهم هو أن الإنسان يجب أن يظل في الصورة التي خلقه الله عليها . وبما أن موضوع البرنامج في الأصل هو : علاقة الرجل المغربي بعمليات التجميل ، فهناك تبرير آخر قدمه بعض المستمعين ، وهو أن الراجل خاصو يبقى ديما راجل ! زعما ما يدير لا كريم لوجهو ، ولا جيل على شعرو ، ولا سيدي زكري . لتحيا الرجولة المقدسة إذن ! الطبيب المسكين وجد نفسه في النهاية أمام مستمعين يرفضون أن يتوجه الرجل إلى عيادة التجميل ، ولكي يخرج من ورطته قال بأن الرجل عندما يقوم بعملية شد الوجه مثلا ، يتخلص من "التغوبيشة" أو العبوس ، وكايوللي زوين ، والعديد من النساء – والعهدة عليه – يتصلن به بعد إجراء عملية شد الوجه لأزواجهن ويقلن له شكرا ، لأنه أعاد الشباب إلى وجوه أزواجهن . ما فيها باس الواحد يدير شوية ديال الماركوتينك لراسو باش ما يبقاش أونبوان . ياك آسي الطبيب . بالنسبة لي شخصيا ، أعتقد أن مشكل تجاعيد الوجه وشيب الرأس الذي يعاني منه المغاربة بمجرد أن يتجاوزوا مرحلة الطفولة ، سببه سياسي بالدرجة الأولى وليس صحي . فبفضل هذا الوضع المعوج الذي تعاني منه المملكة على جميع الأصعدة صارت الهموم والأحزان هي أول ما يفطر به المغاربة عندما يستيقظون في الصباح ، وآخر ما يتناولونه قبل النوم ، هذا لمن ما زال يستطيع أن يغمض عينيه . وهذا هو السبب الذي يجعل وجوه أغلبية المغاربة تشبه تلك الريدوات القديمة التي ما زال الناس يغلقون بها حوانيتهم في الأسواق الأسبوعية في القرى النائية . لذلك فإن تنقية وجوه المغاربة من هذه التجاعيد القبيحة وتأخير زحف الشيب على شعرهم يوجد في يد الماسكين بزمام الأمور في المملكة ، وليس بيد الماسكين بالمشارط في عيادات التجميل المكيفة . وإذا لم يتغير هذا الوضع المعوج أبدا ، فإن الرجال المغاربة الذين لديهم إمكانيات مادية سيضطرون إلى ولوج عيادات جراحي التجميل كي يعيدوا الشباب إلى وجوههم ، في انتظار أن ينخفض ثمن هذه العمليات لتصير في متناول الجميع ، ومن هنا يمكن أن ندق ناقوس الخطر ونقول بأن الرجولة المغربية أصبحت منذ الآن في خطر ! إيوا اعتقوها قبل ما يفوت الفوت . almassae.maktoobblog.com