قال فاعل محلي في مدينة بودنيب ل"هسبريس" إن الحركة توقفت بالكامل في المدينة منذ صباح اليوم،في وقت تستمر فيه الاحتجاجات الشعبية العارمة إلى غاية حدود اللحظة للمطالبة بإطلاق سراح ثلاثة مواطنين اعتقلتهم السلطات المحلية على إثر احتجاجات ساكنة المدينة المستمرة منذ منتصف فبراير الماضي بسبب نفاذ قنينات الغاز من بودنيب لمدة شهر كامل. وتابع ذات المصدر" هناك غليان شعبي والحركة مشلولة في بودنيب بالكامل،المدينة تعيش ما يشبه الإضراب العام أو العصيان المدني فالمحلات التجارية مغلقة والمدارس والثانويات كذلك والتلاميذ التحقوا بالمحتجين، الجميع منخرط في الاحتجاج السلمي ضد اعتقال المواطنين بتهم لا أساس لها من الصحة،إلى غاية منتصف النهار لا يزال السكان معتصمين أمام مقر سرية الدرك الملكي ببودنيب للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين الثلاثة، يمكنني القول أن الإضراب ناجح مئة بالمئة". وكان كل من عمر المحبوب (40 سنة،معطل)،و حسن حنيني (36 سنة،صاحب مخبزة) ومحمد زيتوني(21 سنة، طالب) قد اعتقلوا يوم أمس الثلاثاء وتم تقديمهم أمام الوكيل العام للملك وتم إحالتهم على التحقيق التفصيلي بتهمة قطع الطريق العمومي. واعتبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالراشيدية في بيان لها هذا الاعتقال تضييقا على الحق في التظاهر والاحتجاج السلميين وطالبت بإطلاق سراحهم والاستجابة لمطالب السكان المشروعة، من جهتها نددت تنسيقية هيئات وفعاليات المجتمع المدني ببودنيب باستمرار اعتماد المقاربة الأمنية وأساليب القمع والتهديد عوض المقاربة التنموية لحل مشاكل بودنيب. وقدر مصدر محلي أعداد المتظاهرين في بودنيب بحوالي 4000 آلاف،مشيرا إلى أن الساكنة تتحرك بشكل عفوي وتؤطر نفسها بنفسها دون قيادة من أي تنظيم سياسي أو جمعية مدنية، وأكمل الفاعل المحلي : " نحن كفاعلين جمعويين تجاوزتنا الأمور،السكان أصبحوا على درجة عالية من الوعي ويتحركون بشكل حضاري من أجل المعتقلين،نحن لا نعرف إلى أي مدى ستذهب الأمور لكن الأهم هو أن السكان أظهروا نضجا كبيرا،نحن سنقوم بتوجيه رسالة إلى رئيس الحكومة ووزير العدل وإلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بهدف حل هذا المشكل في أسرع وقت ممكن ". تجدر الإشارة إلى أن سكان بودنيب قد خرجوا في احتجاجات حاشدة يومي السادس عشر والسابع عشر من شهر فبراير الماضي احتجاجا على غياب قنينات الغاز "البوطا" والفحم من السوق لشهر كامل،أذعنت بعدها السلطات المحلية لمطالبهم بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاج قبل أن يتم استدعاء ثلاثة من المحتجين نهاية الأسبوع الحالي وجهت لهم تهمة قطع الطريق خلال تلك الاحتجاجات.