اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة ٬ اليوم الخميس٬ بارتفاع معدلات البطالة إثر الأزمة الاقتصادية٬ والمأزق السياسي بإيطاليا وانعكاساته على منطقة الأورو٬ واستقالة البابا بنيديكت السادس عشر٬ والصراع في سورية وآخر تطورات الملف النووي الإيراني. ففي فرنسا توقفت الصحف عند ارتفاع نسب البطالة٬ متسائلة عن مدى قدرة حكومة فرانسوا هولاند الاشتراكية على الوفاء بوعودها بالتقليص من هذه النسبة سنة 2013. وتحت عنوان "اختبار مصداقية هولاند"٬ كتبت "لوموند" أن الوعود الانتخابية للرئيس الفرنسي المتعلقة برهانات البطالة والخروج من الأزمة "تبخرت" مشيرة إلى أنه بعد مضي عشرة أشهر على انتخابه فإن "الشك يسود حتى في معسكر الرئيس". وكتبت الصحيفة اليمينية (لوفيغارو) ٬حول حصيلة هولاند٬ أنه "بعد شهر أو شهرين على الأكثر٬ ستسجل فرنسا رقما قياسيا محزنا هو 3,2 مليون باحث عن العمل٬ كما كان الحال في يناير 1997"٬ مشيرة إلى أن هولاند سيحتاج إلى معجزة٬ رغم أن المعجزات نادرة في الاقتصاد٬ من أجل مواجهة ارتفاع معدل البطالة والوفاء بالوعود التي قطعها في هذا المجال. وفي الحوار الذي أجرته صحيفة (ليزيكو) مع وزير التشغيل٬ ميشيل سابان٬ اعترف الوزير بأن فرنسا تواجه نسبة بطالة كبيرة لها آثار معتبرة على معدل الفقر بالبلاد٬ مجددا التأكيد على عزم الحكومة على تجسيد وعدها ب"قلب اتجاه منحنى البطالة في متم سنة 2013"٬ وذلك من خلال وضع "سياسات للتشغيل أكثر فعالية ". من جانبها٬ سلطت الصحف البريطانية الضوء على الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المملكة المتحدة٬ وتداعيات الصراع في سوريا٬ والتطورات الأخيرة للملف النووي الإيراني. وتطرقت صحيفة (الغارديان) في هذا الإطار إلى التزام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأربعاء٬ خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس العموم (الغرفة السفلى للبرلمان )٬ بعمل حكومته على تسريع وتيرة مخططها الرامي إلى تقليص عجز الميزانية٬ وذلك في أعقاب قرار الوكالة الدولية للتصنيف المالي (موديز) الأسبوع الماضي تخفيض التصنيف السيادي الائتماني للندن. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة توجد حاليا في وضع أفضل بعد نشر إحصائيات جديدة للمكتب الوطني للإحصاء يؤكد فيها ارتفاع نمو الناتج الداخلي الخام في بريطانيا بنسبة 3ر0 بالمائة خلال الربع الأخير من 2012٬ وذلك بعد أن كانت التوقعات تشير إلى تسجيل ركود اقتصادي خلال نفس الفترة. وأكدت (الغارديان) أن هذه الإحصائيات أظهرت قدرة الاقتصاد البريطاني على تجنب الانزلاق في الركود. ولاحظت صحيفة (الديلي تلغراف) أنه بالمقارنة مع باقي الدول الأوروبية الغنية٬ فإن المملكة المتحدة توجد في وضع اقتصادي مريح نسبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا تستحق التنويه بسبب مخططها للتقشف الاقتصادي وذلك في الوقت الذي مازالت تعاني فيه القارة الأوروبية من تداعيات الأزمة الاقتصادية٬ مبرزة في هذا السياق أن جميع البلدان المتقدمة التي تعاني من عجز مرتفع في الميزانية انخرطت حاليا في برامج وسياسات للتقويم المالي والاقتصادي. وتطرقت صحيفة (الاندبندنت) من جانبها إلى تطورات الأزمة السورية٬ مشيرة إلى أن بريطانيا وحلفاءها جاهزون لتقديم مساعدة عسكرية للمعارضة السورية بما في ذلك سيارات مصفحة ٬ وذلك في أعقاب إجراء تعديل على العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا. وأشارت الصحيفة إلى الاتفاق في بروكسيل على مقترح بريطاني يقضي بتزويد المعارضة السورية بمساعدات "غير قتالية"٬ مضيفة أنه سيصدر إعلان رسمي بهذا الخصوص قبل نهاية الأسبوع الجاري. ونقلت (الاندبندنت) عن مصادر ديبلوماسية قولها إن بريطانيا مازالت لم تتخذ قرارا بخصوص التجهيزات العسكرية التي يمكن تقديمها للمعارضين السوريين. ومن جانبها٬ اختارت صحيفة (الفاينانشال تايمز) تسليط الضوء على الملف النووي الإيراني٬ وذلك غداة المفاوضات التي جرت خلال الأسبوع الجاري في كازخستان بين طهران والدول الغربية. وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان (الكرة في الملعب الإيراني)٬ إلى أنه يتعين على السلطات الإيرانية إظهار رغبتها الجدية في التوصل إلى اتفاق بخصوص برنامجها النووي المتنازع عليه. وأضافت (الفاينانشال تايمز) أن طهران وافقت بعد يومين من المفاوضات في آلماتي على عقد جولتين جديدتين من المباحثات في مارس وأبريل القادمين٬ مشيرة إلى أن اللقاءين يبرزان الآمال المعقودة على المسار الديبلوماسي الذي بدأ يشق طريقه نحو الأمام في أفق التوصل إلى تسوية للمشكل القائم بين إيران والدول الغربية. وفي إسبانيا٬ واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالنفق المسدود الذي دخله المشهد السياسي الإيطالي وانعكاساته المحتملة على منطقة الأورو. وفي هذا الصدد اعتبرت (إلباييس) تحت عنوان "إيطاليا خلقت تصدعا في السياسة الأوروبية" أن أولى التوترات الناجمة عن نتائج الانتخابات العامة في إيطاليا سجلت داخل اللجنة الأوروبية٬ وذلك بسبب غياب نتائج ملموسة لسياسة التقشف. وأضافت أنه بالنسبة لباريس فإن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بإيطايا تمثل "إنذارا" لأوروبا ولسياستها لمواجهة الأزمة٬ مبرزة أن هذه الوضعية مرشحة للتفاقم٬ بعد رفض حركة "خمسة نجوم" الإيطالية٬ التي حصلت على أزيد من ربع الاصوات٬ ميثاقا لتكوين الحكومة.من جهتها قالت يومية (أ بي سي) إن موقف زعيم حركة "خمسة نجوم" بيبه غريلو الرافض للانضمام إلى تحالف حزب وسط اليسار يطيل وضعية "الفوضى السياسية في إيطاليا". ولاحظت الصحيفة أن "نتائج الانتخابات في إيطاليا قد تزيد من خطر عدم الاستقرار داخل منطقة الأورو"٬ مشيرة إلى أن عددا من البلدان الأوروبية كفرنساوألمانيا باتت تتخوف من انتقال عدوى الوضع في إيطاليا إلى بلدان أخرى. واهتمت الصحف الإيطالية بالأساس بالحادث الذي تسبب فيه٬ أمس الأربعاء٬ مرشح للمستشارية الألمانية الذي وصف رجال السياسة الإيطاليين الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة ب"المهرجين"٬ والذي تزامن مع زيارة كان يقوم بها الرئيس جيورجيو نابوليطانو لألمانيا. ونقلت (لاريبوبليكا) أن "هذا الحكم وهذا التدخل في الشؤون الإيطالية الذي يأتي خارج السياق صدما الرئيس نابوليطانو" الذي اضطر لإلغاء لقاء كان مرتقبا مع صاحب هذه التصريحات السوسيو-ديمقراطي بير ستينبروك. وأعربت (كورييري ديلا سيرا)٬ من جانبها٬ عن قلق من أن يمكن "السلوك غير القابل للانتقاد" لنابوليطانو في هذه الظروف التي يطبعها التوتر من السماح بتوظيفات قومية جديدة في إيطاليا٬ قد تصرف النظر عن التخوفات المشروعة التي أثارها حكم صناديق الاقتراع في برلين وباريس ومدريد وبروكسيل وحتى في واشنطن. من جهتها٬ اهتمت الصحف الألمانية بوداع البابا بيندكت لكرسي البابوية٬ والمشكل السياسي مع إيطاليا الذي تسبب فيه بيير شتاينبروك منافس ميركل على المستشارية في الانتخابات المقبلة٬ إضافة إلى إعلان المفوضية الأوروبية تقديم مساعدة مالية لاستكمال بناء مطار برلين الجديد. وكتبت صحيفة "برلينغ مورغنبوست" تحت عنوان "وداع في روما" أن البابا بيندكت السادس عشر (85 سنة)٬ بعد قضائه ما يقرب من ثماني سنوات في كرسي البابوية٬ سيودعه اليوم وبعدها سيختار الكرادلة في روما البابا الجديد٬ ثم سينتقل مباشرة إلى مقره الصيفي بغاندولفو قرب العاصمة الإيطالية مشيرة إلى بعض المقاطع من خطاب البابا الذي ألقاه أمس والتي أبرز فيها أن الفترة التي قضاها كقائد للكنيسة الكاثوليكية "كانت فيها أوقات من البهجة والنور٬ لكن أيضا كانت أوقات لم تكن سهلة". من جهة أخرى اهتمت الصحف بما أسمته "الفضيحة الدبلوماسية لشتاينبروك" بعد أن سخر أمس إثر تعليقه على نتائج الانتخابات الإيطالية الأخيرة ووصف سيلفيو برلسكوني والممثل بيبى جريللو٬ ب"المهرجين" مما أثار حفيظة الرئيس الإيطالي نابوليتانو وإلغائه لقاء عشاء كان متوقعا مع شتاينبروك في برلين اليوم. وكتبت "فرنكفوتر أليغماينه" أن شتاينبروك المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي٬ عبر عن تخوفه لأن حسب قوله "مهرجين اثنين فازا" في إشارة إلى الزعيم المحافظ برلسكوني والكوميدي جريللو واصفا إياهما "بالشعبويين" إلا أن ذلك لم يرض الرئيس الإيطالي الذي يزور ألمانيا حاليا مما جعله يتخذ موقفا ويلغي لقاءه بتاينبروك مشيرة إلى أن هذه التصريحات أثارت جدلا واسعا في أوساط السياسيين الألمان الذين يعتبرون أن التعليق يمكن أن يكون حول السياسة وليس بالسخرية على الأشخاص. ومن جانب آخر أبرزت الصحف موافقة المفوضية الأوروبية على تقديم مساعدة بقيمة 2ر1 مليار أورو لاستكمال بناء مطار برلين الجديد الذي تأخر افتتاحه عدة مرات مبرزة أن المفوضية ارتأت أن هذه المساعدة ضرورية خاصة وأن الشركة التي تتولى عملية تشييد المطار لا تملك كل الوسائل لتغطية التكاليف الإضافية للمشروع. وأشارت الصحف إلى أن التمويل الذي وفرته ألمانيا وولايتا برلين وبراندنبورغ جاء منسجما مع قواعد الاتحاد حسب ما أكدته المفوضية٬ ويراعي نفس الشروط التي يحصل بموجبها المستثمرون بالقطاع الخاص على رأس المال من السوق الحرة. وذكرت الصحف أن المطار كان قد أعلن مطلع هذا العام أنه لن يفي بموعد الافتتاح الذي كان مقررا في يونيو المقبل. في البرتغال٬ ركزت الصحافة المحلية على استقالة البابا بينيديكتوس السادس عشر التي ستصبح فعلية اليوم الخميس وارتفاع عدد التسريحات الجماعية في 2012. وكتبت (بوبليكو) أنه بعد ثماني سنوات في البابوية٬ ستلي استقالة البابا فترة مميزة في المقعد الفارغ ستستمر إلى غاية انتخاب بابا جديد قبل أعياد الفصح المقبلة٬ في حين نقلت (دياريو دو نوتيسياس) عن كرادلة برتغاليين في الفاتيكان قولهم ان البابا المستقيل صديق كبير للبرتغال وذكرت بالزيارة التي قام بها لهذا البلد في ماي 2012. من جهة أخرى٬ أشارت صحيفة (بوبليكو) إلى أنه تم تسريح 10 آلاف و488 عامل السنة الماضية٬ أي ضعف التسريحات ما بين 2010 و2011٬ مضيفة أن 1129 مقاولة تعاني من صعوبات لجأت للتسريح الجماعي (زائد 76 في المئة خلال سنة)٬ بفعل الأزمة التي تشهدها البلاد التي ينخر اقتصادها التقشف. في سويسرا٬ تناقلت الصحف بالأساس الجريمة التي شهدها معمل للخشب بقرية مينزنو في منطقة لوسيرن وأسفرت عن ثلاثة قتلى وسبعة جرحى٬ في وقت لم يكشف فيه التحقيق بعد عن دوافع هذا الجرم لدى القاتل وهو عامل سابق كان معروفا بهدوئه ولم تتوضح بعد ملابسات موته. وعنونت (لاتريبون دو جنيف) ب"الجنون القاتل في قلب معمل للخشب قليل الأهمية"٬ مقابل "حمام دم في استراحة الشاي" (24 أور)٬ في حين أشارت (لا ليبرتي) إلى عدة أسئلة دون أجوبة٬ واعتبرت (لوطوم) أن جريمة لوسيرن تعيد للواجهة قضية الأسلحة٬ مبرزة تصريحات وزير العدل الفدرالي بشأن ضرورة مراجعة القانون المتعلق بالأسلحة وتتبعها في بلد يضم الكثير منها. وفي روسيا٬ قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إنه بعد بضع ساعات فقط من اختتام المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ٬ أعلن مصدر في الوفد الأمريكي عن احتمال تسجيل انعطافة هامة في سياسة البيت الأبيض تجاه سورية. وذكرت الصحيفة ذاتها أن المقصود بذلك تزويد المعارضة السورية بمنظومات معينة من السلاح٬ وتقديم المساعدات الإنسانية لها مباشرة٬ مشيرة إلى أن المصدر الأمريكي أوضح أن بلاده ستتخذ هذه الخطوة في حال فشل المفاوضات بين دمشق الرسمية وخصومها٬ علما بأن هذه المفاوضات لم تبدأ بعد. وأوضحت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن الجولة الجديدة من المحادثات بين الوسطاء الدوليين الستة وإيران بشأن برنامجها النووي التي اختتمت في مدينة ألما أتا٬ بعثت الأمل في التوصل إلى اتفاق يثني إيران عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة يمكن معها استخدامه لأغراض عسكرية مستقبلية. إلا أن بعض المراقبين عادوا ليتحدثوا حول إمكانية امتلاك إيران لبرنامج نووي ثان يتضمن استخدام البلوتونيوم وليس اليورانيوم المخصب٬ لصنع قنبلة ذرية. من جانبها٬ ذكرت صحيفة " كوميرسانت "٬ أنه بحلول يوم رابع مارس المقبل ستمر سنة على انتخاب فلاديمير بوتين لولاية ثالثة٬ مضيفة أنه بحسب استطلاع للرأي أجراه "مركز - ليفادا"٬ فإن 47 بالمائة من المواطنين يثقون بأن بوتين ينفذ كافة وعوده الانتخابية٬ في حين أن 36 بالمائة يعتقدون عكس ذلك.