* شكوى أحرضان لساركوزي قد تكلفه غضبة القصر لم يكن استدعاء الوزير الأول عباس الفاسي يوم الجمعة الماضي لكل من أميني عام العدالة والتنمية والحركة الشعبية، قرارا بمحض إرادة الفاسي، بل كان بضوء أخضر من السلطات المغربية العليا التي أصبجت تبحث عن مخرج للوضع القائم القابل لمزيد من التوتر. ولا تخفى اللمسات الفرنسية في ترتيب هذا اللقاء غير المبرمج بين الوزير الأول وقطبي المعارضة، سيما وأنه تزامن مع تواجد الملك محمد السادس في زيارة خاصة إلى فرنسا وسفر وفد من الحركة الشعبية يتزعمه المحجوبي أحرضان "الزايغ" الذي لم تخنه فرنسيته الشاعرية وهو يشتكي إلى ساركوزي وينقل إليه شعور الأمازيغ بالحكرة بعد استبعادهم بصفة مهينة وغادرة من الحكومة، حيث وجدت الحركة نفسها في موقع مفاجئ لم تتهيأ له. ولا تستبعد مصادر مطلعة أن يتعرض أحرضان لغضبة ملكية بسبب تجرؤه على نقل خبايا البيت المغربي إلى سيد الاليزيه ، ،لينال عقابا مماثلا للجنرال العنيكري الذي تدخل لدى شيخ إماراتي من أجل نصرة ابنه يوسف العنيكري لدى الملك محمد السادس. "" وترى نفس المصادر أن استدعاء الفاسي للعنصر مرفوقا بنائبه الفضيلي (من الاتحاد الديمقراطي قبل الاندماج) وبالوزير المشهوري المقرب جدا من العنصر واستبعاد العناصر المقربة من أحرضان يعتبر إشارة قوية تعيد رسم سيناريو 1986 بصيغة مغايرة، وهذا ما يفتح أمام العنصر فرصة العودة إلى الحكومة مع التفويض الكامل بترشيح الأسماء بعيدا عن ضغوطات أحرضان. وفي الوقت الذي لم يتوقف هاتف العنصر عن الرنين للإجابة عن أسئلة الصحافيين حول فحوى اللقاء مع الوزير الأول، لم تخرج إجاباته عن العموميات، رغم أن كل المعطيات تبين أن التعديل الحكومي كان محور المباحثات، حتى وإن لم يشف الوفد الحركي غليل "الفاسي" الذي أصبح مضطرا إلى التمسك بأي قشة من أجل الحفاظ على موقع الوزارة الأولى، خاصة أن للحركة حساباتها الخاصة و التزاماتها إزاء عالي الهمة الذي لازال مرشحا لتعويض عباس الفاسي. من جهة أخرى لوحظت صباح أمس الاثنين حركة غير عادية في دواوين عدد من الوزارات وغياب لمعظم الوزراء، وهو ما فسر بتلقي أعضاء الدواوين لتعليمات بجمع ملفاتهم والاستعداد للرحيل. [email protected]