كشفت مصادر في قيادة حزب الحركة الشعبية ل«المساء» أنها تلقت إشارات من السلطات العليا بإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب، استعدادا لتغييرات حكومية جديدة قد تنقله من المعارضة التي نزل إليها اضطراريا بعد المشاورات مع عباس الفاسي إلى الحكومة في طبعتها الثانية . وفيما تحدثت بعض المصادر عن لقاء جمع عباس الفاسي، الوزير الأول، بالأمين العام للحركة، نفى امحند العنصر الخبر. وعلق قائلا في تصريح ل«المساء»: «التقيت فعلا بالوزير الأول، لكن في لقاء عابر بالبرلمان وليس في اجتماع خاص». وأكد العنصر أنه لم تجر لحد الآن أي لقاءات بينه وبين الوزير الأول أو أي مسؤول آخر في موضوع التعديل الحكومي. هذا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر مقربة من الأمين العام عن لقاءات متفرقة جمعت العنصر بأحد مستشاري الملك، الذي أعطى إشارات الأمين العام للحركة بإمكانية العودة إلى مواقع المسؤولية بعد تفاقم أزمة الاتحاد الاشتراكي واحتمال خروجه من الحكومة. إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من رئاسة الحركة الشعبية، إن قيادة الحزب تلقت إشارات قوية من السلطات العليا بضرورة ترتيب أمورها الداخلية وتجاوز الخلافات، خاصة بعد توتر الأجواء بين الأمين العام العنصر والرئيس المحجوبي أحرضان، الذي أعلن في وقت سابق تنحيه عن قيادة الحركة، قبل أن يتراجع عن قراره. ولم تستبعد ذات المصادر أن تكون بوادر الدخول في تجربة حكومية وشيكة هي التي دفعت أحرضان إلى التراجع عن قرار تنحيه عن قيادة الحركة. من جهته، قال أحمد الزايدي، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن خروج الاتحاد الاشتراكي من الحكومة الحالية أمر غير وارد تماما. وأضاف في تصريح هاتفي ل«المساء» أن مشاركة حزبه في الحكومة ليست مبنية على حالة نفسية وإنما جاءت بناء على قناعات والتزامات الحزب داخل الكتلة والأغلبية على حد سواء، وأيضا بناء على قرار المجلس الوطني الذي هو برلمان الحزب. وأشار رئيس الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي إلى أن المشاكل التي يعيشها الحزب لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تؤثر على مشاركته في الحكومة. وأشار المتحدث ذاته إلى أن هناك بعض الأصوات داخل الحزب تنادي بالخروج من الحكومة، لكنها أصوات محدودة، طالما أن الفكرة غير واردة داخل المجلس الوطني. وأردف قائلا: «صحيح أن لدينا ملاحظات حول وزننا في الحكومة ونوعية الحقائب المسندة إلينا، لكن هذا الأمر يبقى نقاشا داخليا لا يفسد للود قضية». إلى ذلك، اجتمع أحرضان ليلة أول أمس مع امحند العنصر حول طاولة عشاء بأحد المطاعم بالعاصمة الرباط. وكان هذا العشاء أول لقاء يجمع الرئيس والأمين العام بعد حالة الشنآن التي شابت علاقتهما بعد التصريحات المتناقضة لأحرضان حول تنحيه عن الرئاسة. وكان العنصر أعرب في تصريح سابق ل«المساء» عن انزعاجه من تذبذب مواقف أحرضان بخصوص ابتعاده عن قيادة الحزب. وخلال حفل العشاء الأخير تدارس الطرفان الأوضاع الداخلية للحزب وموضوع تنحي أحرضان عن الرئاسة. وخلص اللقاء إلى تأجيل ابتعاد أحرضان عن رئاسة الحركة إلى حين انعقاد المؤتمر الذي من المنتظر أن يكون نهاية السنة الجارية، طالما أن شرعية الرئيس تستمد من المؤتمر وليس من المكتب السياسي. وذكرت بعض المصادر أن أحرضان التزم خلال لقائه بأمين عام حزبه بالابتعاد عن الأمور اليومية للحزب وترك ذلك للأمين العام.