يُنتظر أن تواجه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، اليوم السبت، مشكلة حقيقية في تحرك صحافييها لتغطية مختلف الأحداث الوطنية، في الجهات والأقاليم المغربية، بعد أن توقفت،أمس رسميا، 74 سيارة عن العمل بمختلف مراكز البث والإرسال والمحطات الإذاعية والتلفزية الجهوية، من بينها السيارات المشتغلة بالمقر المركزي بالرباط، بعد قرار اتخذه المكتب الوطني للنقل الساهر على مراقبة وتنفيذ الصفقات الخاصة بالنقل والتزود بالوقود واقتناء السيارات المرتبطة بالإدارات العمومية، يمنع من خلاله استغلال هذه السيارات ابتداء من 15 فبراير الجاري لانتهاء صلاحية الصفقة، التي تجمع إحدى شركات كراء السيارات مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، دون أن يتم تجديدها. مصادر "هسبريس" أكدت أن فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربي، عقد اجتماعا بشكل عاجل يوم الاثنين الماضي مع المدير المالي والإداري بالشركة، محمد الحضوري، رفقة رئيس قسم النقل واللوجستيك للنظر في الحلول الكفيلة بحل هذه المشكلة، التي قد تَشُل حركة صحافيي الإذاعة والتلفزة في إعداد تقاريرهم اليومية من مختلف جهات وأقاليم المملكة. وتعود تفاصيل صفقة كراء السيارات ال74 إلى سنوات خلت، حيث كانت الصفقة ترسو دائما على نفس الشركة التي يوجد مقرها بالدار البيضاء، إلا أن تجديدها هذه السنة مع ذات الشركة، لقي معارضة قوية من بعض المسؤولين في الإذاعة والتلفزة المغربية، بمبرر وجود مجموعة من المشاكل مع ذات الشركة في تنفيذ الصفقة، من بينها التماطل في صيانة السيارات، مع عدم وجود سيارات إضافية لتعويض السيارات التي تصاب بالأعطاب.. ومشاكل أخرى ترتبط بتردي خدمات الشركة، وهو ما يعيق عمل صحافيي الإذاعة والتلفزة المغربية في كثير من تغطياتهم، حسب ذات المصادر. في ذات السياق، أشارت معطيات حصلت عليها "هسبريس" أن الصراع بين مسؤولين داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، حول رسو صفقة كراء السيارات لشركة معينة، كان هو السبب في الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المشكلة التي أغضبت العرايشي وجعلته يعقد اجتماعا طارئا الاثنين الفارط مع المدير المالي والإداري بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، محمد الحضوري، حيث لامه بشكل كبير على إغفال بعض البنود المهمة في دفتر التحملات الخاصة بتجديد الصفقة بعد أن رست على شركة أخرى مقرها بالرباط، إذ تم إغفال أو التغافل على بند يخص ضرورة اقتناء السيارات المكثرات من الشركة بعد أربع سنوات من استعمالها، وهو ما جعل مصالح وزارة المالية، ترفض تتميم الصفقة بعد أن رست على الشركة الجديد لعدم وجود هذا البند الذي صادقت عليه الحكومة مؤخرا، مما عزا بالبعض إلى الحديث إلى أن الأمر كان مقصودا لإعادة المناقصة من جديد وتهيئ الشركة الحالية للفوز بالصفقة من جديد. هذا، وتتعاقد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، مع شركتين لكراء السيارات التي تستعملها لمختلف تحركات صحافييها في مختلف المكاتب الإقليمية، والجهوية بالمملكة، حيث تتوفر الشركة الثانية التي يوجد مقرها بفاس على أسطول كبير من سيارات "الكونغو" توزعها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على مراسليها لتسهيل تغطياتهم، وهو ما اعتبره أحد الصحافيين نوعا من "الحكرة" بفعل الحيف الذي يلاقونه لاستعمالهم سيارات الكونغو" التي لا تصلح لسلك المنعرجات الوعرة في بعض الأقاليم، وغير صالحة عمليا لتأدية الدور المنوط بها، في حين أن القناة الثانية حسب ذات المتحدث تتوفر على سيارات من النوع الرفيع من صنف "كات كات" تكتريها لصحافييها، وهو ما يجعل صحافيي الإذاعة والتلفزة المغربية يشعرون بنوع من "الحكرة" في ظل ظروف العمل التي تهيئها القناة الأولى قياسا بما توفره القناة الثانية لصحافيها، مع العالم أن الأمر يتعلق بقطب واحد يترأسه فيصل العرايشي.