اجتمع الرئيس المدير العام للقطب العمومي، فيصل العرايشي، في الأسبوعين الأخيرين، مع مختلف الأطياف النقابية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل أن يتوجه إلى مقر القناة الثانية للقاء يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة، والاتفاق مع نقابة مستخدَمي القناة الثانية على عقد اجتماع رسمي في ال11 من الشهر الجاري، من أجل تدارُس مجموعة من الملفات. وفي الوقت الذي تغيَّب محمد عياد، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عن حضور بعض الاجتماعات مع نقابات «دار البريهي»، غاب المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، عن الاجتماعين اللذين عقدهما العرايشي في مكتب سليم مع نقابة الصحافة ونقابة مستخدَمي القناة الثانية، بسبب «التزامات» في العاصمة الفرنسية. وأجمع ممثلو نقابات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (النقابة الوطنية للصحافة، النقابة المستقلة للشركة، المكتب النقابي الموحد، الفدرالية الديمقراطية للشغل) على أن الاجتماعات ركّزت على الملفات المطلبية، لاسيما ما يتعلق بالترقيات والامتحانات والتقنين وتفعيل لجان المقاولة والأعمال الاجتماعية وشروط منح المسؤولية... كما أقرَّ العديد منهم بالاتفاق حول بعض النقاط وتأجيل أخرى للتداول في الاجتماعات القادمة. وتعليقا على هذه الاجتماعات وعلى ما حدث في القناة الثانية بين العرايشي وممثلي نقابة القناة الثانية، قال مصدر مسؤول: «يجب أن نتمعن جيدا في الملفات التي ناقشها العرايشي في الاجتماعات، فباستثناء موضوع «الخوصصة»، فأغلب الملفات التي ناقشناها في الاجتماعات تدخل في سياق المهام الإدارية للمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، محمد عياد، أو مديره المالي والإداري، محمد الحضوري، كما أن أغلب الملفات المطلبية لنقابة مستخدمي القناة الثانية، في مجملها، تندرج ضمن سلطة وصلاحيات المدير العام للقناة الثانية». وأضاف المصدر قائلا: «في نظرك، هل يضطر الرئيس المدير العام لقطب عمومي ليناقش تفاصيل الامتحانات والساعات الإضافية، في حين أن وظيفته تتمثل في مناقشة القضايا الإستراتجية للقطب العمومي؟ هناك أمر غير مضبوط في العملية، وهذا يطرح سؤالا محيرا حول وظيفة المدراء العامين إذا لم يكونوا قادرين على مناقشة الملفات المطلبية العادية ومناقشة ممثلي النقابات والإنصات إليه، ومن المهم أن نقف عند حدود مسؤولية كل طرف في مشاكل القنوات الوطنية». في ارتباط بالموضوع، ذكر مصدر نقابي في «دوزيم» أن فيصل العرايشي انتقد أداء المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، وأكد في الاجتماع أنه منحه كل الصلاحيات للبت في الملفات التي تهم السير العام للقناة الثانية، ما يعني إمكانية مناقشة الملفات العالقة مع سليم الشيخ، لكن المدير العام لم يُفعّل هذه السلطة. وفي السياق ذاته، وجب التذكير بأن فيصل العرايشي، رئيس القطب العمومي، كان قد وجَّه انتقادا حادا، قبل أشهر، لمدرائه العامين والمركزيين في الشركة الوطنية، لتحصُّنهم بالصمت ولعدم تحملهم مسؤوليتهم في مناقشة الملفات وهدد، آنذاك، بإحداث تغييرات إذا لم يتحسن أداء بعضهم.