يستعد صديق الملك محمد السادس والوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة ،الأحد ، إلى دخول احدى" قلاع" الإسلاميين ، من خلال تنظيم حركته " لكل الديمقراطيين " ، لقاء تواصلي مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والثقافيين في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ، حيث يتمتع الإسلاميون ، من بينهم العدالة والتنمية، بوجود قوي في عدد من الأحياء ، خاصة الشعبية منها ، كما أنهم ظفروا بمقاعد لا بأس بها في الانتخابات الجماعية لسنة 2004 . ويرى مراقبون أن " لكل الديمقراطيين " تخبأ مفاجآت للأحزاب السياسية في الانتخابات الجماعية المقبلة ، وهو ما أثار تخوفات هذه الأخيرة ، واضطرها للدخول في تحالفات للوقوف في طريق هذه الحركة . "" وذكرت مصادر حزبية ل " إيلاف " أن حركة صديق الملك تسعى لإخراج قطب ليبرالي قبل الانتخابات الجماعية ل 2009 ، حتى تتمكن من قطع الطريق أمام الإسلاميين ، وعدم ترك المجال لهم لحصد مجالس المدينة " ، وهو ما استنتج من خلال كلام فؤاد علي الهمة الذي قال في لقاء لحركته مع الفاعلين بجهة تانسيفت الحوز ، أن " الإسلاميين ليسوا أعداء لنا بل خصوم " ، مضيفا أن " الشأن الديني ليس حكرا ". وعرفت الأسابيع الأخيرة، نشوب مواجهات كلامية قوية بين قياديي حزب العدالة والتنمية وصديق العاهل المغربي، على أعمدة الصحف وباقي الوسائل الإعلامية، ما ينذر باندلاع حرب شرسة بين الطرفين في سنة 2009.وأبدى الإسلاميون، في أكثر من مناسبة، استعدادهم ل "حركة الهمة"، غير أنهم حذروا من استفادتها من مساعدة أجهزة الدولة في تحركاتها. وأفادت المصادر الحزبية أن "حركة الهمة" وجدت صعوبات تنظيمية في الدارالبيضاء، حيث أبدى عدد كبير من المنتخبين رغبتهم في حضور اللقاء التواصلي، وهذا يظهر أن هذه الجمعية بدأت تحقق جانبا من أهدافها المعلنة، أي "تحريك مياه السياسة الراكدة في الفترة الأخيرة". وذكر بلاغ أصدرته الحركة، أخيرا، تحت عنوان "البيضاء غدا، البيضاء معا"، أنها تتوخى من اللقاءات التواصلية، التي تعقدها في مختلف جهات المغرب "تكريس مبدأ القرب من المواطنين"، الذي يعد "أحد مبادئها الأساسية"، وإن لقاء الدارالبيضاء "سيمكن أعضاء مكتب الجمعية من عرض مبادئ وأهداف الحركة، وشرح نظرتها حول سياسة الجهات".وأوضح أن اللقاء سيشكل "فرصة متميزة للتعبير عن اختيار استراتيجي لدى الحركة، ألا وهو مناقشة الأفكار والاستماع إلى المواطنين ميدانيا، والحوار المثمر مع القوى الحية في البلاد". وفيما تسعى الحركة لتشكيل قطب سياسي يضم الحركة الشعبية، التي استثنيت من المشاركة في حكومة عباس الفاسي، والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، قررت أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، في ختام اجتماع لقياداتها أخيرا في الرباط، تشكيل لجنة مشتركة عهد إليها صياغة مشروع وثيقة مرجعية لمنظور العمل المشترك في ما بينها. وأفاد بلاغ للأحزاب الخمسة أن تشكيل هذه اللجنة "المفتوحة في وجه باقي قوى اليسار يأتي لمأسسة التنسيق في ما بين هذه التنظيمات السياسية وتتويجا لمختلف المبادرات الثنائية والجماعية التي قامت بها فصائل اليسار بهدف الالتئام والوحدة".ويرأس أحمد اخشيشين، وزير التعليم، حركة لكل الديمقراطيين في حين يقودها "فعليا" النائب البرلماني الهمة ويتكون المكتب التنفيذي من عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وصلاح الوديع الآسفي عضو الهيئة العليا للإعلام السمعي-البصري، وخديجة الرويسي ناشطة حقوقية، ومصطفى باكوري المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشؤون الاقتصادية والعامة السابق (ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار) ومحمد الشيخ بيد الله وزير الصحة السابق، وحكيم بنشماش ناشط امازيغي، والحبيب بلكوش ناشط حقوقي، والصحافي والنائب البرلماني السابق حسن بنعدي.