يتسابق الأعيان والكثير من الشخصيات من مجال المال والأعمال وتجار الانتخابات، إلى حضور اللقاء التواصلي الذي يعقده فؤاد عالي الهمة في مكتب الصرف في مدينة الدارالبيضاء اليوم الأحد، ضمنهم كثير ممن يوصفون ب«الانتهازيين» الذين يرون الفرصة مواتية لوضع قدمهم في جمعية صديق الملك المعروفة باسم «حركة لكل الديمقراطيين». البعض من هؤلاء حرص على ربط الاتصال بالمنظمين لتأمين مقعده، وآخرون ينوون الحضور حتى ولو لم توجه إليهم الدعوة. ورغم أن اللقاء لا يترتب عنه حصول الحاضرين على العضوية في الحركة، حسب تأكيد مسؤول مقرب من الهمة، فإن المهرولين لحضور اللقاء يعتبرون مجرد حضور لقاء برلماني الرحامنة يشكل حظوة وميزة. وحسب مصدر من حركة لكل الديمقراطيين، فإن منظمي اللقاء اتخذوا احتياطات كثيرة لتفادي تسرب الانتهازيين إلى قاعة اللقاء، لكن يعلق المصدر قائلا: «اللجنة المنظمة وضعت معايير للحضور، تقوم على أساس النزاهة، لكن هذا لا يعني عدم إمكانية تسرب الشياطين الموجودين في كل مكان». ويضيف نفس المصدر أن الحركة تعمل على تقييم اللقاءات التواصلية التي تعقدها من خلال التقارير التي يتم إعدادها وتسجيلات الفيديو، حيث إن الأشخاص الذين يتبين من تصريحاتهم أو من سلوكاتهم أنهم مجرد انتهازيين فإنه لا يتم استدعاؤهم إلى اللقاءات المقبلة. وأشار المصدر على الخصوص إلى ما وقع في مدينة مراكش، حيث تسابق إلى الهمة أشخاص يحملون رسائل يطلبون منه إيصالها إلى الملك. وعادة ما تلجأ «حركة لكل الديمقراطيين»، إلى خلق لجن تنظيمية للقاءات التواصلية في المدن، ففي مدينة فاس، تم تشكيل لجنة من شخصيات معروفة في المدينة، منها محام مشهور، ورجل أعمال، تولت عقد لقاء في أحد البيوت ثم الاتصال بالشخصيات المعروفة، وبأطر المدينة لحضور اللقاء الذي كان مقررا الأحد الماضي في فندق «جنان بالاص»، إلا أن الهمة اتصل بهم، وطلب تأجيل اللقاء لأن عليه أن يسافر إلى باريس للقاء الملك محمد السادس. وقال الهمة في عاصمة البوغاز طنجة: «إذا كان هناك أحد يركب حافلة الحركة لأن له مصلحة شخصية فعليه أن ينزل حالا». وأكد مصدر من «الحركة» أن اللقاءات التواصلية يعقبها تتبع، لكنها لا تسفر عن تشكيل فروع للجمعية، وأضاف: «ليس من سياسة الحركة تشكيل الفروع لأن هذا سيكون مجالا خصبا للانتهازيين»، لكن بالمقابل فإنه يتم تشكيل لجن محلية يشرف عليها مباشرة مؤسسو الحركة. لكن خصوم الهمة ما زالوا مقتنعين بأن الإقبال الكثيف على حركته ناتج عن قربه من الملك، هذا القرب الذي يطمع الكثيرون بمن فيهم الوجوه البارزة في الحركة في الاستفادة منه سياسيا وماليا وإعلاميا. وحول ما إذا كانت الرؤية بدأت تتضح بخصوص توجهات «الحركة» في المجال السياسي، قال مصدر مقرب من الهمة، إن الاتجاه يسير نحو أن تبقى «الحركة» ذات اهتمامات متنوعة ثقافية، سياسية واجتماعية. أما عن دلالة «الذراع السياسي» الذي سبق أن تحدث عنه الهمة، فقال المصدر إن الأمر يتعلق بتحالفات الهمة مع الأحزاب في البرلمان.