حددت «حركة لكل الديمقراطيين»، على لسان عضو مكتبها التنفيدي صلاح الوديع، أعداء مشروعها في من أسماهم ب«موالين الشكارة» و«أصحاب اللحية»، وأوضح قائلا إنه إذا كانت المجموعة الأولى تستقوي على الديمقراطية باستخدام المال الحرام في الانتخابات، فإن المجموعة الثانية تستقوي عليها بتأويل خاص للدين. من جهته، أكد فؤاد عالي الهمة أنه مستعد للمحاسبة حول الفترة التي قضاها كمسؤول في وزارة الداخلية بخصوص التجاوزات التي قد تكون وقعت في عهده، وأعلن في الكلمة الختامية للقاء التواصلي أن حركته ستؤسس حزبا سياسيا وسيشارك في الانتخابات الجماعية المقبلة. وقال الهمة إن حركته «كتخلع» لأنها تجمع بين صديق الملك والمعتقل السابق وبين مسؤولين وذوي تجارب مختلفة. وشدد على كون المغرب يواجه تهديدا قد يعرقل تنفيذ مشروعه المجتمعي والحداثي، موضحا أن هناك خصما إيديولوجيا لا يجب مواجهته إلا بالحوار والفكر، وهناك تيار آخر اعتبره أخطر من الأول، وقد خاطب الحاضرين قائلا: «إنكم تعرفونه»، ويقصد به لوبي الفساد ومستخدمي المال الحرام في الانتخابات. «أنا سأرفض منصب رئاسة مجلس مدينة الدارالبيضاء إذا عرض علي، لأني لا أقبل بتحمل مسؤولية الاختلالات التي تراكمت خلال السنوات السابقة بسبب المفسدين»، يقول الهمة مخاطبا الحضور، قبل أن يلومهم متسائلا: «أين كنتم حين أتيحت لكم الفرصة في الانتخابات لاختيار ممثليكم؟». ودعا الهمة البيضاء إلى العمل على إنجاح انتقالها سنة 2009 ليس كقطب وحيد، وإنما كقطب يتفاعل مع أقطاب أخرى بمختلف جهات المملكة، «لا يمكن أن نقبل في مغرب اليوم أن تظل 80% من الثروة الاقتصادية والسياسية متمركزة بالمدينة فقط، فالدارالبيضاء كتخلع حيت كلشي مجموع فيها.. الصحافة، أحزاب.. فنهار تطيح نطيحو كلنا..» يقول الهمة الذي أوضح أن العالم بأسره يتجه نحو الجهوية، فلا يعقل حسبه أن نظل وحدنا ضد التيار. ومن جهة أخرى، شدد صديق الملك على رفضه للإسلام الوهابي وكذا الإسلام الشيعي وقال إن للمغاربة إسلامهم الذي كان منتشرا في المنطقة بأسرها طوال قرون. «إذا كان المسلم من نيجريا يتوجه إلى المملكة العربية السعودية لحج بيت الله الحرام، فإنه قد يتوجه إلى المغرب كذلك للحج»، يقول الهمة الذي أكد أنه على الدولة المغربية أن تحارب كل إسلام دخيل وتعتمد على إسلام المغاربة لمواجهة كل أفكار التطرف والتشتت الوافدة من الخارج باسم الدين. وبالموازاة مع ذلك، طالب أغلب المتدخلين في اللقاء التواصلي الذي نظمته الحركة بالدارالبيضاء صبيحة أمس، الجمعية بالتحول إلى حزب سياسي، في الوقت الذي أوضح فيه الحبيب بلكوش –عضو المكتب التنفيذي للحركة- أن «تأسيس حزب سياسي خيار أسهل، لكننا نعتبر أن صيغة الجمعية هي الأنسب لتنفيذ المشروع الذي نطمح إليه». من جهته قال حسن بنعدي: «لا نطالب في الوقت الحالي أحدا بالانضمام إلى صفوفنا أو التعصب لأطروحاتنا، وإنما نكتفي بعقد لقاءات تواصلية يكون الهدف منها الإنصات إلى هموم المواطنين. ومن جديد، سرق فؤاد عالي الهمة خلال هذا اللقاء الأضواء من زملائه، حيث توجه إليه العديد من المتدخلين بالاسم، فمنهم من قال إنه ينحدر من منطقته (الرحامنة) ومنهم من قال إنه تدخل لإنقاذه من هراوات القوات العمومية أمام البرلمان، فيما انتقد آخرون الاتحاديين الذين هاجموا الهمة في مؤتمرهم الأخير بترديد شعار «الهمة سير فحالك.. المغرب ماشي ديالك». وتراوحت صفات المتدخلين الذين طرحوا أسئلتهم وتعليقاتهم على مرحلتين بين رجل التعليم والمقاول والفنان والمعطل والناشط الجمعوي. وقد تناول الكلمة المسرحي عبد الرزاق البدوي قائلا إنه سيتحدث باسم فناني الدارالبيضاء، فخاطب الهمة قائلا: «إننا نفضل صيغة الجمعية على الحزب بألف درجة، لكنه بالمقابل طرح سؤالا مباشرا وصريحا: «واش كاين شي فلوس؟». وفي نفس الاتجاه طالب العديد من المتدخلين مثل جمال هاشم، كاتب الرأي في جريدة الأحداث المغربية، حركة «لكل الديمقراطيين» بفتح باب الانخراطات أمامهم، وهنأ بالمناسبة قيادة الحركة على ما وصفه بصمودها أمام «إعصار التشكيك والتهم» الذي واجهها، على حد تعبيره، كما طالب آخرون بغربلة دقيقة لكل الملتحقين الجدد بصفوف الحركة، وهو ما أكد صلاح الوديع القيام به، موضحا أن لديهم «غربال شطاطو».