دبي تطلق خدمة التوصيل بالطائرات بدون طيار الأولى من نوعها في الشرق الأوسط    كيفية تثبيت تطبيق الهاتف المحمول MelBet: سهولة التثبيت والعديد من الخيارات    والي بنك المغرب يعلن الانتهاء من إعداد مشروع قانون "العملات الرقمية"    "هيئة تحرير الشام" تخطط للمستقبل    8 قتلى في حادثتين بالحوز ومراكش    27 قتيلا و2502 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    فينيسيوس أفضل لاعب في العالم وأنشيلوتي أحسن مدرب    بنك المغرب يخفض سعر فائدته الرئيسي إلى 2,5 في المائة    قطاع الطيران... انطلاق أشغال بناء المصنع الجديد لتريلبورغ    جوائز "الأفضل" للفيفا.. البرازيلي فينيسيوس يتوج بلقب عام 2024    تشييع رسمي لجثمان شهيد الواجب بمسقط رأسه في أبي الجعد    المغرب والسعودية يوقعان بالرياض مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي الحكومي    القنيطرة.. افتتاح معرض لإشاعة ثقافة التهادي بمنتوجات الصناعة التقليدية    صحيفة 'لوفيغارو': المغرب يتموقع كوجهة رئيسية للسياحة العالمية    إحصاء 2024: الدارجة تستعمل أكثر من الريفية في الناظور    الرباط.. انعقاد اجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط    العام الثقافي 'قطر-المغرب 2024': الأميرة للا حسناء وسعادة الشيخة سارة تترأسان بالدوحة عرضا لفن التبوريدة        مجلس الشيوخ الشيلي يدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية (سيناتور شيلي)    المغرب "شريك أساسي وموثوق" للاتحاد الأوروبي (مفوضة أوروبية)    كلمة الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال اجتماع اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية    رسمياً.. المغرب يصوت لأول مرة بالأمم المتحدة على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام    فيفا ينظم بيع تذاكر كأس العالم للأندية‬    بنعلي: رفع القدرة التخزينية للمواد البترولية ب 1,8 مليون متر مكعب في أفق 2030    لماذا لا تريد موريتانيا تصفية نزاع الصحراء المفتعل؟    84% من المغاربة يتوفرون على هاتف شخصي و70 % يستعملون الأنترنيت في الحواضر حسب الإحصاء العام    ردود فعل غاضبة من نشطاء الحركة الأمازيغية تُشكك في نتائج بنموسى حول نسبة الناطقين بالأمازيغية    الأميرة للا حسناء تترأس عرض التبوريدة    النظام الأساسي لموظفي إدارة السجون على طاولة مجلس الحكومة    دفاع الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال يؤكد أن وضعه الصحي في خطر    تحقيق قضائي لتحديد دوافع انتحار ضابط شرطة في الدار البيضاء    ارتفاع معدل البطالة بالمغرب إلى 21% مع تسجيل ضعف في نسبة مشاركة النساء بسوق الشغل    مراكش.. توقيع اتفاقية لإحداث مكتب للاتحاد الدولي لكرة القدم في إفريقيا بالمغرب    كنزي كسّاب من عالم الجمال إلى عالم التمثيل    حاتم عمور يطلب من جمهوره عدم التصويت له في "عراق أواردز"        ضابط شرطة يضع حدّاً لحياته داخل منزله بالبيضاء..والأمن يفتح تحقيقاً    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    السينما الإسبانية تُودّع أيقونتها ماريسا باريديس عن 78 عامًا    سرطان المرارة .. مرض نادر يُشخّص في المراحل المتقدمة    كيوسك الثلاثاء | حملة توظيف جديدة للعاملات المغربيات بقطاع الفواكه الحمراء بإسبانيا    زلزال عنيف يضرب أرخبيل فانواتو بالمحيط الهادي    شوارع المغرب في 2024.. لا صوت يعلو الدعم لغزة    الصين تعارض زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية    ماكرون سيعلن الحداد الوطني بعد إعصار شيدو المدمر في أرخبيل مايوت    السفير الدهر: الجزائر تعيش أزمة هوية .. وغياب سردية وطنية يحفز اللصوصية    أفضل لاعب بإفريقيا يحزن المغاربة    لماذا لا يستطيع التابع أن يتحرر؟    عن العُرس الرّيفي والتطريّة والفارس المغوار    علماء يكتشفون فصيلة "خارقة" من البشر لا يحتاجون للنوم لساعات طويلة    بريطاني أدمن "المراهنات الرياضية" بسبب تناول دواء    دراسة: الاكتئاب مرتبط بأمراض القلب عند النساء    باحثون يابانيون يختبرون عقارا رائدا يجعل الأسنان تنمو من جديد    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسافرون على متن جرار الهمة
نشر في المساء يوم 24 - 05 - 2008

كما أن لكل مشروع تكتل سياسي رجاله ونساؤه، بدأت حركة «لكل الديمقراطيين» في الكشف عن أعمدتها وأعضائها البارزين مع توالي لقاءاتها العمومية. لائحة المنتمين والمتعاطفين والمقربين تطول وتقصر باختلاف زوايا النظر إلى مشروع بدأ مدنيا وسرعان ما امتد سياسيا. إذ يكفي أن مسؤولي الحركة قد أعلنوا منذ الأسبوع الأول لتأسيسها وإطلاق موقعها الإلكتروني، أنهم توصلوا بمئات طلبات العضوية. الانتماءات السياسية مختلفة حد التناقض، والامتدادات الجهوية والإيديولوجية والفكرية آخذة في التشعب، ولكل وظيفته ودوره التمثيلي والاستقطابي بغض النظر عن مستوى الكفاءة والرصيد المادي والمعنوي. هذه صور مصغرة عن بعض أهم أذرع أخطبوط اسمه «حركة لكل الديمقراطيين».
اخشيشن.. معلم لكل الديمقراطيين
يعتبر البعض أن الولادة «السياسية» لهذا الرجل تعود إلى أشغال المناظرة الوطنية الأولى للإعلام سنة 1993، حين اكتشفت عينا الراحل إدريس البصري رجلا «محنكا» يحسن الاشتغال على الملفات. ثم شاهده كثيرون في أولى دورات ماراطون مراكش، الذي كان ينظمه حارس الحسن الثاني محمد المديوري، وهو يحمل جهاز «طولكي وولكي» ساهرا على حسن سير وتنظيم السباق، فيما كان المرصد الوطني لحقوق الطفل سبيله إلى القرب من مركز السلطة والقرار من خلال شقيقة محمد السادس، الأميرة للامريم، فتعلم سباق المسافات الطويلة نحو كراسي الحكومة، وظل وفيا لرعاية الطفولة من خلال حمله حقيبة تعليم أبناء المغرب الثقيلة في الحكومة. وقبل يرأس الهيئة العليا للاتصال السمعي-البصري، كان خلف الرجل مسار سياسي وعلمي، منحه الجرأة الكافية ليمثل دور المبادر الأول وصاحب القرارات الحاسمة في هيكلة القطاع، فكانت تجربته في هيئة تجسد قبضة الدولة المحكمة على مشهدها الإعلامي، جواز انتقاله إلى قيادة «كل الديمقراطيين»، حيث الهدوء وملكات التواصل والتبليغ البيداغوجي لدى الرجل، رسمت عنه صورة «القائد» الأمثل لحواريي فؤاد عالي الهمة.
من مواليد 1954، بمنطقة قلعة السراغنة القروية، درس بثانوية محمد الخامس بمدينة مراكش، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للصحافة بالعاصمة الرباط الذي تخرج منه سنة 1976، مسار تكوينه هذا لم تعطله مرحلة الاعتقال الذي تعرض له سنة 1974 بسبب انتمائه إلى حركة 23 مارس اليسارية، ليتم اقتياده من الرباط إلى عاصمة النخيل التي مكث في سجنها حوالي ثلاثة أشهر. طار نحو الجامعة الفرنسية ليعود بدكتوراه حول التلفزيون وتأثيره في الوسط القروي، ويبدأ مشوار التدريس بذات المعهد مراكما خبرة أكاديمية وأخرى ميدانية، ليشد الرحال بعد ذلك جنوبا، كخبير إعلامي لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة بموريتانيا إلى حدود سنة 2000. عمل مستشارا إعلاميا للاتحادي خالد عليوة أثناء استوزاره في حكومة اليوسفي، فيما قدم للراحل إدريس بنزكري كامل دعمه ومساعدته ، ليخلف الاتحادي الحبيب المالكي في مقعده الحكومي، واضعا قبعة التكنوقراط، ورحلته على متن «التراكتور» الجديد متواصلة.
الباكوري.. العلاف الكبير لحزب الهمة
يكاد لا يمر عليه أسبوع دون أن يوقع اتفاقية استثمار، شراء حصص من شركات، أو إنقاذ لمؤسسات عمومية مقبلة على الإفلاس، كما كان الحال مع القرض العقاري والسياحي. تحركات الملك محمد السادس تستلزم حضوره شبه الدائم، فهو حامل محفظة التمويل. يوصف بالمتواضع، الكفء، والبراغماتي، يبدأ نهار عمله مبكرا ولا يلتزم بساعات الدوام الرسمي، فلا يكف عن العمل حتى ساعة متأخرة. صارم مع مرؤوسيه، حازم في شراكاته، لكنه بروح منفتحة وأسلوب أمريكي في إدارة المقاولات، لا يهمه الحضور الذاتي في المكتب بقدر ما تهمه المردودية والفعالية. لم يتوان في استعمال عصا المخزن وجزرته لاستقطاب أفضل الأطر والخبراء إلى مجموعته الأخطبوطية.
قضى الجزء الأكبر من مسيرته المهنية في الأبناك، قبل أن على رأس صندوق الإيداع والتدبير. لم يعرف له انتماء سياسي، منذ ولد في العشرين من دجنبر 1964 بمدينة المحمدية. كثيرون يخطئون التقدير فيعتبرون صندوق الإيداع والتدبير شركة خاصة، بفعل الدينامية والفعالية التي منحها له باكوري. جاعلا منه «هولدينغ» من حوالي ثلاث وثلاثين شركة، تشغل قرابة ثلاثة آلاف شخص، وتتحكم في ما يفوق المائة مليار درهم سنويا.
مهندس من خريجي مدرسة الطرق والقناطر الباريسية، متزوج وأب لطفلين، عين في غشت من سنة 2001 مديرا عاما لصندوق الإيداع والتدبير، بعد أن كان منذ 1998 يشغل منصب المسؤول عن قطب «بنوك الأعمال» بالبنك المغربي للتجارة الخارجية، وقبله منصب المسؤول عن التنمية والتمويل في الشركة الوطنية للتجهيز الجماعي، مكلفا بالمشاريع الكبرى بمدينة الدار البيضاء. وهو إلى جانب ذلك، عضو المكتب الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وعضو مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم... والآن بات «رفيقا» ل»كل الديمقراطيين»، وأولى ثمار هذه الرفقة، اتفاقية إحداث قطب حضاري جديد بمنطقة بنكرير أطلق عليه اسم «المدينة الخضراء».
أخنوش.. إمبراطور سوس
على غرار عدد من أبناء تافراوت الذين هجروا موطنهم باتجاه الدار البيضاء الناشئة مستهل القرن العشرين، هاجر أحمد أولحاج، والد عزيز أخنوش، ورسم لنفسه مسارا استثنائيا حقق به ثروة ونجاحا استثنائيا. وراهن منذ البداية على تسويق الطاقة ببيعه للبنزين بالتقسيط، ليطور المشروع إلى شبكة للتوزيع، فيما اكتسب رصيدا وطنيا بدعمه أفراد المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، ليرث عزيز كل ذلك، ويضيف إليه كفاءة تدبيرية حظيت بثقة القصر وخدامه. بدأ البعض يصفه بإمبراطور سوس ويستندون في ذلك إلى أصوله السوسية ومناصبه التي تجعله الرجل الأول بالمنطقة، لعل أبرزها ترؤسه لمجلس الجهة.
ارتدى لون التجمع الوطني للأحرار ونال مباركة «الديمقراطيين»، وحمل حقيبة الفلاحة والصيد البحري رغم انعدام تجربته في المجالين. ولد بإحدى قرى سوس سنة 1961، وتمسك بمساره الدراسي إلى أن عاد إلى المغرب أواسط عقد التسعينيات بعد إنهائه تكوينا عاليا في الماركتينغ والتدبير بجامعة شيربروك الكندية، ليتولى زمام مجموعة «أكوا» التي ورثها عن والده أحمد أولحاج، مستعينا في تسييرها وتنميتها بزملاء دراسته في الجامعة الكندية، فأحدث ما يشبه المعجزة الاقتصادية وهو يحول مجموعته إلى إحدى أكبر المؤسسات المالية والاقتصادية، مستفيدا من ضربة حظ أوصلته إلى رعاية اليد المخزنية «الكريمة». خطته واضحة المعالم: اختراق البورصة الفتية للدار البيضاء بواسطة عدد من فروع شركاته، الانقضاض على الرخصة الثانية للهاتف النقال والدخول فيها كشريك، اقتناص فترة الأزمة الطاقية للمملكة بفعل حريق خزانات لاسامير، والحصول على امتياز استيراد النفط وتسويقه، لتصبح مجموعته «أفريقيا» إحدى أكبر شركات التوزيع الطاقي، ثم الاشتغال على الواجهة الإعلامية من خلال الاستثمار في إحدى أكبر المجموعات الصحفية.
العمري.. ريفي يتسلق صخور الرحامنة
ريفي من جيل ما بعد الانتفاضات الريفية لسنوات الاستقلال الأولى، فتح عينيه على واقع منطقة مقصية مهمشة بالكاد يعترف بها نظام الحسن الثاني فوق رقعة خارطة مملكته. ليقوده ذلك إلى اعتناق أكثر المذاهب راديكالية ومعارضة. ليتذكر آخر لحظات الراحل بنزكري الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيه، طالبا منه أن يحث متهميه بالخيانة على البحث عن ثمن خيانته في ما خلفه وراءه. مرافقة إلياس للحقوقي الراحل نابعة من إصرار ابن الفقيه محمد بن شويب على رفع شعار الريف الضحية وأبناء الريف الضحايا، بل إنه يذهب إلى أن «جهات» في الدولة منعته من الذهاب بعيدا في ملف الغازات السامة التي استعملها الجيش الإسباني ضد بني منطقته، حيث ولد سنة 1967 بجماعة نكور القريبة من الحسيمة. فوق أحد جدران إقامته، يحتفظ العمري بصورة لابن عبد الكريم الخطابي، تذكره على الدوام بماضي آبائه وماضي المنطقة، فيما لا يحتاج لمن يساعده على تذكر سنوات اليسار الجذري ومواجهة المخزن الرجعي. ماض لم تنقطع خيوطه، حيث يعتبر العمري من مؤسسي تيار «الديمقراطيين المستقلين» أواسط التسعينيات، وانتمى بعد ذلك إلى حزب اليسار الاشتراكي الموحد، دون أن يمنعه ذلك من الجهر بعلاقات وطيدة برموز الدولة وأعمدتها.
بل إن صورة الرجل في أذهان المتتبعين لم تكن بحاجة إلى شهادة البعض بركوبه إلى جانب الهمة لتلصق به صورة صديق صديق الملك. وبرر الرجل ذلك بحتمية تواصل «رئيس جمعية» مع وزير الداخلية، تواصل يبدو أن ثماره نضجت سريعا بتمثيله الريفيين في معهد الثقافة الأمازيغية سنة 2002، ثم تمثيله شيئا آخر في المجلس الأعلى للاتصال السمعي-البصري عام 2003. ودونما حاجة إلى تمثيل أحد، لا يتردد إلياس العمري في تقديم الخدمات وترتيب الإجراءات في أنشطة حركة «كل الديمقراطيين».
نصف أعضاء فريق الهمة البرلماني أتى بهم إلياس العمري الذي لا يتوانى في الدفاع عن الهمة وعن مشروعه.
الوديع.. شاعر لكل الديمقراطيين
كان ضمن السبعة الذين قرروا الاكتفاء بدرهم رمزي كتعويض عن سنوات الجمر التي عاشوها، فيما قضى سنوات إلى جانب الراحل إدريس بنزكري منقبا في أكوام الأرشيف الذي جادت به الجهات الرسمية في إطار أشغال هيئة الإنصاف والمصالحة، محاولا إثبات الأضرار وتقييم التعويضات وتسويد التقارير، مزاوجا بذلك بين عمله هذا واشتغاله ضمن الهيئة العليا للاتصال السمعي-البصري. كان يريدُ من الله معجزة تصدّ عن الرُّوح هذا النزيف، وكان يريد ُ قليلاً من الصمت كي يستطيع الصلاة، كي يحضر الغائبون، كان يريد كثيرا من الحب كي يسلك الآخرون... وأشياء أخرى يريدها عبر عنها في إحدى قصائده، قبل أن يريد الالتحاق بعدد من «المواطنين» الذين «أثارهم» الوضع الذي آلت إليه السياسة في مملكة محمد السادس، فهبوا لإنقاذها و»إحيائها». ولد هذا المناضل الوديع عام 1952، وحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1982 من قلب السجن، ثم على شهادة الدروس المعمقة في العلوم السياسية من كلية الحقوق بمونبوليي بفرنسا سنة 1987. عانى من آلام الاعتقال والتعذيب بسجن القنيطرة إلى جانب عبد القادر الشاوي ويساريين آخرين. قبل أن يعين سنة 1997 أستاذاً بالمدرسة العليا لتدبير المقاولات بمدينة الدار البيضاء، فلم تنسه وظيفته ميولاته واهتماماته الأدبية، حيث اشتغل بالصحافة كمقدم لبرنامج «لحظة شعر» بالقناة الثانية ما بين سنتي 2000 و2002. يصر الوديع على الاحتفاظ بأنشطته الثقافية والمدنية، فتراه هادئا وحيدا في الصفوف المتأخرة يستمع إلى المحاضرة والقصيدة، فيما أصبح عضوا نشيطا في عدد من الجمعيات من قبيل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي شارك في تأسيسها سنة 1988، والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف. سارع إلى التوقيع على نداء حماية الحريات الفردية، قبل أن يفاجئ الجميع بظهور اسمه إلى جانب مؤسسي «حركة لكل الديمقراطيين».
نعيم كمال.. الكاتب الخاص
خلال سنوات اشتعال جذوة الحماس الشعبي والشبابي على الخصوص لمشاغبة الراحل الحسن الثاني، وجد اليافع نعيم كمال نفسه أحد المنضمين إلى التنظيمات الشبابية ولجان تلاميذ المؤسسات التعليمية الثانوية المجتهدة في النضال، مع ما يعنيه ذلك من تأطير يساري وانتماء إلى موجة لم يكن راكبوها ليفلتوا من لدغات عقارب النظام وعقوبات آلته القمعية، فنال نعيم بذلك نصيبه من حصص التأديب. لكن مؤشر البوصلة سرعان ما تغير اتجاهه، حيث استقر الشاب نعيم كمال في قاعة تحرير جريدة «الرأي» الناطقة باسم حزب الاستقلال، هناك حيث أبان عن قدرات صحافية كبيرة خاصة في أجناس التحقيق وتصيد المعلومة، ومنها وجد الطريق سالكة نحو عضوية حزب علال الفاسي. وأثناء مدة عمله كصحافي بجريدة الاستقلال، ظل طموح واحد مستحكما بأحلامه، وهو ولوج مكتب رئيس التحرير. لكنه لم ينس مواصلة تسلق السلم الحزبي والتقرب إلى زعمائه، حيث كان أحد الفاعلين في الدفع بانتخاب عباس الفاسي أمينا عاما، فكانت فرصة إزاحة المزعج خالد الجامعي من رئاسة التحرير بالنسبة إليه فرصة العمر لتحقيق الطموح باعتباره الخليفة «الشرعي». لكن شيوخ الحزب لم يكونوا ليغفلوا أن الأمر يعني بشكل شبه أوتوماتيكي عضويته للجنة المركزية للحزب، فرفعوا ضده حق الفيتو، مكتفين بمنحه صفة مستشار التحرير. هذا الحرمان من قيادة سفينة صحافة الحزب الفرانكفونية، شكل بالنسبة إلى نعيم كمال لحظة تحول عنوانها سخط على الزعيم عباس الفاسي الذي لم بمكنه من حلمه، لتبدأ في ذات الوقت رحلة تقارب جديد مع رموز من الدولة يقودهم رجل اسمه فؤاد عالي الهمة.
وباتت منذ هذا الوقت مقالات الرجل ناطقة بمواقفهم الرسمية، وقناة لتصريف غضبهم على الخصوم السياسيين والإعلاميين، لتأتي فرصة 2003 وإحداث الهيئة العليا للإعلام السمعي-البصري، حيث جعلت الدولة من نعيم أحد «حكمائها» بوضع مالي أراده الظهير المحدث لها مماثلا لوضعية النائب البرلماني من حيث الأجر والامتيازات. وفي عز الصيف الماضي، وبعيد تفجير قنبلة الاستقالة المبهمة لصديق الملك من مسؤولياته في دار ليوطي.
حرزني.. لنخدم المخزن
في لحظة سجل فيها محرار الانتقال الحقوقي أقصى درجاته. في هذه اللحظة رأى أحمد، أحد المتدخلين الذين جاءوا ليتكلموا عن ماضيهم الحزين دون الاقتراب من هوية جلاديهم، أن المرحلة الماضية لم تكن كلها ظلاما ولا كان رجالاتها كلهم رمزا للشر المطلق... مجددا دعواته بالرحمة الواسعة للملك الراحل... مداخلة أحمد خلال جلسة الاستماع هذه اعتبرها البعض أقرب إلى مرافعة سياسية منها إلى شهادة ضحية قضى في جحيم الاعتقال حوالي خمس عشرة سنة، وإعلان «توبة» و»مراجعة فكرية» بل و»انقلابا» على الذات. «أنا لست ضحية، أنا مناضل عارض ويعارض وسيعارض جميع أشكال الظلم والاستغلال والاستكبار، وكذلك جل أشكال المسكنة»، يوضح أحمد في ذات الجلسة. إنها ممحاة ضخمة يحاول أحمد تمريرها على صفحات يجاهد الجميع لطيها ونسيانها، بينما اختار هو محو سطورها، وبما أن الممحاة ضخمة لم يتردد الطرف الآخر في مساعدة أحمد في حملها وتمريرها بلطف، علها تخفي حكاية أحمد ورفاقه أو على الأقل تحيل سطور محنتهم إلى رصيد مشروعية ضروري لقيادة مشروع المصالحة.
فأحمد ليس سوى أحمد حرزني، الرئيس الجديد للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، خليفة الراحل إدريس بنزكري، وهو نفسه الفتى الذي صرخ بأعلى صوته في أحد اجتماعات منظمة إلى الأمام شهورا بعد تأسيسها، منتقدا السلوك البورجوازي لبعض الرفاق، وداعيا إلى خلق خلايا تتوزع على مختلف القرى والمداشر، ليس بهدف إنجاز مشاريع التنمية البشرية، بل لتحقيق الأحلام الثورية وقلب النظام، لكن المخاض سيؤدي إلى لفظ أحمد خارج المكتب السياسي للمنظمة كمحاولة لقص جناحيه، لكن ابن كرسيف واصل تحليقه مشكلا سربا من بعض رفاقه من داخل المنظمة اختاروا حمل السلاح في وجه نظام ملك يتوعد: «اللي عارضني نخلي دار بوه»، وهو الوعيد الذي لن يتأخر في تحقيقه، حيث سرعان ما سيتوصل أحمد بدعوة خاصة إلى إقامة طويلة في ضيافة «النظام الرجعي». مسار طويل بدأه حرزني بمنطق القطيعة الذي جربه عدة مرات، ثم مشاركته سنة 2004 في اللجنة العلمية التي كلفها محمد السادس بإنجاز تقرير الخمسينية، أي تقرير تقييم فترة حكم الحسن الثاني، ثم تزعمه لمجموعة «نداء المواطن» الموجه بالخصوص إلى الصحافة المستقلة والمزعجة؛ صفات وأخرى كثيرة في سيرته الشخصية أهلته ليصبح في نونبر 2006 كاتبا عاما للمجلس الأعلى للتعليم. والأهم من ذلك، أن أحدا لم ينافسه في خلافة رفيق المصالحة الراحل إدريس بنزكري.
ثريا جبران.. ممثلة في مسرح السياسة
لم يكن محمد نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال السابق، يعلم أن المرأة التي صعدت رفقته إلى المنصة ترفع يده تأييدا في حملته الانتخابية، سوف تصبح بعد أسابيع وزيرة بينما فقد هو مقعد البرلمان وحقيبة الحكومة. «ما عطانا ما عطيناه، غير حنا اللي بغيناه»، كانت تردد الممثلة ثريا جبران مؤيدة لبنعبد الله، كما لو كانت تستعيد بذاكرتها لحظات صعودها إلى خشبة المسرح، محتفلة بالجسد والناس والواقع والحقيقة المرة لمغرب الستينات والسبعينات، التي تترجمها خطابات النص المسرحي الذي تدخله هذه الممثلة بلهفة تلتقي بتطلعات وآفاق المتلقي، وهو يدخل في طقسية الدراما وقوة المسرح الانفرادي الذي أسست له الممثلة في مسرح اليوم الذي شاركت في تأسيسه عام 1987.
عدا الانتماء التنظيمي إلى صفوف الاتحاد الاشتراكي لزوجها عبد الواحد عزري، والحديث عن حادثة اختطافها وحلق شعر رأسها، لم يثبت أن كان لها حضور تنظيمي في صفوف الحزب الذي ولجت الحكومة حاملة ألوانه، لكن يدا خفية تحتفظ ببصماتها الواضحة على هذا الاستوزار الذي يكاد حزب القوات الشعبية يتبرأ منه.
قدمت عروضها المسرحية في الأسواق والقاعات السينمائية وفي المصانع والمناطق النائية، مستقلة سيارة تحمل أعضاء الفرقة وتجهيزات الديكور، محتفظة بشعرة معاوية الرفيعة مع المعارضة اليسارية لنظام الحسن الثاني، قبل أن تبدأ في أخذ مسافتها بحضورها لتظاهرات حزب العدالة والتنمية مثيرة سخط الرفاق، ثم بعرضها خدماتها الدعائية على أقوى مرشحي الانتخابات السابقة، موظفة صوتها الجهوري وحضورها القوي، ليبلغ صداها إلى قاعات البلاط التي ردت عليها بإهدائها حقيبة ألف الاتحادي محمد الأشعري حملها منذ عقد تقريبا.
مزوار.. عملاق لكل الديمقراطيين
عندما كان رئيس مجلس النواب، مصطفى المنصوري، يعقد اجتماعا لرؤساء المجالس الجماعية والجهات المنتمين إلى حزبه، كان وزير الحزب والحامل لمفاتيح ماليتيها يستمتع بنزهة طبيعية في ضواحي سلا، رفقة أصدقاء يسمون أنفسهم «كل الديمقراطيين». برر المنصوري غياب وزيره بانشغالات «في إطار المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية»، إلى أن أطل الجميع من نافذة التلفزيون وسط «الديمقراطيين». صلاح الدين مزوار ليبرالي «تقنوقراطي» يحوز حقيبة كان يحملها «اشتراكي» حزبي، لم يجد صعوبة في الوفاء لميزانية سلفه بما أن فصولها من إملاء المؤسسات الدولية وتوصياتها. تولى توزيع أموال المملكة على وزراء أغلبهم يحمل ألوان أحزاب سياسية أمطرت ناخبيها بوعود بملايين مناصب الشغل ومعدلات نمو قياسية، وهي المعادلة الصعبة التي علم مزوار أن عليه فك طلاسمها بعد أن استغربت المؤسسات المالية الدولية عدم إنتاج «النمو» المغربي لمناصب الشغل. التحاق صلاح الدين مزوار بفصيلة الوزراء كان مع التعديل الحكومي لحكومة إدريس جطو عام 2004، حيث كان صانع الأحذية يحتفظ به في دكة الاحتياط ليمنحه الرسمية في قطاع الصناعة والتجارة، لمعرفته بخبرة وحنكة الرجل في التدبير والتسيير، فهو الحاصل على شهادة عليا من جامعة فونتينبلو الفرنسية، ثم على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل بفرنسا؛ بعد أن كان قد نال دبلوم السلك العالي في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء. هذا المسار التكويني كان قد أطل عليه صلاح الدين من فوق هضاب العاصمة الإسماعيلية، هناك حيث رأى النور في أحد أيام سنة 1953، لكنه مزج مساره الأكاديمي هذا بخبرة ميدانية طويلة بدأها بمهمة بالقسم الإداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بالرباط وطنجة، حيث قاد المصالح الإدارية لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتبعها بالتدبير المالي لمقاولة فرنسية تونسية، ويلتحق بمكتب استغلال الموانئ، حيث وضع لبنات مديرية العمل الاجتماعي، وتولى إدارة نادي الرجاء البيضاوي المحتضن من طرف المكتب قرابة ثلاث سنوات. لياقة بدنية ورشاقة في المراوغة وتصيد الفرص لوضع الكرة في السلة، أهلت الرجل ليسجل بكل مهارة وينتزع حقيبة الاقتصاد والمالية، معززا بذلك حزب «التقنوقراط الأحرار» المقربين إلى قلب الماسكين بزمام الأمر.
الطالبي العلمي.. «عمدة» تطوان
كان في حكومة إدريس جطو بمثابة نزار البركة في حكومة عباس الفاسي، يحمل حقيبة خفيفة تسمى الشؤون الاقتصادية والعامة، ثقيلة في دلالاتها كونها حملت الرجل مرارا إلى بلاطو أخبار القناتين العموميتين كلما تعلق الأمر بزيادة في الأسعار أو تحول اقتصادي، مما جعل ملامحه مألوفة لدى مشاهدي القناتين.
قبل ذلك، كانت ساكنة مدينة تطوان ونواحيها قد اعتادت على اسم الرجل بعد عضويته لجماعة المنداري ثم الجماعة الحضرية لتطوان وتوليه مسؤولية لجنة المالية داخلها، كما حصل على عضوية غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان منذ 1997 بفضل مشاريعه «الناجحة» في كل من البيضاء وتطوان، ثم ذهب باحثا عن إشعاع عالمي باشتغاله إلى جانب مؤسسات مالية دولية بصفته خبيرا في اللامركزية والأنظمة المالية المحلية، رابطا بذلك الصلة بتجربته الخارجية التي بدأها كطالب في إحدى جامعات نيويورك.
صفة الخبير الدولي هذه، أهلت الرجل ليساهم في تدبير عملية إنشاء البنيات التحتية للأراضي الفلسطينية المحسوبة على السلطة الفلسطينية، محتفظا، في ذات الآن، بصفة منسق جهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار منذ 1996، ثم عضو لجنته المركزية سنة 2001 إيذانا بقرب «ترقيه» في سلم المسؤوليات السياسية.
تجربته الحكومية تقتصر على مجاورة إدريس جطو في حكومته، رغم أن العلمي حاز على مقعده البرلماني بمدينة تطوان، حيث تفرغ لرعاية ابنيه وحل مشاكله المتعلقة بمعاملاته المالية، لكنه الآن بات بمنبر جديد، حيث كان من الأعضاء المؤسسين لحركة «لكل الديمقراطيين».
الشيخ بيد الله.. جنوب حركة الهمة
يصفه البعض بالوزير غير المحظوظ، وينسبون إلى عهده في وزارة الصحة عودة ظهور عدد من الأمراض والأوبئة النادرة. فخلال ولايته الحكومية، تساقط أطفال منطقة خنيفرة كأوراق الخريف بفعل مرض «ما»، وتردد مرض غريب باستمرار على مدينة شفشاون، واضطرت وزارته إلى إعلان الحرب على مرض «الجربة»... لكن البعض الآخر يحتفظ للرجل بحصيلة أخرى عنوانها «التغطية الصحية الإجبارية»، حيث خرج هذا المشروع إلى الوجود بعد مخاض عسير، وإن لم يسهر الوزير بيد الله على مراحل تطبيقه المتعثر.
التعثر صفة التجربة الوزارية للرجل منذ بدايتها، حيث كان استدعاؤه للالتحاق بفريق إدريس جطو بعد اكتشاف خلو اللائحة الأولية من «ممثل» للأقاليم الصحراوية، ويصبح منذ ذلك الحين صوته الرقيق ولكنته الصحراوية وقامته القصيرة رمزا لصحة المغاربة، لكنه لم يتردد في أخذ قرارات «مؤلمة» كإقدامه على فرض امتحان مهني على الممرضين المتخرجين قبل الالتحاق بالعمل، معمقا الخصاص الكبير في مستشفيات المملكة.
رغم أن وراء الرجل تاريخ «حافل» وطويل طول المسافة الفاصلة بين مدينة طانطان حيث ولد عام 1949، وعاصمة المملكة. مفتاحها المهني كان الحصول على دكتوراه من كلية الطب بالدار البيضاء، حيث مكنته من الاشتغال بالمستشفى الجامعي للمدينة نفسها، ويبدأ رحلة المزاوجة بين علاج الأمعاء والمعدة وتشخيص أمراض المملكة في عدد من الهيئات الدولية والمناصب البرلمانية والسلطوية.
بعد خروجه من مكتب الوزارة، بات للرجل وقت كاف لممارسة هوايته في القراءة، ومهنته كطبيب، لكنه وجد وقتا أكثر لترتيب الإعلان عن ميلاد حركة «كل الديمقراطيين»، وكان أحد الموقعين على ندائها الأول المعلن عن تأسيسها، دون أن يتأكد ما إذا كان انضمامه إلى المبادرة نهجا استراتيجيا، أم تمثيلا لأبناء الصحراء فقط.
هشام الكروج.. أرنب سباق
لم يكن البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج يخفي إعجابه الشديد بسلفه البطل العالمي سعيد عويطة، لكن مآل البطلين لا يحمل كثيرا من ملامح التشابه ولا التقارب. فبينما ألقت مواقف عويطة النقدية والجريئة بضباب كثيف على نهاية مساره الرياضي وجعلته يغادر المملكة إلى منفى «رياضي»، لم ينتظر خليفته هشام الكروج إعلان اعتزاله ليمتطي قطارا شديد السرعة نحو مواقع الثروة والقرب من منابع السلطة، وأولى ثمار ذلك كانت أطنان من برتقال ضيعات بركان.
حلاوة الفاكهة البركانية حملت البطل العالمي على الانطلاق في سباق جديد في مضمار السياسة، لعب فيه دور الأرنب رفقة الوزير المنتدب في الداخلية سابقا خلال الانتخابات الأخيرة، وأعلنها صراحة، أنه يفضل الذهاب إلى بنجرير عوض متابعة بطولة ألعاب القوى بأوساكا اليابانية، وراح يرافق الهمة في جولته الانتخابية مانحا شعار «التراكتور»، البطيء عادة، شحنة استثنائية من التقدم السريع.
ولأن مظاهر النعمة لا تتأخر في الظهور على أصحاب الرضا المخزني، سرعان ما استبدل الكروج مراتبه الأولى في السباقات العالمية بالصفوف الأولى للقاءات الرسمية، وكادت سرعته الفائقة توصله إلى قمة الجامعة الملكية لألعاب القوى، لولا حاجة المؤسسة إلى دعم رجل يستطيع جلب الاعتمادات المالية اللازمة مثل عبد السلام أحيزون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.