أعرب قيادي في حزب العدالة والتنميةعن خشيته من أن استغلال حركة "لكل الديمقراطيين" التي يتزعمها الوزير المنتدب السابق في وزارة الداخلية والبرلماني الحالي فؤاد عالي الهمة، لأجهزة الدولة من أجل تحجيم أطراف سياسية أخرى، واعتبر ذلك ممارسة غير ديمقراطية. "" وأوضح عضو مجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران في تصريحات خاصة ل"قدس برس" أن حزبه لا يخشى من المنافسة السياسية التي هي من طبيعة العمل الديمقراطي، لكنه يخشى دخول الدولة بأجهزتها على خط التنافس السياسي لصالح جهة بذاتها، وقال: "نحن لا نقول بأن حركة "لكل الديمقراطيين" أو التحالف اليساري تستهدفنا، وإنما هم يقولون ذلك، ونحن لا نخشى لا من حركة "لكل الديمقراطيين" ولا من غيرها، ولكن مشكلتنا معهم أنهم يشتغلون بإمكانيات الدولة وتساندهم أجهزتها، وهذا يعكس عدم احترام للديمقراطية وبديهياتها، فنحن لا مانع لدينا أن يكون فؤاد عالي الهمة فاعلا سياسيا وأن يقبل الناس عليه، وإذا استطاع تحجيمنا فهذه هي السياسة، ولكن إذا دخلت الدولة على الخط لتدعمه، فهذا لم يعد حزبا عاديا، وهذا هو الذي نشتكي منه". وحذر بنكيران من أن التمادي في استغلال أجهزة الدولة من أجل تغيير المشهد السياسي أمر مضر ليس فقط بالديمقراطية وإنما بالبلاد ككل، وقال: "نحن حريصون على أن تبقى اللعبة الديمقراطية نزيهة حتى يجد المواطنون أنفسهم فيها، أما إذا كانت إرادة الدولة ترمي لتحجيم فاعل سياسي فهذا يطعن في الديمقراطية، ذلك أن الحزب ليس متجرا سياسيا وإنما هو أحد آليات العمل الديمقراطي، والذي نراه بالنسبة لحركة "لكل الديمقراطيين" هو أنها تستعمل وسائل الدولة من إعلام ورجال سلطة ونفوذ واستغلال القرب من الملك، وتحويل المعركة بهذه الصفة شيء سلبي بالنسبة لنا وللعملية الديمقراطية وللبلاد". على صعيد آخر أكد بنكيران أن حزبه لا يخشى دعوة قوى اليسار إلى التوحد، واعتبر ذلك أمرا تفرضه طبيعة التنافس السياسي، وقال: "بالنسبة للأخوة في اليسار فبالتأكيد أننا عندما نرى منافسا يستجمع قوته فإن المعارك ستكون أكثر صعوبة وحرارة، ونحن لا نخشى ذلك، فنحن متنافسون سياسيون والمهم عندنا هو أن بقى اللعبة الديمقراطية نزيهة "، على حد تعبيره. وتثير حركة "لكل الديمقراطيين" التي لم تتحول إلى حزب سياسي بعد، التي أسسها الوزير المنتدب السابق في الداخلية المغربية وأحد أبرز الرجال المقربين من العاهل المغربي الملك محمد السادس النائب الحالي في البرلمان فؤاد عالي الهمة جملة من التساؤلات عن الهدف الأساسي من تشكيلها، وعما إذا كانت تهدف فقط إلى تحجيم دور الإسلاميين في العملية السياسية أم أنها تندرج ضمن خطة أشمل لإضعاف الأحزاب السياسية الفاعلة في المغرب. كما تسعى قوى اليسار إلى تشكيل تحالف يساري للتصدي اخطر الأصوليات الدينية وحركات الإسلام السياسي