واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في مصر٬ واستفحال الأزمة السورية٬ والحرب في مالي٬ وملف المصالحة الفلسطينية. وبخصوص الوضع في مصر٬ كتبت صحيفة (الحياة) اللندنية أن الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد مازالت تراوح مكانها٬ بعد أن قاطعت جبهة الإنقاذ الوطني الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي٬ ووضعت شروطا للمشاركة٬ داعية في الوقت ذاته إلى تظاهرات الجمعة المقبل. وأشارت (الحياة) إلى احتدام المواجهات قرب ميدان التحرير بين المتظاهرين ورجال الشرطة٬ وذلك في الوقت الذي كان الرئيس يحاور حلفاءه. أما صحيفة (القدس العربي)٬ فكتبت من جانبها عن تحدي مدن القناة الثلاث (بورسعيد والسويس والإسماعيلية)٬ أمس الاثنين قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال٬ مشيرة إلى أنها مظاهرات واسعة طالبت بسقوط النظام. وتطرقت الصحيفة إلى عجز النظام عن فرض سيطرته في العديد من المدن المصرية مما أثار مخاوف من اتساع حالة العنف والفوضى. وذلك في ظل استمرار حالة الانسداد السياسي بعد رفض جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة دعوة مرسي للحوار الوطني٬ معتبرة انه "حوار شكلي"٬ وأنه "يفتقد إلى رؤية واضحة٬ ولن يؤدي إلا إلى طريق مسدود" واستشهدت بعدم احترام جماعة الإخوان والرئيس لنتائج الجولات السابقة من الحوار. بدورها٬ ركزت الصحف المصرية على تأزم الوضع السياسي في البلاد٬ واعتبرت جريدة (الأهرام) أن أحزاب المعارضة أجهضت الحوار الوطني قبل بدايته وأجهزت بالتالي على كل احتمالات نجاح مبادرة الرئيس٬ مسجلة أن أجواء عدم الثقة خيمت مبكرا على هذه الدعوة للحوار بسبب مواقف الجبهة التي تلوح بتصعيد الموقف والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. أما جريدة "المصري اليوم" فذكرت بأن أحزاب المعارضة رهنت موافقتها على حضور جلسات الحوار الوطني بالاستجابة لمطالب لخصتها في وضع أجندة واضحة للحوار والالتزام بتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإقالة النائب العام وتشكيل لجنة لتعديل الدستور٬ فيما شنت جريدة "الحرية والعدالة" هجوما كبيرا على أحزاب المعارضة واعتبرت رفضها للحوار بمثابة "مراهقة سياسية غير مقبولة". وأشارت صحيفة "روز اليوسف" من جانبها إلى أن الانقسام الحاصل حول مبادرة مرسي ينذر بإشعال الساحة السياسية٬ فيما سلطت جريدتا "اليوم السابع" و"الوطن" الضوء على حالة الانفلات الأمني التي تعيشها عدد من محافظات مصر. وصلة بالموضوع ذاته٬ شددت الصحف القطرية٬ التي أولت اهتماما في طبعاتها الصادرة اليوم بما يجري على الساحة المصرية٬ على أن الحوار الوطني مطلوب بشدة وهو المخرج الوحيد من الاحتقان لإكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان "مصر.. الحوار أو الطوفان" ٬ أن مصر "تمر بمرحلة دقيقة وحساسة٬ تتطلب من الجميع٬ حكومة ومعارضة٬ الارتفاع إلى مستوى المسؤولية"٬ مشددة على أن الحوار الوطني مهم في هذه المرحلة٬ ويتطلب تحمل المسؤولية٬ والانفتاح لمناقشة كافة القضايا٬ "دون شروط أو قيود" . ونبهت صحيفة (الوطن) إلى أن الأوضاع الراهنة في مصر تتجه "نحو المزيد من التفاقم"٬ داعية النظام ومعارضيه إلى الحوار٬ فيما طالبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها القوى السياسية المصرية كافة "تقديم مصلحة مصر وأمنها على المصالح الفئوية والحزبية والمكاسب السياسية وإبداء مرونة حقيقية للبحث عن مخرج لهذه الأزمة السياسية التي طالت وزادت عن حدها وأصبحت تهدد النسيج الوطني المصري". وفي الشأن السوري٬ نقلت (القدس العربي)٬ عن الرئيس بشار الأسد قوله٬ في تصريحات صحفية٬ إن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة المقاتلين المعارضين٬ وذلك بتزامن مع استضافة باريس لقاء طالب خلاله الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي بدعمه بالمال والسلاح. وأشارت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ في تتبعها للتطورات العسكرية للوضع في مالي٬ إلى سيطرة الجيش المالي مدعوما من قبل القوات الخاصة الفرنسية على مدينة تومبكتو التاريخية في شمال مالي٬ وكذا إحراق جماعات إسلامية مسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة مكتبة تحتوي على آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل أن تلوذ بالفرار. وفي الجزائر٬ انصب تركيز الصحف على "التصدع" الذي يعرفه حزب جبهة التحرير الوطني في ظل الدعوات إلى استقالة أمينه العام عبد العزيز بلخادم٬ وأحداث عين أمناس٬ خاصة في علاقتها مع مسألة التنمية في مناطق جنوبالجزائر. وكتبت صحيفة (الخبر) تحت عنوان "أزمة الأفالان تدخل مرحلة كسر العظام بين بلخادم والتقويمية"٬ أن عملية شد الأعصاب وحرب التصريحات النارية بين بلخادم وخصومه في الحركة التقويمية (التصحيحية)٬ دخلت درجة أخرى من التصعيد عشية انطلاق دورة اللجنة المركزية٬ التي توحي كل مؤشراتها بأن أزمة الحزب العتيد دخلت مرحلة ''كسر العظام'' بين بلخادم ورفقاء عبد الكريم عبادة. ونقلت الصحيفة عن بلخادم قوله إن رده سيكون يوم الخميس في اجتماع أعلى هيئة للحزب ما بين المؤتمرين٬ مضيفة أنه في انتظار الساعات الفاصلة٬ "كل طرف يبدو أنه أعد عدته وجنوده وأخرج أسلحته٬ ولا أحد مستعد لرفع الراية البيضاء". وتناولت صحيفة (الشروق) موضوع حادث عين أمناس من زاويته التنموية حيث كتبت "أخيرا تحركت الدولة نحو الجنوب الكبير٬ في محاولة استباقية لاحتواء غضب السكان جراء مظاهر التهميش والإقصاء في مختلف مجالات التنمية وخاصة الشغل". ولاحظت أنه "من السذاجة أن يعتقد أحد أن عملية تينتورين الإرهابية٬ كانت حدثا عارضا أو أمرا عاديا ومحدودا٬ وخاصة ظروف تسلل الإرهابيين إلى غاية عين أمناس (...) خاصة وأنه يأتي بعد إنذارات سابقة٬ واحتجاجات عارمة لا تنتهي في محيط المناطق الصناعية ومركبات إنتاج المحروقات٬ التي فتحت الباب أمام تعبيرات ساخطة لسكان الجنوب٬ ذهبت إلى حد تهديد تماسك الوجدان الوطني". ما الصحف التونسية فاهتمت بفشل الائتلاف الحاكم في البلاد في الاتفاق على التعديل الوزاري المرتقب٬ وكتبت جريدة (الصريح) بهذا الشأن أن الأزمة السياسية أدخلت تونس في "نفق سياسي مظلم بعد اشتداد الأزمة في هرم السلطة المكون من ائتلاف الترويكا الحاكم"٬ معتبرة أن هذه "الوضعية الخطيرة هي نتيجة حتمية ومباشرة لتلك الصراعات التي سبق لحمادي الجبالي أن وصفها بحرب المواقع٬ حيث يصر كل طرف من الشركاء (في الحكم) على المزايدة ويرفض التنازل وكأنه يسعى إلى إسقاط التحالف الذي يعاني أصلا من الهشاشة". واعتبرت الصحيفة أن هذه الممارسات تمثل "الخطر الأكبر الذي يهدد المسار الديمقراطي بالتوقف والاضمحلال ويعيد البلاد إلى الفوضى المنتجة للدكتاتورية"٬ مشددة على "مسؤولية كل الفاعلين في الساحة في التحرك بجدية لنزع فتيل الأزمة والتقريب بين وجهات النظر وتجسير هوة الخلافات القائمة وإعادة الطمأنينة إلى الناس٬ لأن الشعور بالإحباط لديهم قد وصل إلى درجة تهدد بالانفجار". من جانبها٬ اهتمت الصحف الأردنية بملف المصالحة الفلسطينية٬ في ضوء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إلى المملكة٬ وبموعد انعقاد الدورة غير العادية للبرلمان٬ عقب الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات النيابية٬ التي جرت يوم الأربعاء الماضي. وكتبت صحيفة (الرأي)٬ في افتتاحيتها٬ أن هذه المصالحة تشكل الأساس الطبيعي والعملي على درب استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه و"إرغام الجميع على التعاطي مع المسألة الفلسطينية بجدية وعدم استغلال الانقسام الراهن لتحقيق غايات أخرى". ونقلت صحيفة (الدستور)٬ في حديث مع خالد مشعل٬ قوله إن "فرص نجاح المصالحة الآن أفضل من ذي قبل٬ والظروف تخدم نجاحها٬ وعلى رأسها الواقع السياسي منذ حرب غزة وانتصار المقاومة والاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة٬ وبناء الثقة بين الضفة والقطاع (حماس وفتح)". وحول موعد انعقاد الدورة غير العادية لمجلس الأمة (البرلمان) الأردني٬ ذكرت صحيفتا (الغد) و(الرأي)٬ استنادا لمصادر حكومية٬ قولها إنه من المحتمل تأجيل هذه الدورة٬ التي كانت مقرره في الثالث من فبراير المقبل٬ موضحة أن سبب التأجيل هو ضيق الوقت أمام النواب لتشكيل الكتل والمشاورات قبل موعد انعقاد الدورة العادية. وفي لبنان٬ شكل تأجيل محكمة تطبيق الأحكام الفرنسية جلسة اللبناني جورج عبد الله إلى 28 فبراير القادم٬ وتحريم مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني الزواج المدني أهم ما تطرقت إليه صحافة البلاد. وبخصوص قضية الزواج المدني الذي أثاره مجددا إعلان شاب وفتاة مسلمين من طائفتين مختلفتين زواجهما مدنيا٬ نقلت جريدة (الأخبار) عن مفتي الجمهورية اعتباره كل من يوافق٬ من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية٬ على تشريع وتقنين الزواج المدني٬ ولو اختياريا٬ هو "مرتد وخارج عن دين الإسلام ولا يغسل ولا يكفن ولن يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين". فيما اهتمت جريدة (السفير) بقضية جورج عبد الله٬ وكتبت بخصوصها أن "المحكمة لم تكلف نفسها إبلاغ السجين اللبناني٬ في سجنه في لانمزان٬ قرارها٬ مضيفة أن "المحكمة الفرنسية لم تقدم تعليلا قضائيا واضحا٬ يشرح دوافع التأجيل٬ كما لم تبلغ المحامي جاك فيرجيس بحيثيات القرار لتحضير مطالعة دفاعية".