أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التدخل الفرنسي في شمال مالي، واستنكرت كذلك فتح الأجواء المغربية أمام الطيران الفرنسي، في تغييب تام لسيادة الشعب المغربي في اتخاذ قراره، وإعادة للمضمون الاستعماري التي تتميز به فرنسا رغم محاولتها إخفائه بالخطابات حول الديمقراطية، كما أكدت رئيسة الجمعية خديجة الرياضي. واستطردت الرياضي في اتصال هاتفي مع هسبريس صبيحة اليوم السبت، عن أن القرار بفتح الأجواء المغربية أمام الطائرات المنتهكة لسيادة مالي، يعتبر قرارا انفراديا يُغيب سيادة الشعب المغربي الذي من حقه المشاركة في صياغة قرارات من هذا النوع، متحدثة عن أن هذا الأمر، يُناقض دولة الحق والقانون، ويعكس حقيقة الدستور المغربي الذي يعطي للملك العديد من الصلاحيات مقابل تبخيس عمل الحكومة واختيارات الشعب. وأرجعت زعيمة إحدى أكبر التنظيمات الحقوقية بالمغرب، أسباب الوضع الأمني الذي تعيشه دولة مالي، إلى الاستعمار الإمبريالي الذي استولى على الثروات الطبيعية للدول الإفريقية وحرمها من اتخاذ قراراتها السياسية والاقتصادية، وهو الاستعمار ذاته، تضيف المتحدثة، الذي شجع الإرهاب وصنع كبار رؤوسه كأسامة بن لادن، وذلك بحثا عن المصالح التجارية لشركات السلاح العالمية التي تقتات من دماء الأبرياء، واصفة ما يجري بين الدول ب"علاقات معسكَرة" تتحكم فيها الجيوش القوية. "الحل الوحيد هو أن ترفع القوات الإمبريالية أياديها عن إفريقيا وتترك القرار لشعوبها قصد بناء دول حقيقية تسود فيها الديمقراطية بشكل تدريجي" هكذا تصف الرياضي الحل الممكن للخروج من دوامة العنف الذي تعيشه دولة مالي، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية قادرة على التقدم والازدهار ما دامت تمتلك ثروات طبيعية هائلة شرط أن تبتعد عنها الدول الاستعمارية. هذا وقد كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قد عقدت اجتماعا عشية أمس الجمعة، ناقشت فيه ما يجري في الدولة القريبة من الحدود الجنوبية للمغرب، أكدت خلاله أنها ستتناقش مع هيئات سياسية وحقوقية ومدنية، قصد إمكانية التنسيق في أشكال احتجاجية ضد فتح الأجواء المغربية أمام الطيران الفرنسي.