اتفقت الكثير من الفصائل المغربية سواء الإسلامية منها أو اليسارية، على رفض التدخل الفرنسي في مالي وما رافقه من فتح للمجال الجوي المغربي أمام الطائرات الفرنسية التي تقصف شمال هذا البلد الإفريقي، المسيطَر عليه بالكامل من طرف جماعة إسلامية متشددة عزلته عن الجنوب، مخططة في ذلك لاستقلال عن الدولة المالية التي تعيش حالة من لاستقرار بعد الانقلاب على الرئيس المالي المنتخَب في مارس من السنة الماضية. هكذا، أعربت جماعة العدل والإحسان عن استنكارها وإدانتها للتدخل العسكري الفرنسي، واصفة فرنسا بالدولة المستعمرة التي لم تخرج أبدا من مالي، وذلك على لسان منير الجوري الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، الذي قال إن فرنسا تتحكم في هذه الدولة الإفريقية من خلال رعايتها للأنظمة المستبدة التي حكمتها منذ عقود، وكلك من خلال نهبها لثرواتها وتجويعها للشعب المالي، مؤكدا أن فرنسا تنظر لمستعمراتها السابقة كمجرد حدائق خارجية. وانتقد الجوري الموقفين المغربي والجزائري اللذين فتحا مجاليهما الجويين أمام الطيران الفرنسي، متحدثا عن أن مثل هذه القرارات تُوضح أن من يحكم بالمغرب ليس هي الحكومة التي انتخبتها فئة من الشعب، "فالمطلوب استفتاء الشعب في مثل هذه القرارات، وهو الشيء الذي لم يحصل" يقول الجوري موضحا أنه كان على المغرب أن يلعب دور الوسيط في الحوار بين الأطراف المتنازعة، ما دام ليس من مصلحته، على حد تعبير المتحدث، أن يحصل توتر مسلح في دولة قريبة من حدوده الجنوبية. بدوره، رفض عبد الرحمن بنعمرو، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، التدخل الفرنسي الذي قال عنه بأنه فاقد للشرعية الدولية ويُعيد نفس ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية لمٌا غزت أفغانستان والعراق، فأي تدخل عسكري، يؤكد بنعمرو، يجب أن تؤطره الأممالمتحدة، ويجب أن يتم استباقه بمجموعة من القرارات السياسية، ثم الاقتصادية، قبل الوصول لحل عسكري الذي على أعضاء الأممالمتحدة التوحد في استصدار قرار بشأنه. واستطرد نقيب المحامين بالرباط الأسبق، أن فتح الأجواء المغربية أمام الطائرات الفرنسية يعتبر "مشاركة للمجرمين في جُرمهم و خَرقهم للشرعية الدولية"، متحدثا أن المغرب لا يزال يعيش روافد الاستعمار الفرنسي بكيفية ملموسة، ما دامت التبعية المغربية لفرنسا تتواجد في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهي التبعية، يفيد بنعمرو، التي أضٌرت بالمغرب أكثر مما أفادته. ويتطابق موقف الجوري وبنعمرو في رفض التدخل الفرنسي مع مواقف الكثير من القيادات السلفية الواصفة إياه بالحرب الصليبية، وكذلك مع موقف الحزب الاشتراكي الموحد في شخص عضو مكتبه السياسي عبد الإله المنصوري الذي تحدث عن أن فتح الأجواء المغربية أمام الطيران الفرنسي يعتبر إهانة للشعب المغربي.